OCP وفر الوعاء العقاري وأطلق مشروعا لتحلية 25 مليون متر مكعب من مياه البحر
المَهْدي الـكرَّاوي
كشف الاجتماع الرسمي الذي ترأسه الحسين شاينان، عامل إقليم آسفي، والمخصص للمشاريع المهيكلة، عن تأخر كبير وغير مبرر من قبل الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء «راديس»، في إنجاز وتسليم المشروع الملكي للتطهير السائل وإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة وإعادة استعمال المياه المصفاة، الذي أعطى الملك محمد السادس أشغال انطلاقته في أبريل من سنة 2013، وكلف غلافا ماليا يصل إلى 747 مليون درهم، وكان مبرمجا نهاية الأشغال منه وبداية استغلاله في سنة 2016.
ولم تقدم وكالة «راديس» أي تبريرات تقنية عن تأخر هذا المشروع الملكي الكبير بخمس سنوات، في حين كشف مدير القطب الصناعي للمكتب الشريف للفوسفاط أن المكتب وفر الوعاء العقاري لوكالة «راديس» من أجل استيطان محطة تصفية المياه العادمة، كما سيعمل المكتب الشريف للفوسفاط، بالموازاة مع ذلك، على إنشاء محطة لتحلية مياه البحر من أجل توفير الاكتفاء الذاتي للمكتب من المياه الموجهة للإنتاج الصناعي، حيث ستصل الطاقة الإنتاجية لتحلية مياه البحر بآسفي إلى 25 مليون متر مكعب من المياه وستطلق الصفقات الخاصة بهذا المشروع سنة 2022.
وكانت وكالة «راديس» قد اعترفت، في المذكرة التقديمية لمشروع اتفاقية إنجاز محطة معالجة المياه العادمة، بالاختلالات التي واكبت تعثر إخراج هذا المشروع الملكي، خاصة في الشق المتعلق باقتناء الوعاء العقاري، حيث كشفت وكالة «راديس» أن «الإكراهات المرتبطة بإنجاز هذا المشروع تتعلق بمساحة العقار غير الكافية والذي تم اقتناؤه من طرف الوكالة لاحتضان منشآت المحطة».
وسبق لوزارة الداخلية أن طلبت أرقاما مدققة بخصوص نسبة تقدم الأشغال والأسباب الكامنة وراء عدم تشييد محطة لمعالجة المياه العادمة تبلغ طاقتها الاستيعابية ما يعادل استعمالات 316 ألف نسمة، مع محطة للضخ وقنوات للتصريف والتجميع، وهي المنشأة الهامة التي دشنها الملك في سنة 2013، وكانت ستمكن مدينة آسفي، ولأول مرة في تاريخها، من محطة لمعالجة المياه العادمة التي ظلت تفرغ في البحر منذ أزيد من 80 سنة عبر 9 مصبات لمياه الصرف، وكانت نتائجها جد سلبية على البيئة والأحياء البحرية.
وكشف الاجتماع المخصص للمشاريع المهيكلة الذي ترأسه الحسين شاينان، عامل إقليم آسفي، أن إطلاق طلبات العروض والصفقات الخاصة بالمشروع الملكي لإنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة سيعلن عنه قبل متم سنة 2022 دون احتساب السنوات الأخرى للأشغال، في حين كانت وكالة «راديس» قد التزمت، في البطاقة التقنية للمشروع خلال مراسيم التدشين الملكي، بإنجازه وبداية استغلاله في سنة 2016.