دولة جبانة
إيران دولة جبانة ولا تستطيع أن تقدم على خطوة الدخول في مواجهة مباشرة مع قوى خصومها، نعم، إيران دولة جبانة، فهي ليست لها القدرة والجرأة للرد على من اغتال كبار قادتها في لبنان وسوريا والعراق، بل تكتف بإطلاق وابل من التهديدات التي لم نر بعدها إلا أطنانا من الجبن و الهوان.
هذه هي إيران، تغلب عليها الذبذبات الصوتية والتصريحات العنترية فتلطمها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية فتبلع الصدمة، وترد عبر تحريك أدواتها الإخوانية وميليشياتها الشيعية بتجييش الشوارع في الأردن ومصر واليمن ولبنان والعراق وغيرها من الدول، وصدق نائب قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني حينما قال إن «إيران قد تدمر إسرائيل من دون إطلاق صاروخ من الأراضي الإيرانية»، فهي تخوض معاركها بالوكالة دون أن يستطيع نظام الملالي أن يرد بتنفيذ تهديداته المتكررة بمحو إسرائيل من الوجود.
إن ما تعيشه غزة ودمشق ومسقط وعمان وبغداد وبيروت من مآسي وعدم الاستقرار ما هو إلا أحد الجوانب البشعة من التوغل الإيراني في الدول واستعمال وكلائها لزرع الفتنة وجعل شعوب المنطقة العربية تدفع المقابل بدلها.
إن الإستراتيجية الإيرانية الواضحة هي أن تفخخ كل الأنظمة العربية بوكلائها الذين يولون لها البيعة والطاعة، وهذا يسمح لنظام الملالي حين يقرر ذلك بضرب استقرار أي نظام سياسي لا يتماشى مع مصالحه التوسعية، فنظام النجف يعمل يوميا على جعل مصائر الدول تحت قبضة إيران يتحكمون فيها كما يشاؤون ومتى يشاؤون وكيف يشاؤون.
والحقيقة أن إيران ليس في مصلحتها أن ينتهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأن حاجتها اليومية وعلة وجودها ومبرر تخريبها للمنطقة، مرتبط باستمرار التوتر في الشرق الأوسط مهما سقط من ضحايا فالكل يهون لكي تبقى إيران ووكلاؤها من الميلشيات حاضرة في مشهد الأحداث.
لذلك لا تتوانى طهران طيلة العقود الأربعة الأخيرة في شراء الولاءات وتكوين الخلايا النائمة في الدول المحيطة بها والبعيدة جغرافيا كما يقع مع تمويل جبهة البوليساريو والهدف هو حماية مصالحها واستقرارها على حساب الجثث المترامية في غزة ودمشق وعمان والعراق ولبنان في انتظار ضحايا جدد لنظام الملالي.