شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

رئيس الحكومة الإسبانية السابق ثاباتيرو ضيف مهرجان كناوة

منتدى حقوق الإنسان يناقش تاريخ ومستقبل العلاقات بين المغرب وإسبانيا والبرتغال

محمد اليوبي

 

ستنطلق، غدا الخميس، فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم التي ستقام من 27 إلى 29 يونيو الجاري بالصويرة. وسيعرف حفل افتتاح هذه التظاهرة مزجا فريدا بين ثلاث ثقافات مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي غير المادي، وسيتم تنظيم الدورة الحادية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، تحت شعار «المغرب وإسبانيا والبرتغال.. تاريخ بمستقبل واعد»، وذلك بحضور الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو.

وأفاد بلاغ للمنظمين بأن هذا المنتدى، الذي ينظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، يستضيف، ككل دورة، شخصيات من خلفيات مختلفة للنقاش بحرية في إطار ثلاثة محاور موضوعاتية ومداخلة تمهيدية للرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، وأبرزوا أنه «بحلول سنة 2030، سينظم المغرب وإسبانيا والبرتغال دورة مشتركة لكأس العالم لكرة القدم، إذ يعد هذا الترشيح الموحد دليلا قويا على الروابط المتينة التي تجمع البلدان الثلاث منذ أزيد من ألف سنة، طبعتها تدفقات إنسانية واقتصادية وثقافية متفاوتة حسب الظروف والأحداث دون أن تعرف انقطاعا أو توقفا».

وأكد البلاغ ذاته أن تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال والتنظيم المشترك لمونديال 2030 يشكل تقدما حقيقيا وفرصا ثمينة للحوار والتعاون، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجهها هذه الدول تغيرت من حيث طبيعتها، متطلبة قدرا أكبر من الإبداع والتفاهم والاحترام المتبادل.

وفي هذا السياق، سيتناول المنتدى الآثار المتوقعة للتنظيم المشترك لكأس العالم على مستقبل العلاقات بين الدول الثلاث، ودور المجتمع المدني، والمثقفين، والفنانين والرياضيين، وتطور التدفقات الإنسانية بين هذه الدول، وتمثلات الجاليات الثلاث للمنفى والمجتمع والوطن. وأضاف البلاغ أن هذا المنتدى منذ إحداثه يشكل «مبادرة تصغي إلى النقاشات والموضوعات التي تطبع وتشكل مجتمعاتنا».

ونقل البلاغ عن نائلة التازي، منتجة ومديرة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، قولها إن «تنظيم بطولة كأس العالم يمثل لحظة عظيمة في تاريخنا المعاصر»، مبرزة أن «دورة هذه السنة هي وسيلتنا لدعم هذا المشروع من خلال تقديم رؤى ومساهمات الشخصيات البارزة المشاركة».

ومن جهته، أبرز إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه «نظرا للتحديات الجديدة التي تواجه هذه الدول، سنتساءل عن أدوار المجتمع المدني والمثقفين والفنانين والرياضيين في بناء علاقات صحية ودائمة». وأضاف اليزمي أنه «من المهم أيضا استكشاف تطور التنقلات في هذا الجزء من العالم ومعرفة كيف تمثل وتناقش مواضيع كالمنفى والمجتمع والوطن».

وأبرز المنظمون، في بلاغهم، أن برنامج هذه الدورة، الذي يجمع أكثر من 400 فنان من 14 دولة، يتضمن حوالي 53 حفلا موسيقيا، ومنتدى لحقوق الإنسان، فضلا عن برنامج تكويني مع المؤسسة الموسيقية المرموقة كلية بيركلي للموسيقى، وموائد مستديرة حول ثقافة كناوة، ومعرض فني مشترك لتقديم أعمال فنانين مغاربة والعديد من الأنشطة في جميع أنحاء المدينة.

وأوضح المنظمون أن «هذه الدورة الاستثنائية ستفتتح بفقرتين بارزتين ستتركان انطباعا دائما وهما العرض الافتتاحي التقليدي والبهيج الذي يجمع الزوايا المحلية. ويتعلق الأمر بعرض ملون بقيادة معلمي كناوة الذين سيجوبون ساحات وأزقة المدينة للقاء الصويريين ورواد المهرجان والاحتفال معا بانطلاق الدورة الخامسة والعشرين».

وأضاف البلاغ ذاته أن العرض الافتتاحي سيعقبه حفل موسيقي فريد من نوعه، وهو إبداع موسيقي للمهرجان الذي سيحتفل بالأخوة عبر الأطلسي من خلال الجمع بين موسيقيين وراقصين من المغرب والبرازيل وإسبانيا وساحل العاج، مما يشكل «تجربة موسيقية ومرئية حقيقية، وانفجار إيقاعات تمزج بين أصناف كناوة والباتوكادا البرازيلية والفلامينكو والزاولي ستكشف لرواد المهرجان عن أوجه التشابه بين فنون قادمة من أفق مختلفة».

وسيشهد هذا العرض، ولأول مرة، اللقاء الاستثنائي بين ثلاثة أصناف فنية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي (كناوة، الفلامنكو والزاولي) حيث سيمزج المعلمان حسن بوصو ومولاي الطيب الذهبي نفحاتهما الروحية مع إيقاعات المجموعة البرازيلية الملتزمة إيلي آيي، وهي فرقة مكونة من عازفي إيقاع يروجون للمكو ن الإفريقي في موسيقى باهيا، وستلتقي مجموعة دومانلي، التي تمارس الزاولي (الفن الشعبي الإيفواري الذي يجمع، في نفس العرض، القناع والزي والموسيقى والرقص) مع فنان الفلامينكو نينو دي لوس رييس برفقة عازف الإيقاع سيرجيو مارتينيز.

وتم تصميم برمجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بعناية فائقة لتقديم مجموعة واسعة من الأصناف الموسيقية والفنانين وتبني اختيارات متطلبة وشعبية. وأشار المنظمون إلى أن المهرجان يقدم «برنامجا جريئا وشاملا، وهو السمة المميزة لهذا الحدث الذي يهدي لرواده ومحبيه، كل دورة، تجربة فريدة من نوعها في العالم». ومن المنتظر أن يستقطب المهرجان، هذه السنة، أزيد من 400 ألف زائر من حوالي أربعين دولة ومن كل أنحاء المغرب.

ويعد مهرجان كناوة، الذي تأسس سنة 1998، بمثابة عرس كبير يجتمع فيه الفن والثقافة والتاريخ والحضارة والتراث الأصيل، من جهة أخرى، وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» سجلت كناوة تراثا لاماديا في 2019 ليبقى خالدا في الذاكرة الجماعية، وساهم هذا المهرجان في الترويج السياحي لمدينة الصويرة، حيث تعرف إقبالا كبيرا للسياح من مختلف بقاع العالم. وفي هذا الصدد أفادت دارسة أنجزها مكتب الدراسات «فاليانس» حول الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمهرجان، بأن كل درهم يتم استثماره في المهرجان يعود بالنفع على المدينة بـ 17 درهما، وهو ما يتطلب من المنتخبين بمجلس المدينة والمجلس الإقليمي توفير الدعم اللازم لإنجاح هذا المهرجان الذي وصل إلى العالمية والحفاظ عليه.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى