فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسباق الرئاسي للمرة الثانية بـ295 صوتا، مقابل 226 صوتا لكامالا هاريس. وتوالت التهاني من قبل زعماء العالم، فيما ألقت هاريس خطاب الهزيمة بعد خسارة الانتخابات أمام أنصارها، معترفة بتقبل الخسارة ومشجعة على الانتقال السلمي للسلطة.
إعداد: سهيلة التاور
فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بالانتخابات، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، بحصوله على 295 صوتا، مقابل 226 صوتا لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ترامب الفائز
أعلنت شبكات تلفزيونية عدة فوز ترامب، ليعود الرئيس السابق -الذي يبلغ من العمر 78 عاما- إلى السلطة في القوة الأولى بالعالم، بعد حملة طويلة شهدت الكثير من التقلبات، وتعرض فيها لإدانة قضائية ومحاولتي اغتيال.
وأعلن دونالد ترامب فوزه في خطاب بمقر حملته الانتخابية. وقال: «صنعنا التاريخ اليوم وحققنا انتصارا سياسيا. وأشكر الشعب الأمريكي؛ أمريكا أعطتنا تكليفا عظيما واستعدنا السيطرة على مجلس الشيوخ، ويبدو أيضا أننا سنحتفظ بالسيطرة على مجلس النواب الأمريكي».
وأضاف ترامب أن الناس يقولون له إن «الله أنقذ حياتي لسبب ما، وكان هذا السبب هو إنقاذ بلادنا وإعادة أمريكا إلى العظمة، والآن سنقوم بهذه المهمة معا»، مشيرا إلى أن «المهمة التي أمامنا لن تكون سهلة، لكنني سأسخر كل ذرة من الطاقة والروح والكفاح التي أحملها في روحي للمهمة التي أوكلتوها إليّ».
وفي وقت سابق، قال ترامب في كلمة من مقر حملته الانتخابية بولاية فلوريدا: «حققت فوزا تاريخيا، لقد فزنا في الولايات المتأرجحة وفي التصويت الشعبي وحققنا 315 صوتا، وهذا شعور رائع يدل على محبة الشعب».
وأضاف أمام حشد من أنصاره: «الرب أنقذني لينقذ البلاد، هذا فوز سياسي لم ير بلدنا مثيلا له من قبل. انتصاري توافق سياسي تاريخي، ونشكر الشعب الأمريكي على هذا الشرف بانتخابي رئيسا مجددا، اليوم انتصار للديمقراطية، لقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة».
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن ترامب لن يستلم الرئاسة الآن، إذ يجب أن يتم الإعلان رسميا عن فوزه، بعد انتهاء عمليات الفرز في كافة الولايات وإعلان النتائج فيها بشكل تفصيلي، وهو ما قد يستغرق عدة أيام.
أما عن تنصيب ترامب، فسيكون خلال حفل سيقام يوم الاثنين الموافق 20 يناير 2025، وعند هذه النقطة سيتولى قانونيا سلطات ومسؤوليات الرئاسة.
الفوز بمجلس الشيوخ
وبجانب الفوز الذي بات مؤكدا لترامب، فإن الحزب الجمهوري تمكن أيضا من السيطرة على مجلس الشيوخ، بعد انتزاع مقعدين من الديمقراطيين، وحصوله على 51 مقعدا على الأقل، من أصل 100 مقعد، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
فالسيطرة على مجلس الشيوخ، ستمنحه دفعة كبيرة لتطبيق برنامجه، وتعيين قضاة جدد في المحكمة الأمريكية العليا النافذة جدا.
ويتألف الكونغرس الأمريكي من مجلس النواب الذي يختار الناخبون خلال الاقتراع الحالي أعضاءه الـ435 بالكامل، ومجلس الشيوخ المؤلف من مائة مقعد، يُجَدد 34 منهم هذه السنة تزامنا مع الانتخابات الرئاسية، وفي خطابه الذي ألقاه من فلوريدا قال ترامب: «استعدنا السيطرة على مجلس الشيوخ، ويبدو أيضا أننا سنحتفظ بالسيطرة على مجلس النواب».
هاريس وخطاب الهزيمة
اعترفت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، أول أمس الأربعاء، بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الجمهوري دونالد ترامب، وقالت: «نحن مدينون بالولاء ليس لرئيس أو حزب، ولكن للدستور الأمريكي».
وأضافت هاريس في أول خطاب لها بعد خسارة الانتخابات، أمام أنصارها في جامعة هوارد بواشنطن، أن النتائج «لم تعبر عما كنا نطمح إلى تحقيقه»، ولكنها دعت أنصارها إلى «ضرورة تقبل نتائج هذه الانتخابات».
وتابعت هاريس وسط صيحات الجمهور: «في وقت سابق من اليوم، تحدثت مع الرئيس المنتخب ترامب وهنأته على فوزه»، وأضافت: «أبلغته أننا سنساعده في عملية الانتقال، وسنشارك في انتقال سلمي للسلطة».
ووسط تفاعل من أنصارها وعدد من كبار أعضاء الحزب الديمقراطي، قالت هاريس: «أعلم أن الناس يشعرون بمجموعة من المشاعر في الوقت الحالي، أفهم ذلك.. لكن يجب أن نقبل نتائج هذه الانتخابات»، معلنة أنها «لن تتخلى أبدا عن النضال من أجل الديمقراطية وسيادة القانون».
وعبرت هاريس عن امتنانها لـ«ثقة» الأمريكيين الذين انتخبوها، معتبرة أن «نتيجة هذه الانتخابات ليست ما أردناه، وليست ما قاتلنا من أجله، وليست ما صوتنا من أجله، ولكن اسمعوني عندما أقول: إن نور وعد أمريكا سيظل ساطعا دائما». وتابعت: «فقط في الليلة الحالكة الظلام التي تظهر فيها النجوم».
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي إنها ستظل ثابتة في التزامها بـ«النضال من أجل الديمقراطية وسيادة القانون والحرية والعدالة وكرامة جميع الناس».
وأضافت موجهة حديثها إلى أنصارها: «لن نتخلى أبدا عن النضال من أجل مستقبلنا، حيث يمكن للأمريكيين متابعة أحلامهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، حيث تتمتع نساء أمريكا بحرية اتخاذ القرارات بشأن أجسادهن، وعدم السماح لحكومتهن بإخبارهن بما يجب عليهن فعله، لن نتخلى أبدا عن النضال لحماية مدارسنا وشوارعنا من العنف المسلح».
وتابعت هاريس: «سنواصل خوض هذه المعركة في صناديق الاقتراع، وفي المحاكم وفي الساحة العامة»، في إشارة إلى العمل الذي يستعد الديمقراطيون للقيام به في السنوات الأربع المقبلة.
وعبرت هاريس عن فخرها بالسباق الرئاسي خلال الأيام الـ107 من الحملة، مضيفة أن «المبدأ الأساسي للديمقراطية الأمريكية، عندما نخسر الانتخابات نقبل النتيجة، هذا المبدأ يميزنا ويميز ديمقراطيتنا».
وتابعت: «لم أفز بهذه الانتخابات، ولكنني لن أتخلى عن الطاقة التي حركت هذه الحملة الانتخابية».
زعماء العالم يهنئون
سارع زعماء العالم إلى تهنئة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، بعد أن أعلن فوزه على منافسته كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما يعد تتويجا لعودة سياسية مذهلة، بعد 4 سنوات من مغادرته البيت الأبيض.
تهنئة الملك
وجه الملك محمد السادس رسالة تهنئة إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بمناسبة انتخابه مرة أخرى رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وأعرب الملك، في هذه الرسالة، عن أصدق تهانيه لترامب بمناسبة فوزه بولاية جديدة كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، متمنيا له كل التوفيق في أداء مهامه العليا وجهوده لخدمة الشعب الأمريكي.
وأشار الملك محمد السادس إلى أن «الفوز الباهر لترامب في هذه الانتخابات يعد اعترافا بوطنيته، وتأكيدا على التزامه المستمر بالدفاع عن المصالح العليا للولايات المتحدة، الدولة الصديقة والحليفة منذ زمن طويل».
وأكد الملك، في هذا السياق، أن المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهما علاقة تحالف تاريخية وشراكة استراتيجية صمدت أمام اختبار الزمن، مضيفا: «القيم المشتركة والمصالح المتبادلة بيننا، في مجموعة واسعة من المجالات، مكنتنا من العمل معا، بشكل دائم، لبناء مستقبل أفضل لشعبينا، مما جعل من علاقاتنا قوة دافعة تخدم السلام والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وخارجها».