شوف تشوف

الرأي

رجل حرب لا حب

لا تريد الاقتراب، أعلم أن هذا هو حل الأحجية، ببساطة لو أحببتني بصدق لطويت الدنيا بمسافاتها وهمومها كطي السجل، وجئتني على براق الشوق تحرق مسافات تباعدنا وتجعل بيننا مدنا ممنوعة كبيكين، وأسوارا تحيطها كأسوار الصين العظيمة.. أعلم عن قصص الحب الشيء الكثير، لكن ما رأيته عن الحب في عينيك حيرني تفسيره، فأراك في الهوى صادقا وفي الفعال مجحفا قاسيا. ترى تلك المدن التي تبنى أمام عينيك وتهدمها القنابل ويسكت الرصاص صوت ساكنيها، جعلت منك رجلا من تركيبة القسوة، لكن ما ذنبي أنا؟ أو لست أنا نفسي امرأة من وجع وأنين، امرأة تتقن الرقص على موسيقى معقدة التركيبة فيها شيء من ألمي وشيء من فرحك، فيها شيء من مملكتك وشيء من عملاتي التي تحمل صورة وجهك، فيها شيء من خبرك الوراثي والكثير من دموعي.
أتقن الرقص لو تعلم على مسارح من الفضاء المظلم المعتم، ربما ستجدني امرأة من حزن تحب الانزواء بأركان الظلام كلها في لحظة واحدة، لكنك غير مدرك لذلك التمرد الذي يسيطر على سكوني، غير مدرك لذلك الحصار الذي تفرضه على وجودي. قلبي ينزف من الألم وأعلم أن هذا الألم تردده كل حروفي.
اعتزلت القصيدة في غيابك وفي حضورك، وأمسكت الريشة، لأرسم بكل ألوان الكلمات عينيك ودمعتي، ابتسامتك وأنيني، أناملك ولمساتي، فكم أنا مؤمنة بأننا روح واحدة مبعثرة في جسدين.. بربك أعد لي روحي وقل لجسدك أن يحرق لهيب تلك المسافات، قل له أن يشعل ثورات ضد حصار الحب، قل لكل المنظمات الإنسانية وغير الإنسانية أن تطالب بقوانين في الحب عادلة. نعم أنت تعيش الحرب، وأنا أعيش في سلم، عفوا هو ليس سلما لكنها حرب عصرية تشعلها دواخلي ضد كل منحرف عن شرائعي التي تضمن قربك.. «في شريعة الحب كل شيء جائز وممكن».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى