شوف تشوف

الرئيسية

رئاسة جامعة فاس تعلن التهدئة وتفتح حوارا مع القاعديين

فاس: لحسن والنيعام

 

 

قال رضوان المرابط، الرئيس الجديد لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، على هامش مراسيم تنصيبه، يوم أول أمس الاثنين، في قاعة الندوات بكلية الطب، إنه سيستقبل الطلبة مباشرة بعد تسلمه مشعل تدبير شؤون جامعة تضم أكثر من 100 ألف طالب، وتعيش كلياتها مفتوحة الاستقطاب عددا من الاحتجاجات، أسفرت هذه السنة عن مقاطعة امتحانات الدورة الربيعية في أربع كليات، ودخول ستة طلبة ينتمون إلى النهج القاعدي ذي التوجه اليساري الراديكالي، في إضراب مفتوح عن الطعام تجاوز 40 يوما، وكاد أن يؤدي إلى مآس إنسانية جديدة في المركب الجامعي ظهر المهراز.

وردد الرئيس الجديد القادم من جامعة محمد الخامس بالرباط، كلمتي «الشراكة» و«الانفتاح»، وهو يتحدث عن مقاربته لتدبير شؤون الجامعة، وقال إن التعاون سيتم مع الطلبة والأساتذة وأطقم الإدارات، ومع المحيط العام، بما في ذلك الجمعيات والفاعلين الاقتصاديين.

وعلى مستوى مشاريع تأهيل الجامعة، أكد الرئيس الجديد على أنه سيواصل المشاريع التي بدأها الرئيس المنتهية ولايته، عمر صبحي، والذي رافق الوفد الوزاري الذي أشرف على عملية التنصيب في جولة لاستعراض عدد من الإنجازات التي حققتها مقاربته لفائدة الجامعة.

وحظي تجهيز عدد من الكليات والمدارس ذات الاستقطاب المحدود بإشادة وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، سعيد أمزازي. فيما لم يخف خالد الصمدي، كاتب الدولة في التعليم العالي، من جهته، إشادته بأعمال بناء وتشييد وتطوير لمعاهد ومدارس تابعة لهذه المؤسسة. ومن المرتقب أن يواصل الرئيس الجديد مشاريع إحداث كلية متعددة التخصصات بإقليم تاونات، وإحداث قطب جامعي كبير بمنطقة «عين الشكاك» بنواحي إقليم صفرو، وتأهيل عدد من البنايات في الكليات المفتوحة، وإنهاء قصة البنايات المهددة بالانهيار، وطي ملف القاعات «المسرطنة».

لكن، ورغم عملية تأهيل شملت المركب الجامعي ظهر المهراز، وهو من أقدم الجامعات في المغرب، ومن أكثرها احتضانا لنقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فإن هذا المركب شهد احتجاجات متكررة انتهت في بعض الأحيان بمواجهات عنيفة متكررة بين الطلبة والقوات العمومية، وبين مختلف التيارات، وأسفرت في سنة 2014 عن مقتل الطالب المنتمي لمنظمة التجديد الطلابي، عبد الرحيم الحسناوي، والذي كان يتابع دراسته قيد حياته بجامعة مكناس، والقادم إلى جامعة فاس لحضور ندوة فكرية كان من المرتقب أن ينشطها القيادي في حزب «البيجيدي»، عبد العالي حامي الدين، المتهم بدوره في قضية مقتل الطالب اليساري محمد أيت الجيد بنعيسى، في سنة 2003، وهي الجريمة التي لا زالت معروضة على القضاء ويتابع فيها حامي الدين. وأسفر مقتل الحسناوي، ابن منطقة الجرف بالراشيدية، عن اعتقال عدد من أطر القاعديين بالجامعة، مما زاد من تأزم الأوضاع بها.

إلى ذلك، لم يخف عدد من  الطلبة المتعاطفين مع الفصيل القاعدي، وهم يتلقون خبر تعيين رئيس جديد للجامعة، فرحتهم بالقرار، موردين أن مقاطعتهم للامتحانات، ودخولهم في إضراب عن الطعام، انتهى بكسب معركة حوار مع كاتب الدولة في التعليم، ووالي الجهة، ومسؤولين عن إدارة الأحياء الجامعية وإدارة شركة النقل الحضري، لكنه أسفر أيضا عن تعيين رئيس جديد للجامعة، في إشارة منهم إلى العلاقة المتوترة بينهم والرئيس السابق، عمر صبحي.

ومن جهته، عاش حسن الزاهر، العميد السابق لكلية الشريعة، لسنوات، علاقة متوترة مع رئيس الجامعة المنتهية ولايته، انتهت بإنهاء مهمته، مباشرة بعد الإعلان عن مباراة لتعيين عميد جديد للكلية، وعين الرئيس القديم، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس ـ سايس، عميدا بالنيابة لهذه المؤسسة، في انتظار استكمال إجراءات تعيين عميد جديد لها. وقال الزاهر، وهو يحضر حفل تنصيب الرئيس الجديد، إن هذا التعيين «كان عين العقل»، في إشارة منه إلى أنه غير راض على تجربة التدبير السابقة التي تخللتها محطات من سوء الفهم الكبير بين الرئيس المنتهية ولايته والمكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي.

وبخطاب دبلوماسي يحرص على التوازنات، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة في التعليم العالي، إنه يتمنى للدكتور رضوان مسيرة موفقة على رأس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ولسلفه الدكتور عمر مسارا جديدا في خدمة وطنه من مواقع أخرى باستثمار ما راكم من خبرة وتجربة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى