شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

دعم ضحايا الزلزال.. أياد بيضاء وسواعد مغربية

تظافر جهود السلطات المحلية ومؤسسات التضامن والخواص لمساعدة المتضررين

عرفت مختلف المدن المغربية هبة تضامنية مع المناطق المنكوبة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة بشدة 7 درجات على سلم ريشتر، سجل مشاركون ضمن حملات المساعدة تأثير غياب التنسيق في الأيام الأولى  بين القافلات التضامنية والسلطات والجمعيات على وصول المساعدات إلى مستحقيها.

كما طرح الإشكال ذاته تحديات أمام السلطات وفرق الإنقاذ من أجل الوصول إلى المناطق المتضررة، بسبب الازدحام الشديد الذي خلقته قوافل من الشاحنات وسيارات المواطنين المتوجهة للمساعدة، ما آخر وصول بعض الجرحى والمصابين إلى المستشفيات الميدانية التي شيدها الجيش المغربي.

وبعد انجلاء غبار الزلزال، بدت الصورة أكثر وضوحا في الأسبوع الثاني بعد الفاجعة، ومعها بدأت حركة توزيع المساعدات أكثر تنظيما، خلت فيها الساحة للهيئات الرسمية من الجمعيات المحلية الكبرى ومبادرات الشركات الخاصة بالإضافة إلى مؤسسة محمد الخامس للتضامن والسلطات المحلية.

 

الحوز : النعمان اليعلاوي

 

“عملية أطلس”.. مشاركة مقاولات خاصة

في الشق المتعلق بالمقاولات الخاصة، يشارك الآلاف من المواطنين المغاربة في حملة وطنية ينظمها مقاولون شباب تحمل اسم “عملية أطلس”، وذلك من أجل توفير حل فعال لإيصال المساعدات وإغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز الجمعة الماضية.

“عملية أطلس” هي جهد مشترك لمجموعة من الشباب المهنيين، معظمهم من المتخصصين في مجال الخدمات اللوجستية. هدفها الأساسي هو توفير “لوجيستيك” يُسهّل عملية إيصال المساعدات القادمة من جميع مناطق المغرب إلى المتضررين في المناطق المنكوبة.

كما تُتيح “عملية أطلس” لكافة شرائح المجتمع إرسال مساعداتهم مجانًا، عبر شبكة من الشركاء المتخصصين في التعبئة والشحن دون الحاجة إلى تنقلهم إلى عين المكان والتسبب في ازدحام الطرق، وذلك من خلال تسليم طرود المساعدات لإحدى وكالات هؤلاء الشركاء.

وقد تم توفير مستودعات من قبل الشركاء والداعمين للمبادرة في إقليم الحوز لاستقبال وتخزين المساعدات، فيما يتولى متطوعون، بعد ذلك، فرزها ومرافقة الجمعيات لتسليمها للمتضررين، حيث تتعاون عملية أطلس حتى الآن، مع عدة جهات فاعلة في الميدان، بتنسيق مع السلطات المحلية ومختلف الجمعيات الخيرية، ومنظمات غير حكومية.

محمد الغيساني، المنسق العام لعملية أطلس قال: “إن الحملة استطاعت إيصال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى 112 قرية منكوبة، حيث شملت الخيام، والأفرشة والأغطية، ومواد غذائية وطبية وغيرها من المساعدات الضرورية لسكان هذه المناطق”، مؤكدا أن “عملية أطلس” ستستمر في تقديم المساعدات إلى القرى المتضررة إلى أن تعود الحياة إليها من جديد.

ونوّه محمد الغيساني بـ”العمل الجبّار” الذي قامت به شركات التوصيل المنخرطة في هذه الحملة الوطنية، حيث أخذت على عاتقها إيصال كافة المساعدات التي توصلت بها من طرف المواطنين من مختلف مدن المملكة والمتوجهة إلى سكان المناطق المتضررة بشكل مجاني، مهيبا بعموم الشعب المغربي بالمزيد من العطاء حسب الاستطاعة لفك العزلة على المناطق المتضررة.

بنك التغذية.. الكلمة للجمعيات

بدورها، ساهمت جمعية بنك التغذية في عمليات الدعم بالمواد الغذائية والأغطية، من مدينة الدار البيضاء إلى المناطق المتضرّرة من الزلزال. وقالت المديرة التنفيذية لبنك التغذية سناء العلوي لوكالة الأناضول إنّ “القافلة الأولى انطلقت إلى إقليم الحوز وحملت 680 غطاء و680 سريراً. أمّا القافلة الثانية، فتوجّهت إلى إقليم تارودانت ومعها 21 طنّاً من المواد الغذائية و1500 غطاء”.

وأكدت العلوي أنّه “كما جرت العادة، نحن حاضرون اليوم كبنك التغذية من أجل تقديم المساعدة انطلاقاً من تجربتنا الخاصة والخبرة المتواضعة في تسيير قوافل الدعم”، وأوضحت أنّ ثمّة “عمليات أخرى سوف يستفيد منها أهالي الأقاليم المتضرّرة من الزلزال”.

من جانبه، قال يوسف مستعين، الكاتب لوطني لجمعية أيادي الخير، وهي إحدى الجمعيات العاملة على توزيع المساعدات على المتضررين من الزلزال في قرى الحوز، أن “عملية توزيع المساعدات تأتي في إطار حملة تضامن مع سكان هذه الدواوير التي وجدنا أن بعضها قد قتل أكثر من نصف ساكنيه منها الدواوير التي قتل في الزلزال كل ساكنيه، وبالتالي فمبادرتنا هذه تنسجم مع هبة  الشعب المغربي من أجل مد يد العون لهؤلاء المواطنين، وذلك بعد التعليمات الملكية، وقد أبينا إلا أن نشارك من خلال مساهمات ساكنة عدة مدن، لتنظيم عملية توزيعها على سكان الدواوير”.

وبخصوص قوافل المساعدات القادمة من المدن، أوضح مستعين أن  “قافلتنا هذه قد قدمت من مدينة الدارالبيضاء لهذا الدوار الذي يظهر أنه أكثر تضررا، في الوقت الذي أطلقنا في الجمعية نداء إلى الفروع المحلية من أجل تجميع المساهمات لساكنة هذه المناطق، وقد شرعنا في تجميع المساهمات في اليوم الثاني بعد الفاجعة، وكذلك الشأن بالنسبة لجميع الفروع المحلية للجمعية المنتشرة على الصعيد الوطني”.

 

عمالة الحوز.. تنظيم رسمي للمساعدات

بالساحة الكبرى المحاذية لمقر عمالة الحوز بمدينة تحناوت، نصبت السلطات المحلية خيمة كبيرة تم تخصيصها من أجل تجميع المساعدات المتوجهة للدواوير المتضررة من الزلزال، في الوقت الذي انبرى عدد من الشباب في فرز شحنة من المساعدات يقوم زملاءهم بتفريغها داخل المركز (الخيمة)، وفي هذا السياق قال (عادل .ب) أنه “هناك العديد من المتطوعين للعمل في هذا المركز، ونحن قد قدمنا من منطقة أسفي وطلبت منا السلطات المكوث هنا من أجل المساهمة في تنظيم العملية، وذلك بعدما كنا قد جئنا بشاحنة المساعدات الخاصة بالمنطقة”، يقول عادل، مشيرا إلى عدد من الشاحنات المرابطة بجانب الخيمة “هذه الشاحنات هي من تنقل المساعدات إلى الدواوير حسب الحاجة التي تحددها السلطات بالمنطقة”.

في السياق ذاته أشار عادل إلى أن “المركز يضم أكثر من 50 متطوعا، وتم تقديم الطعام للعاملين هنا، كما أن هناك عناصر وفرق نهارية وأخرى ليلية تشتغل إلى جانب السلطات لتأمين نقل المساعدات، وعلى رأس كل فرقة هناك مسؤول يكون بمثابة حلقة الوصل بين الجهتين، حتى تتم عملية شحن المساعدات ونقلها في أحسن الظروف، وحسب ما قدم لنا من معطيات بخصوص حاجية الدوار المتضرر”، يضيف المتحدث مبرزا أن “على طول اليوم يتم نقل عدد كبير من المساعدات انطلاقا من مدينة تاحناوت، كما نتلقى أيضا مساعدات قادمة من مدن أخرى ويتم فرزها وتنظيمها وإعدادها للشحن، وعي في الغالب ألبسة وأغطية وأحدية وغيرها من المواد التي لا تتعرض للتلف”.

 

 

مؤسسة محمد الخامس في قلب العمل التضامني

من جانبها، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن تكثيف جهودها لتقديم المساعدة والإعانات الغذائية لضحايا الزلزال، حيث تعمل المؤسسة بتنسيق وتعاون وثيق مع إدارة عمالة إقليم تحناوت لضمان تنظيم وتوزيع الإعانات بفعالية. وتتركز جهود مؤسسة محمد الخامس على جمع وتنظيم الإعانات القادمة من المدن الكبرى والجهات المختلفة، حيث عملت المؤسسة على  استدعاء جميع الموارد البشرية واللوجستية لضمان تقديم الدعم اللازم لضحايا الكارثة، كما أن المؤسسة تسعى جاهدة لتقديم المساعدة لحوالي 15 ألف أسرة متضررة من الزلزال.

وتشمل هذه المساعدات إيواء السكان بشكل فوري وتوزيع خيام وأفرشة وأغطية ومواد غذائية ضرورية. بالإضافة إلى ذلك، تقوم أطقم طبية متخصصة بمرافقة السكان المتضررين وتقديم الرعاية الصحية الضرورية، وتستخدم المؤسسة عبر دار الطالبة بتاحناوت، مركزا لوجسيتيكيا  لتوزيع المساعدات على الساكنة المتضررة وذلك بتنسيق وثيق مع عمالة تحناوت والتي تقدم المعطيات الرقمية وكذا الجغرافية التي في حاجة الى دعم ومساعدة مستعجلة .

وفي السياق ذاته أحدثت مؤسسة محمد الخامس للتضامن مستودعا مركزيا بمراكش مخصصا لتجميع المساعدات الموجهة لضحايا زلزال الحوز وذلك على غرار مراكز مماثلة أحدثتها المؤسسة في مناطق أخرى من المملكة، كما تتولى فرق عمل تمثل مختلف شركاء المؤسسة، على مدار اليوم، استقبال وفرز وإعداد شحنات المساعدات العينية الموجهة للمناطق المتضررة بما فيها تلك التي يقدمها المواطنون وفعاليات المجتمع المدني من مختلف مناطق المملكة.

 لعلي بنذهبية * : “حملة أطلس مبادرة شبابية بمساهمة مؤسسات خاصة لدعم القرى المتضررة “

 

  • ما هي عملية أطلس ؟

هذا المبادرة كانت بتفكير وتدبير من مجموعة من الشباب وذلك تحت إشراف مؤسسة “عطاء”، وقد فكرنا أنه يجل تنظيم عملية تجميع ونقل وتوزيع المساعدات على الدواوير المنكوبة جراء الزلزال الأخير الذي هز منطقة الحوز، وذلك بعدما كانت هناك مبادرات فردية، ولاحظنا أنها تأخذ منحى سلبي من خلال الاكتظاظ الكبير الذي كان في الأيام الأولى للزلزال وهو الوضع الذي أوقف وشل حركة الطرق المؤدية لتلك الدواوير، كما أنه أخر جهود السلطات في حل عدد من الطرق المغلقة وإزالة الركام الذي خلفته الهزة الأرضية، ومن هذا الواقع الذي ذكرت، فكرنا في مبادرة تتيح للمواطنين الراغبين في تقديم المساعدات أن يتم تجميعها وفرزها وإعادة توزيعها بناء على حاجة سكان الدواوير، حتى لا تستفيد دواوير مرات عدة مقابل أخرى لم تصلها المساعدات، وفي هذا  السياق عملنا على التنسيق مع عدد من الشركات الخاصة باللوجستيك، حيث أن الشركات المتخصصة في النقل هي التي ستتكلف عبر مراكزها ووكالاتها بتجميع المساعدات التي يقدمها المواطنون، تم نقلها في أخر اليوم إلى مراكز التجميع  في المدن التي حددناها لهذا الغرض وهي مدن تارودانت وورزازات ومراكش، وبعد هذه العملية بدأنا في التنسيق مع الدواوير المتضررة، حيث بعثنا في مؤسسة عطاء بفريق من أجل التنسيق مع تلك الدواوير وتحديد احتياجاتهم بخصوص الملابس والأغطية والتغذية، وبناء على هذه الاحتياجات يتم إرسال التبرعات حسب الخصاص في  المنطقة، هذا زيادة على شراكتنا مع منظمة شفاء، وهي المعنية بكل ما له ارتباط بالجانب الصحي، حيث توفر المنظمة أطباء ومتخصصين نفسانيين وغيرهم، بمعنى أنها تتكلف بكل ما هو صحي في العملية.

 

  • كيف تتم عملية تجميع التبرعات وتوجيها للدواوير المعنية ؟

لقد عملنا على انشاء، كما ذكرت، ثلاث مخازن للتبرعات في الأقاليم الثلاث (مراكش وورززات وتارودانت)، وفي هذه المخازن يتم العمل على تجميع هذه التبرعات وفرزها، حيث يتم تفرغ الشاحنة التي نتوصل بها من شركات النقل في مسار الفرز، من طرف المتطوعين الذين يشتغلون طوال اليوم بنظام فرق التناوب، وبعد التفريغ تتم عملية الفرز، فبخصوص الملابس نحدد صنفها أهي للرجال أم النساء أم الأطفال، وتم الأفرشة والطعام، وتوضع كل الأصناف في الجناح المخصص لها، وعلى طول  اليوم نواصل الاشتغال من الثامنة صباحا إلى الثانية عشر ليلا، في حين يبلغ عدد المتطوعين في هذا المخزن حوالي المئة وخمسون، ونعمل بالنظام الذي أشرت له، وهؤلاء منهم أعضاء المؤسسة ومتطوعون قدموا من جميع أنحاء المغرب للمشاركة في هذه العملية، وأغلب هؤلاء المتطوعون هم أبناء مدينة مراكش، وفي هذا المركز (المخزن) نستقبل جميع المساعدات سواء من مدينة مراكش ونتلقاها من أفراد خاصيين أو من جميع مدن المغرب ويتم نقلها من طرف شركات النقل لشريكة في هذه العملية، وأما بخصوص التوزيع، فالمعدل هو عشر دواوير في اليوم يتم توزيع المساعدات عليهم حسب الاحتياجات وبالتنسيق مع الفرق التي قلت أنها تتوجه لتلك الدواوير من أجل تحديد احتياجاتها، وأيضا  بالعمل مع السلطات المحلية التي نرى أنها تقوم بكامل مجهودها من أجل فك العزلة وتوزيع المساعدات على الدواوير المعنية، وهنا وجب الإشارة إلى أنه لا يمكن الحديث عن تغطية خصاص كل الدواوير، حيث أن حاجة هذه الدواوير تتجدد، فالقرى التي وصلتها المساعدات الأسبوع الماضي، هي  اليوم في حاجة إلى أخرى، خصوصا في الأغذية، وهكذا، لأنها أزمة شهور وليست أزمة أيام ستنتهي بمجرد توزيع المساعدات على الدواوير المتضررة.

  • متى بدأتم العملية ؟

لقد بدأنا التنسيق في اليوم الثاني بعد زلزال الحوز، منذ علمنا أنه قد سقطت أولى الضحايا بدأنا  الاشتغال في التنسيق مع الشركاء، وقد أطلقنا العملية في يوم الإثنين وهو اليوم الثالث بعد الفاجعة، وتلقينا عروض من الشركات المغربية من أجل الاشتغال سويا في هذه العملية، وكانت العديد من الشركات قد باشرت التنسيق معنا، حيث كان التركيز في الجانب اللوجيستي على نقل هذه المساعدات، كما أن هناك متبرعين من قبيل المصحات الخاصة التي تستقبل الحالات من المصابين والصيادلة المتبرعين بالأدوية، وهناك فريق  متخصص في التنسيق مع السلطات، والعمل هنا يمضي بسلاسة، وأرى أن عملية أطلس هو عملية نموذجية لتجميع وتوزيع المساعدات، قد اشتغلنا على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تلقي طلبات المتطوعين الذين سيشتغلون إلى جانبنا، وأرى أن هناك تجاوبا كبيرا من جمع الفاعلين سواء الشركات من الشركاء، أو أيضا السلطات وحتى الشباب المتطوعين.

*منسق جمعية “عطاء” في عملية أطلس .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى