دولة فقدت عقلها
هدمت الجزائر أمام أنظار رئيسي الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كل القوانين والأعراف والقيم الرياضية خلال افتتاح فعاليات كأس أمم إفريقيا للمحليين لكرة القدم «شان»، وانزاح الافتتاح عن مساره الرياضي النبيل، ليتحول إلى مؤتمر لحركات انفصالية ومهرجان خطابي سياسي لتمرير مواقف دبلوماسية وعدائية تجاه بلدنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء، حيث تم تكليف حفيد نيلسون مانديلا، بإعلان دعم جبهة المرتزقة ومطالبتها بحمل السلاح ضد بلدنا، ونثر بذور الفتنة من أجل أغراض سياسية دفينة تعمل على الفرقة والترويج للشائعات المغرضة، وكل ذلك على حساب قوانين «الفيفا» و«الكاف» التي تمنع ربط الكرة بالمواقف السياسية.
أكثر من ذلك فإن هرطقات حفيد نيلسون مانديلا الذي يتاجر باسم جده مقابل المال، وصلت إلى المشجعين في مدرجات كرة القدم، الذين ظهروا أنهم كائنات تنتمي إلى مطابخ الكابرانات أكثر من انتمائهم إلى الجماهير الرياضية وقيمها النبيلة، ليرفعوا أصواتهم، كما يريد العسكر وإعلامه الغارق في ترويج الحقد والكراهية والتضليل، من أجل رسم صورة عنصرية ضد بلدنا.
ورغم أن كل القوانين وأعراف الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم تحذر من خلط الرياضة بالسياسة، ومن استخدام الرياضة كورقة ضغط سياسية بين الدول، إلا أن نظام الكابرانات ضرب بكل ذلك عرض الحائط، وكان واضحا من خلال حفل الافتتاح الفوضوي والرديء لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، ومحاولته منذ الوهلة الأولى استغلال البطولة وإقحامها في صراع دبلوماسي له قنواته وقاموسه وملعبه، بدأ بالامتناع عن فتح الأجواء أمام الطيران المغربي، مرورا بتسمية ملعب رياضي باسم منديلا، ثم بالحفل البهلواني لحفيد مقاوم الأبارتهايد، ومقاطع فيديو لجماهير تسب المغاربة.
وخيرا فعلت الجامعة الملكية لكرة القدم، بوضع شروط قادت إلى عدم المشاركة في بطولة فاشلة حتى قبل انطلاقها، فقد كان واضحا أن النظام الجزائري كان يمني النفس بحضور المغرب للإمعان في استفزازه، وتسخير إعلامه وكراكيزه لضرب معنوياته ومحاولة إهانته، فنحن أمام نظام لم يعد يخجل أو يستحي من ممارساته الدنيئة. وللأسف لم يدرك نظام الكابرانات أنه نظام منفصل عن الواقع الدولي والقاري، ما زال غير مستوعب لما حدث له من فشل دبلوماسي ذريع أمام الانتصارات المغربية المتتالية، وغير عابئ بتراث الدولة التي كانت تفتخر بشهداء المليونية، حيث جاء نظام ليبدد كل ذلك الإرث.
والخلاصة لما جرى أننا أمام نظام فقد عقله، لم يستطع أن يتحمل هول السقوط العنيف نحو قاع مزبلة التاريخ، بسبب تصرفاته الصبيانية المتعجرفة، لذلك تقمصته حالة إنكار للواقع الحقيقي، جعلته يحاول استغلال بطولة رياضية لإطلاق رصاصات دبلوماسية على رجليه.
وبدون شك أن رسالة الاحتجاج التي وجهتها الجامعة المغربية إلى «الكاف» حول الوقائع التي لا تسيء للرياضة في الجزائر، بل تسيء لإفريقيا برمتها، وللأسف فكل ما حققه المغرب لإفريقيا في كأس العالم لكرة القدم من رأسمال لامادي، جاء نظام فاشل ليجعل من إفريقيا أضحوكة أمام العالم.