شوف تشوف

الرئيسية

رشيدة الرحموني.. الطنجاوية التي اخترقت قلب الفنان عمر الحريري في عقر داره

ولدت رشيدة الرحموني في حي «كاساباراطا» الشعبي بمدينة طنجة. هناك نشأت رشيدة كما ينشأ الأطفال البسطاء وسط أسرة متعددة الأفراد. وعلى الرغم من مسحة الخصاص التي كانت تطبع الأسرة الصغيرة، ورغبة الأبناء والبنات في مساعدة الأب على تأمين كسرة خبز، فإن رب الأسرة كان حريصا على أن يستكمل كل عنصر دراسته، رافضا محاولات المغادرة الطوعية للمدرسة تحت مبرر العوز المادي.
في هذا الوسط العائلي نشأت رشيدة الرحموني، التي تابعت دراستها الجامعية قبل أن يستهويها الطرب والمسرح، لتعلن رغبتها في الانخراط في «أب الفنون» بعدما أبانت في المدرسة ودار الشباب عن رغبة جارفة للتمرد على تعليمات الأب الذي كان يوصي أبناءه خيرا بالتعليم الجامعي.
يقول الباحث أحمد المرابط إن نضج رشيدة وجمالها جعلاها محل أطماع، لكنها تزوجت من خليجي يكبرها سنا ووافقت على الارتباط به شريطة تمكينها من ممارسة شغبها الفني، لكنها «سرعان ما سترتدي زيا أسود حدادا على زوجها الذي وافاه الأجل المحتوم في حادثة سير مؤلمة، لتترمل رشيدة مبكرا. وبعد انقضاء عدتها، وهي العاشقة للفن المسرحي والتمثيل، ستهاجر إلى بلد الفنون مصر، وتستقر في القاهرة».
كانت المغربية رشيدة هي الزوجة الثالثة والثابتة في حياة الفنان المصري عمر الحريري، وهي الأخيرة، تزوجها في بداية التسعينات بعد نظرة وابتسامة وموعد فلقاء. يقول عمر عن هذه الزيجة: «حضرت رشيدة لمصر مثل كل الفنانات العربيات اللاتي حضرن للبحث عن فرصة للتواجد والانطلاق كمطربة وممثلة، وتعرفت عليها في أحد المسلسلات وبادرت هي بالاقتراب مني ونجحت في اختراقي وبعد فترة من التعارف شعرت أنني لا أستطيع الابتعاد عنها وتم الزواج سريعا».
استطاعت رشيدة الحصول على دور ثانوي في مسلسل، وتمكنت من فرض وجودها في قلب عمر الحريري الذي أسند لها دورا رئيسا في حياته، خاصة بعد أن تحولت إلى أم بناته. وقبل وفاة الحريري سنة 2011، كشف في أحد حواراته عن دور رشيدة، وقال إنها أعادت له شبابه الضائع في «بلاطوهات» التصوير.
لم تهتم رشيدة لفارق السن الكبير الذي كان بينها وعمر الحريري، الذي أكد أنه لم يشعر بأي أحاسيس مؤلمة ولم تشعره هي بذلك، وعاش معها حتى وفاته حياة هادئة. كما أنها لم تعر اهتماما للانتقادات التي وجهت إليها، إذ اتهمت بأنها ارتبطت به، ليساعدها في تحقيق أحلامها الفنية، فقط، سيما أن زوجها كان يرد في العديد من الخرجات وينفي كل تلك الاعتقادات لاعتبارات كثيرة، من بينها استمرار علاقتهما رغم عدم مساعدته لها على الإطلاق، «قلت لها في أول يوم لزواجنا إنها لن تجد مني أي مساعدة وعليها أن تعتمد على نفسها، فلا واسطة في الفن».
وكان عمر قد تزوج مرتين قبل الارتباط برشيدة المغربية، إذ زوجه والده محمد صالح عبد الهادي الحريري، وهو لا يزال صغير السن من فتاة قاصر تدعى آمال السلحدار وأنجبت له ابنته البكر التي سماها نيفين. ولخلافات بينهما سيطلقها مرتين، وتشاء الأقدار أن تلتحق بالرفيق الأعلى مباشرة بعد إبرام معاهدة الصلح مع عمر.
قبل ارتباطه برشيدة تزوج عمر الحريري بنادية سلطان في إحدى الحفلات، والتي «كانت سيدة مجتمع من الدرجة الأولى ويشهد الجميع برقيها وثقافتها، ودارت بيننا مناقشات ولقاءات عديدة ووجدتها متميزة ومختلفة عن الأخريات، فتزوجنا وأنجبت منها ابنتي الثانية ميريت، ولا يمكن أن أنسى السنوات الجميلة التي قضيتها معها حتى بدأت أيضاً الخلافات بنفس الشكل الذي عانيته في الزيجة الأولى، ووصلت العلاقة لطريق مسدود فاتفقنا على الانفصال بهدوء ودفعني هذا لعدم التفكير في خوض التجربة والتفرغ لفني فقط»، يقول الفنان المصري.
لكن الرجل أخلف وعده، حين سنحت له الفرصة باحتراف المسرح، والعمل في مسرح يوسف وهبي ومسرح زكي طليمات، حيث كاد أن يتزوج من ممثلة مغمورة، بعدما قرر العزوف عن الزواج والتفرغ لتربية بناته وإبداعه في عمله المسرحي والسينمائي والتلفزيوني..
لبى عمر دعوة العقيد معمر القذافي ورحل إلى ليبيا ليؤسس هناك «المسرح الشعبي»، ويتخرج على يديه مسرحيون ليبيون أصبح لهم اليوم صيت ذائع، وكاد أن يرتبط بفتاة ليبية خلال تواجده في طرابلس، لكن بعد الاضطراب الذي عرفته العلاقات الليبية- المصرية قرر الحريري العودة إلى مصر.
عاش عمر سنواته الأخيرة رفقة رشيدة وابنته بريهان، التي أنجبها وهو في السبعين من العمر، لينال لقب «أبو البنات»، وفي أكتوبر من سنة 2011 استبد به المرض، حيث أصبح نزيلا بالمستشفى قبل أن يغادر الحياة الدنيا فترتدي أرملته الطنجاوية رداء الحداد للمرة الثانية في حياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى