شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

رئيس في حالة هذيان

حالة من الهذيان يعيشها نظام الكابرانات في الجزائر، الذي يحاول رئيسه أن يختزل سبب كل المشاكل السياسية والاجتماعية والديبلوماسية في بلد اسمه المغرب، وأدهى من ذلك أن الهذيان المزمن لعبد المجيد تبون تجاوز كل الخطوط في حوار الأخير مع قناة الجزيرة، ليصل إلى اتهام بلدنا بزعزعة استقرار النظام التونسي والتدخل في شؤونه الداخلية، والإيحاء باختطاف المغرب لديبلوماسيين جزائريين في مالي واستشهاد اثنين منهم، واتهام المملكة المغربية بتأسيس منظمة إرهابية وهمية في دولة مالي وغيرها من الهلوسات المرضية التي لا تنتهي.

مقالات ذات صلة

لذلك فالهذيان المزمن للرئيس هو الوصف الصحيح لكل الخرجات المرضية لتبون، الذي ينسى بهلوساته أنه من ناحية يدين نظام الكابرانات الذي يمثله رئيس الواجهة، لأنه يعكس باتهامه للمغرب حجم الفشل المستمر الذي وقع به نظامه. ومن ناحية أخرى، يمنح الديبلوماسية المغربية أمام العالم شهادة تفوّق وجدارة في رزانتها وتعقلها لا أظن أن أحدًا من المسؤولين المغاربة كان يحلم بها.

إن المتتبع للخرجات الإعلامية لتبون لا يشعر بتاتا بأنه أمام رئيس دولة بما يستوجبه ذلك من مسؤولية في الحديث وتمسك بواجبات التحفظ، بل أمام رجل سياسة مغمور ومتهور يلجأ إلى الكلام الأسهل، الذي يردّده أي مواطن عادي في المقاهي، بينما يفرض عليه وضعه الاعتباري، إن كان له من اعتبار، أن يتحلى بالوقار ويبث خطابا جامداً وآراء جبارة بينما لا يفعل سوى أن يكذب كما يتنفس حتى تحولت كل حواراته الصحفية إلى فضيحة تتغنى بها الركبان، وصارت مثار سخرية جعلت سيرة رئيس غير متوازن على كل لسان وهو يقول إن الجزائر هي من أدخلت الصين إلى الأمم المتحدة، وهي من احتضنت حركات التحرر في إسبانيا والبرتغال وغيرها.

وللحقيقة والتاريخ، فإن هذه الدرجة من حالة الهزال الدبلوماسي التي يقودها عبد المجيد تبون لم يسبق أن بلغها أحد رؤساء الجارة الشرقية، ورغم المسار الطويل من الخلافات البينية بين الرباط والجزائر، لم تشهد الجارة الشرقية، منذ تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 1958 إلى اليوم، رئيسا على هذه الحالة من الهشاشة والرداءة والتهور في تدبير الخلاف بين البلدين. لذلك فالمغرب يدرك جيدا أنه ليس هناك ما يدعو إلى الرد على هذا الهذيان الرئاسي بصورة مماثلة من قلة اللباقة واللياقة. لقد اختارت المملكة المغربية، بقيادة ملكها الذي لا يسمح له ثقله الديني والتاريخي والوراثي بمجاراة هذه الهلوسات، أن تتعامل بحزم وضبط النفس وحسن جوار بشكل لا رجعة فيه، ليس خوفا أو ضعفا بل لأن تاريخ هاته الدولة لا يسمح بالسقوط في المستنقعات التي لا قرار لها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى