أوردت مصادر مطلعة أن السلطات المختصة بمدينة طنجة، وبتنسيق مع مصالح المياه والغابات، خصصت دوريات لفرض الرقابة على غابة «الرهراه»، فضلا عن بقية الغابات المحلية لحمايتها من قطع الأشجار، وكذا أي تجزيء سري محتمل بأطرافها.
وأعطيت تعليمات صارمة إلى مختلف المصالح الوصية، لرصد أي اختلالات محتملة من طرف المتربصين بالمجال الغابوي المحلي، سواء تعلق الأمر بالمالكين الخواص الذين يملكون قطعا أرضية قرب هذه الغابات، أو مجهولين يحاولون عادة استغلال وجود أملاكهم الخاصة بقلب هذه الغابات، للتوسع على حساب الغطاء الغابوي.
وأوردت المصادر أن النيابة العامة المختصة بدورها تتعامل بصرامة تامة مع هذا الملف، من أي استغلال محتمل، وكان آخر مظاهر ذلك العقوبات القضائية الرادعة في حق منتخبين بجماعة اكزناية، بعد ملاحقتهم باتهامات حول التجزيء السري، وافتعال الحرائق بالغابات المحيطة بهذه الجماعة.
وكان الجميع قد نوه بعملية نوعية قامت بها السلطات المختصة في وقت سابق، حين عملت على جمع أطنان ضخمة من بقايا البناء والهدم على مستوى غابة «الرهراه»، بالاستعانة بعدد كبير من الآليات والعمال، كما امتد الأمر إلى مختلف الغابات المحلية، التي يتم تخصيص دوريات لمراقبة الوافدين عليها.
وكانت تقارير أثارت قضية قطع أشجار غابة «الرهراه» من طرف مجهولين، ما من شأنه كذلك أن يهدد الفرشة المائية، حيث تتدفق فيها عدة عیون، أبرزها عین «طابا» وعدة آبار وحفر مائية، إذ إن عملية القطع بمثابة إنذار أولي لتحويلها إلى قطع أرضية ومشاريع إسمنتية. وكانت مصالح المياه والغابات توصلت، في وقت سابق، بشكاية في الموضوع من طرف نشطاء محليين لمطالبتها بالتحرك لوقف عملية البناء بهذه الغابة، وهو الأمر الذي جرى طرحه في برنامج لجنة خاصة لدى هذه المصالح، وتم القيام على إثره بإيفاد لجنة خاصة لمتابعة الوضع بهذه الغابة.
يذكر أن غابة «الرهراه» تعتبر إحدی أکبر وأهم غابات طنجة، حيث تمتد علی مساحة 300 هكتار، وهي عبارة عن غابة تتكون بالأساس من أشجار الصنوبر بأنواعه والأوکالیبتوس والهجلیج والأتم والتین والنخیل، ناهيك عن أنها تعد مرتعا للعشرات من أنواع الطيور والثدییات، من بینها الخنزير البري المهدد بالانقراض.