شوف تشوف

الرئيسيةرياضةسياسية

رايموند والأربعون ألف دولار

 

مقالات ذات صلة

حسن البصري

مرت أزيد من خمسة أشهر على مباراة «القمصان» الشهيرة، التي جمعت، بل لم تجمع أصلا، النهضة البركانية واتحاد العاصمة الجزائري، لتنتبه لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى أن أجل الحسم في هذه القضية انتهى، وأن المجتمع الكروي في المغرب أو الجزائر كاد أن ينسى تلك المباراة الملعونة المحشوة بشحنات السياسة.

كلما تذكرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ملفا نائما في دواليبها، فتحته بحذر شديد، ثم أغلقته ليس بسبب طبقات الغبار التي تكسوه، بل لحساسية الموقف.

حتى لا تسقط القضية في نفق التقادم، قررت «الكاف» حسم الملف فأصدرت لجنة الانضباط قرارا يعاقب اتحاد العاصمة بغرامة مالية قدرها 40 ألف دولار، وعللت القرار برفض الفريق الجزائري خوض مباراتي الذهاب والإياب، والحال أن التهمة الحقيقية هي احتجاز قمصان فريق ضيف في مطار هواري بومدين، ورفض إجراء مباراة في بركان بسبب رعب الخريطة التي أزعجت فريق العاصمة الجزائرية أكثر من خوفها من لاعبي الفريق المغربي.

منحت لجنة الانضباط إدارة الفريق الجزائري مهلة شهرين لدفع الغرامة المالية، فردت إدارة اتحاد العاصمة ببيان احتجاج مستنسخ من بيانات سابقة، برعاية من النظام الحاكم.

لكن يبدو أن لجنة الانضباط لم تكن منضبطة في تعاطيها مع هذا الملف، فقد تأخرت وقتا طويلا لحسم مشكل استعجالي، مستغلة تساهل مسؤولي نهضة بركان حين انساقوا وراء ملتمس مسامير «الكاف» وقرروا خوض المنافسات الإفريقية بقمصان بدون خريطة.

انتظرنا قرارا صارما في حق فريق جزائري يكرس خلطة الكرة والسياسة، ويعتبر هزم فريق مغربي نصرا مبينا، لكن لجنة الانضباط فضلت ضرب «جيب» اتحاد العاصمة الجزائري بغرامة، على أن تخصم هذا المبلغ من منح الكاف إذا جاد الله بمنحة.

تمخض جبل المباراة فولد غرامة مالية، وصرف النظر عن عقوبات يجب أن تستهدف مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذين يحولون مباريات الكرة إلى معارك سياسية، حين يأتمرون بأوامر الدولة المتخمة بالحقد على بلد جار.

رايموند هاك الجنوب إفريقي، ورئيس لجنة الانضباط في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، هو من أصدر القرار بعد طول تأمل مع رفاقه في اللجنة.

قيل والعهدة على أحمد أحمد، الرئيس السابق للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إن رايموند لا يملك وقتا لتصفيف شعره، لكن الكونفدرالية أصرت على جعله قاضي الكاف بالرغم من المسؤوليات التي يراكمها.

هاك، الذي لا تجمعه الجنسية الجنوب إفريقية فقط مع رئيس الكاف فابريس موتسيبي، بل تجمعهما مصالح أخرى سيأتي الوقت للتفصيل فيها، ضاقت بطاقة زياراته بالمناصب حد التخمة.

فهو يملك مكتب محاماة في جوهانسبورغ، بصفته محاميا في المحكمة العليا لجنوب إفريقيا، وهو رئيس سابق لاتحاد الكرة في هذا البلد، ورئيس وكالة مكافحة المنشطات في بلده، ورئيس للجنة الانضباط في رابطة الأندية المحترفة، ورئيس اتحاد سباق الخيول، ورئيس لجنة التأديب في الفيفا لسنوات، وكان مديرا للجنة المنظمة لكأس العالم حين نظم في جنوب إفريقيا سنة 2010 وحمل الصفة نفسها في «الكان» الذي نظم في بلده سنة 2013. هاك عضو دائم العضوية في اللجنة الأولمبية المحلية، ومحام معتمد من طرف محكمة «طاس» الرياضية بسويسرا، ومستشار قانوني دائم للاتحاد الجنوب إفريقي.. ومهام أخرى في هيئات المحامين والمحكمين وخبراء المنازعات.

متى سيجد هذا الرجل المثقل بالمهام فرصة لضبط ساعته على مواعد التزاماته؟ وكيف يعيش رايموند نصف حياته في جوف الطائرات بين جوهانسبورغ والقاهرة وزوريخ؟

المثير في قضية هذا القاضي عشقه للأربعين ألف دولار. فغالبية عقوباته المالية تنحصر في هذا المبلغ، وحده حفيد مانديلا «الصايع» معفى من عقوبات رايموند.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى