رئيس مقاطعة زواغة بفاس يستسلم أمام الفيضانات
فاس: لحسن والنيعام
حرص رئيس مقاطعة زواغة، والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، عبد الواحد بوحرشة، على إدراج عدد من الصور في الصفحة الفايسبوكية التي تتحدث عن “إنجازات” المقاطعة، تظهره وهو يتجول في أوقات متأخرة من الليل، في أحياء مقاطعته بعدما أغرقتها التساقطات المطرية مجددا، الأسبوع الجاري، في الفيضانات بسبب اختلالات في تأهيل البنيات التحتية، والترخيص لبناء تجزئات سكنية بالقرب من وديان عشوائية، دون اتخاذ أي إجراءات احترازية.
ولم تواكب المقاطعة هذه الفيضانات التي زادت من حدتها حالة تعطل تعيشها عدد من قنوات مياه التساقطات في الشوارع، مما أسفر عن إغراق تجمعات سكنية بالقرب من واد “عين السمن” بأي إجراءات استعجالية من شأنها أن تحد من أضرار هذه الفيضانات التي حملت أطنان النفايات والأوحال في طريقها، واقتحمت لمرات متتالية منازلهم وعرضت أثاثهم وأفرشتهم لخسائر كبيرة، وعزلتهم عن العالم الخارجي، وعقدت من إمكانيات التحاق أطفالهم بالمدارس المجاورة، كما أنها أدت إلى إغراق هذه التجمعات بحشرات ضارة. وقال رئيس الجماعة، في تبريره لعدم التدخل أمام سيل الانتقادات التي ووجه بها، إن المقاطعة لا تتوفر على ما يكفي من الإمكانيات المادية لإنجاز مشاريع تحد من الآثار السلبية لهذه الفيضانات، وبأن الأمر يحتاج إلى انخراط مؤسسات أخرى، لكن الساكنة انتقدت، في المقابل، انخراط المقاطعة في تنظيم المهرجانات، وتخصيصها لميزانيات كبيرة لدعمها، في وقت اضطرت فيه العشرات من الأسر بالمقاطعة إلى المبيت في العراء بسبب هذه الفيضانات التي اقتحمت منازلها. ووجهت وداديات سكنية العديد من الشكايات حول هذه الاختلالات لرئيس المقاطعة، وذكرت هذه الوداديات بأنه لم يكلف نفسه حتى عناء الرد على هذه الشكايات. وطالبت فعاليات حقوقية بفتح تحقيق في ملابسات منح تراخيص السكن في تجزئات سكنية مجاورة للوديان التي تعرف فيضانات عند كل تساقطات، الشيء الذي يزيد من متاعب عمال شركة النظافة الذين يعلنون حالة الاستنفار لمواجهة مخلفات هذه الفيضانات.
وكان حزب العدالة والتنمية، عندما كان يعرض العمدة السابق للمدينة، الاستقلالي حميد شباط، قد أصدر تقارير حول الاختلالات العمرانية في هذه المقاطعة، وتحدث في أبرز هذه التقارير عن “السيبة العمرانية”، ودعا المتدخلين إلى وقف الترخيص في عدد من الأحياء السكنية، لكونها مناطق غير صالحة للبناء، وتقترب فيها الفرشة المائية من سطح الأرض، وحذر حزب “المصباح” من كوارث بسبب تفاقم البنايات العشوائية والترخيص للتجزئات السكنية في هذه الأحياء. لكن عددا من الفعاليات المحلية يتهمون حزب العدالة والتنمية بترك هذه التقارير جانبا، وعدم الأخذ بمضامينها، علما أن معديها هم أنفسهم من يتحملون تدبير الشأن المحلي بالمدينة منذ سنوات.