شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

«دونور يدور»

 

 

حسن البصري

حين ترسل جماهير الوداد والرجاء على حد سواء نداء «دونور يدور»، ويتحول إلى «هاشتاغ» تتجند كل الفصائل لنشره فوق السطوح، فإن المراد منه هو دعوة المشجعين للحضور بأعداء كبيرة حتى تمتلئ المدرجات عن آخرها، ولا تظهر في الملعب فراغات.

اليوم «دونور يدور» في ردهات مجلس مدينة الدار البيضاء، و«يدوخ» الرأس من شدة الدوران في حلقة مفرغة، وحين عرضته العمدة للنقاش في دورة استثنائية حشرت الموضوع وسط أزيد من أربعين نقطة في جدول أعمال مختنق.

حين ماتت المشجعة الرجاوية نورا، لم يقدم مدير الملعب والقائم على «كازا إيفنت» ورئيس لجنة متابعة مركب محمد الخامس استقالتهم، كما يحصل عند كل نكبة في أوربا وأمريكا، بل اكتفوا بنشر صورة الفقيدة على حيطانهم الفايسبوكية، وفي الأسبوع الموالي عادوا إلى عادتهم القديمة.

حين اشتد الحراك ضد ملعب تشم منه رائحة الموت، وينتج كل أسبوع عشرات الضحايا والمعتقلين، قال رئيس لجنة الرياضة بجماعة الدار البيضاء، إن نمط تدبير مركب محمد الخامس أصبح متجاوزا، وفي اجتماع «غير طارئ» مع رئيس شركة «كازا إيفنت» تحولت فاجعة نورا إلى فرصة سانحة للتسجيل ومسحت النكبة في «الزحمة».

لا يعلم رئيس لجنة الرياضة في مجلس جماعة الدار البيضاء أن الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة و«كازا إيفنت» لا تتضمن بند إلغائها وكأنها قدر مكتوب على البيضاويين كما كتب عليهم الطابور قبل كل مباراة.

حين ماتت نورا تحركت لجنة الرياضة، زارت ملعب مركب محمد الخامس وملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط وملعب الأمل المهجور وملعب كازابلانكيز المعطل، وحدها المقابر استثنيت من الزيارة. وقبل أن يناقش مجلس المدينة في دورة استثنائية قضية الملعب ويسحب البساط من تحت أقدام شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط، عقد الرئيس جلسة عمل مع رئيس مجلس الإدارة الجماعية للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية «سونارجيس»، وطلب من عناصرها القيام بعملية إحماء استعدادا لدخول مباراة تفويت أخرى. وباسم «واجب التحفظ والمسؤولية» سكتت اللجنة عن الكلام المباح.

في مجلس مدينة الدار البيضاء عشرات الرياضيين من مسيرين ومدربين ولاعبين سابقين، لكن حين تبحث عنهم في تشكيلة لجنة الرياضة لا تجد لهم أثرا.

في الدورات الاستثنائية والعادية التي تخص ملعب مركب محمد الخامس يغيب ممثلو الوداد والرجاء والجامعة الملكية المغربية وفضائل المشجعين والدوائر الأمنية، وكأن الملعب حديقة عمومية أو فضاء لكيرمس أسبوعي.

ما يغيب عن لجنة الرياضة في مجلس نبيلة أن والي الدار البيضاء هو رئيس مجلس شركة التنمية المحلية، وعجز هذه الشركة عن تدبير المرافق الرياضية الكبرى في المدينة، يسائل الوالي أيضا لأنه الرئيس.

ولأن مركب محمد الخامس أصبح بؤرة توتر حقيقية، فإن البحث عن الحلول لا يأتي فقط من أفواه المستشارين الجماعيين، بل من الوداديين والرجاويين والأمنيين، وكل من يكتوي بلهيب ملعب لا يمكن أن تنفق عليه ملايين الدراهم من المال العام دون حسيب ولا رقيب.

لا يمكن علاج ورم ملعب يقلق البيضاويين بمشاريع التأهيل التي يغلق فيها الملعب أبوابه لشهور وينعم القائمون عليه بإجازة طويلة المدى مدفوعة الأجر.

لا يمكن اتخاذ قرار إغلاق ملعب من أجل إخضاعه للترويض، دون البحث عن ملعب بديل يستقبل فيه الرجاء والوداد مبارياتهما.

لا يحق الانتقال من مرحلة انتداب تدبير الملعب من طرف شركة إلى شركة أخرى، دون اطلاع الرأي العام الرياضي البيضاوي على اختلالات التدبير المنتدب، فواجب التحفظ الذي يهرب إليه المجلس الجماعي مجرد محاولة لجعل ملعب كرة سرا من أسرار الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى