ديبلوماسية أمنية
ديبلوماسية أمنية
بين زيارة عبد اللطيف الحموشي لقطر والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، قصة نجاح جهاز أمني تجاوزت حدوده أرض الوطن، فأن يلتقي المشرف على الأمن المغربي مسؤولي الدول وكبار المخاطبين الأمنيين في واشنطن والدوحة ومدريد في انتظار دول أخرى، فهذا يعني شيئا واحدا أننا أمام مؤسسة استثنائية نجحت في فرض نفسها بأدائها الحرفي والمواطن وخلق مزيد من الإشعاع والاحترام للدولة المغربية بين باقي الدول.
فعندما تتحرك المؤسسة الأمنية بين الدوحة وواشنطن ومدريد، فالهدف ليس فقط دعم الأمن والاستقرار في العالم وعقد التنسيق الأمني المطلوب لحماية الدول وكأس العالم من الإرهاب والجريمة العابرة للقارات ومكافحة الجرائم الإلكترونية وغيرها من المخاطر والتهديدات، بل الهدف يكمن في أكثر من ذلك، فكل نشاط أمني رفيع المستوى للمدير العام للأمن الوطني يعكس في جوهره ديبلوماسية أمنية، ونشاطا خارجيا يدبّ المزيد من الحيوية في شرايين مكانة المغرب، ويعكس ملمحاً آخر لنهج السياسة الخارجية في عهد الملك محمد السادس، وترجمة فعلية لما تقوم به بلاده من أدوار وجهود ملموسة لتحقيق الأمن والسلام في العالم.
يقينا أن الديبلوماسية الرسمية المغربية نشطة وفعالة وتحقق الانتصارات تلو الانتصارات، لكنها لا تكفي لوحدها لمواجهة التهديدات والمخاطر القائمة بين الدّول، وهو ما تترجمه الأحداث المؤلمة التي تكشف كل يوم حجم ما يتهدد البشرية من ويلات. فقد اكتشف العالم أنّه بحاجة إلى وسيلة أكثر فاعلية من طاولات المفاوضات الديبلوماسية، وأدرك دور الأمن في التأثير على صناع القرار الديبلوماسي وقدرته على تشكيل العلاقات الدوليّة الجديدة بما يقدمه من خدمات جليلة.
إن المؤسسة الأمنية المغربية في عملها اليومي لها نشاطاتها في مجال الديبلوماسية الأمنية الدولية من خلال ما تقوم به في معالجة عدد من الملفات حول مكافحة الإرهاب، غسل الأموال، الجرائم العابرة والجريمة المنظمة دون تفريط في الثوابت الوطنية وحماية المواطنين وحرصها على استقلال القرار الوطني. إن ما جعلها تحظى بالاحترام والاعتراف المستحقين أنها تسعى من خلال دورها الوطني الداخلي إلى تجنيب دول أخرى تعرضها لمخاطر إرهابية مخيفة.
لذلك فإن ما يقوم به المدير العام للأمن الوطني بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا عمل دبلوماسي أمني وذو طابع استراتيجي يهدف في المقام الأول إلى تعزيز وحماية الأمن القومي المغربي من أي تهديد، وثانيا إلى تنويع الشركاء الأمنيين بحيث لا تقتصر في علاقته الاستراتيجية مع دولة دون غيرها، بل تسعى إلى تطوير علاقات الشراكة الأمنية الاستراتيجية مع كل الدول مهما كانت قوتها ومكانتها وحجمها، وثالثا فهو يهدف بوسائل غير تقليدية إلى جعل دولتنا قبلة ديبلوماسية وأمنية ومخاطبا موثوقا وشريكا استراتيجيا في حل كل الملفات المعقدة التي تتجاوز حدود الدول وتهدد العالم بالعنف والإرهاب والجريمة.