علم لدى مصادر أمنية أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن العيون، تمكنت، أول أمس السبت، بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك ورشة لصناعة القوارب المطاطية التقليدية الموجهة للاستعمال من قبل الشبكات الإجرامية المتخصصة في تنظيم عمليات الهجرة السرية.
المصادر نفسها أكدت أن هذه العملية مكنت من توقيف أربعة مشتبه فيهم، تتراوح أعمارهم بين 26 و42 سنة، في حالة تلبس بالعمل داخل منزل بحي «الوفاق» بمدينة العيون، تم تجهيزه كورشة مخصصة لتركيب قوارب مطاطية، يشتبه في كونها هي نفسها المستعملة في تنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية.
وقد مكنت عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية من حجز أربعة (04) قوارب مطاطية مصنعة وجاهزة ومحركين بحريين، فضلا عن حجز لفافات من مادة بلاستيكية، بالإضافة إلى مواد ومعدات تستعمل في تفصيل القوارب المطاطية وخياطة ولصق أجزائها ومبلغ مالي يشتبه في كونه من متحصلات هذا النشاط الإجرامي.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات لتحديد باقي امتدادات شبكات الهجرة السرية المرتبطة بهذا النشاط الإجرامي.
وكانت مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي قد شنت، خلال السنوات الأخيرة، حربا كبيرة على مستودعات وورشات سرية متخصصة في صنع القوارب التقليدية والمطاطية، الموجهة لبارونات و»مافيا» الاتجار في البشر والهجرة السرية، خاصة في ظل المضايقة الأمنية الصارمة التي استهدفت تنقيل هذه المعدات من منطقة إلى أخرى بعد اقتنائها من أسواق خاصة أو تهريبها من الخارج، وسبق لمصالح الدرك الملكي بالصخيرات وتمارة أن اعتقلت سبعة أشخاص، على خلفية التحقيق في فاجعة مصرع أربعة مرشحين للهجرة السرية انطلقوا رفقة العشرات من زملائهم في رحلة سرية من شواطئ الصخيرات والهرهورة وبوزنيقة، كشفت التحريات أن القوارب المستعملة في العملية تم صنعها محليا بورشات سرية بعين عتيق وتمارة والصخيرات، قبل أن تنجح السلطات المختصة في توقيف أصحابها.
