في غضون يوم واحد، حقق المغرب مكتسبات ديبلوماسية جديدة، حيث أعلنت العديد من الدول الأوروبية والإفريقية والعربية عن دعمها وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، حيث أكد العديد من وزراء الشؤون الخارجية، أو جددوا دعمهم للمخطط المغربي للحكم الذاتي، كحل ذي مصداقية وجاد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وذلك خلال مشاركتهم في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الذي احتضنته مدينة مراكش، أول أمس الأربعاء.
واعتبرت هولندا أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في سنة 2007 «مساهمة جادة وذات مصداقية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة»، لإيجاد حل لقضية الصحراء.
ومن خلال هذا الموقف الجديد، الذي تم التعبير عنه في البيان المشترك الذي صدر عقب محادثات بين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره الهولندي، ووبكي هوكسترا، تنخرط هولندا بوضوح في الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء بشكل نهائي.
وهكذا، يأتي الموقف الجديد لهولندا في سياق الدعم الذي أعربت عنه الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا وحتى الفلبين لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في سنة 2007، كأساس وحيد وأوحد لحل هذا النزاع.
وفي البيان المشترك، الذي توج محادثات بوريطة وهوكسترا، جددت هولندا والمغرب تأكيد دعمهما للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، وجهوده لاستئناف «عملية سياسية تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الاطراف»، وفقا لقرارات مجلس الأمن وكذلك لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وفي السياق نفسه، أعرب يوانيس كاسوليدس، وزير الشؤون الخارجية القبرصي، عن دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، باعتباره حلا متوافقا بشأنه لتسوية هذا النزاع. وأكد رئيس الدبلوماسية القبرصية، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، دعم بلاده لمبدأ احترام الوحدة الترابية للدول ولقرارات مجلس الأمن الدولي، معربا عن رفضه التام لكل المحاولات الانفصالية التي يواجهها المغرب، وكذا قبرص.
من جهته، نوه بوغدان أوريسكو، وزير الشؤون الخارجية الرومانية، بالجهود الجادة التي تقوم بها الرباط على صعيد قضية الصحراء المغربية، بما في ذلك مخطط الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في سنة 2007.
وجدد الوزير الروماني في البيان المشترك الذي توج مباحثاته مع بوريطة، دعم بلاده للجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، من أجل إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومتوافق بشأنه من قبل كافة الأطراف لقضية الصحراء، قائم على التوافق، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأكد الجانبان على الدور الإيجابي والبناء الذي يضطلع به المغرب ورومانيا في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في منطقة كل منهما، وذلك إدراكا منهما للدور والمسؤولية التي يمليها الموقع الجغرافي للبلدين، في ما يخص تعزيز السلام والتفاهم في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى ومنطقة البلقان.
وفي الاطار ذاته يندرج موقف نيكولا سيلاكوفيتش، وزير الشؤون الخارجية الصربي، الذي أكد على موقف بلاده الذي يعتبر مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلا جادا وموثوقا لقضية الصحراء.
وأبرز سيلاكوفيتش، خلال محادثات أجراها مع نظيره المغربي، الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تبذلها المملكة المغربية من أجل إيجاد حل واقعي وبراغماتي ومستدام لقضية الصحراء، وذلك في إطار روح من الواقعية والتوافق، وتماشيا مع قرارات الأمم المتحدة.
وتنضاف إلى هذه السلسلة من المواقف التي تأتي لتعزيز وجاهة المخطط المغربي للحكم الذاتي، إلى الدعم المعبر عنه، أول أمس الأربعاء، من طرف العديد من العواصم العربية والإفريقية، منهم وزراء خارجية شاركوا في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش .
وهكذا، جدد عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية بمملكة البحرين، التأكيد على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء، الذي توج بفتح قنصلية عامة لمملكة البحرين في مدينة العيون. كما جدد حسومي مسعودو، وزير خارجية النيجر، التأكيد على دعم بلاده للمسلسل السياسي لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة .
وأكد مسعودو، في تصريح صحفي عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن «النيجر تدعم موقف الاتحاد الإفريقي، الذي يؤكد على أن تسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل حول قضية الصحراء، لن تتم إلا في إطار الأمم المتحدة»، كما أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل تسوية هذا النزاع في إطار المسلسل السياسي الأممي.
وفي السياق نفسه، جدد موريساندا كوياتي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإفريقي والغينيين المقيمين بالخارج، التأكيد على موقف بلاده الثابت الداعم للمخطط المغربي للحكم الذاتي، من أجل تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأكد الوزير ذاته «إننا نؤيد بشكل واضح المبادرة المغربية للحكم الذاتي»، وشدد على ذلك قائلا:«أريد أن يكون ذلك واضحا بشكل نهائي، غينيا تدعم المغرب ومبادرته للحكم الذاتي» وكافة «جهوده الجادة».
وتنضاف إلى هذه المواقف الحاسمة والواضحة الموقف الدي عبر عنه سامح شكري، وزير الخارجية المصري، الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، والتزامها بالحل الأممي لقضية الصحراء.
وأكد شكري، في البيان المشترك الذي صدر عقب المباحثات التي أجراها مع نظيره المغربي ناصر بوريطة أيضا، تأييد بلاده لما جاء في قرارات مجلس الأمن، وآخرها القرار رقم 2602 (لعام 2021)، الذي رحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية، والرامية إلى المضي قدما نحو التسوية السياسية.
ويأتي التعبير عن هذه المواقف في أعقاب الدينامية الدولية الداعمة للمخطط المغربي للحكم الذاتي، والتي توجت بالدعم الذي عبرت عنه الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا وحتى الفلبين لصالح هذه المبادرة الجادة وذات المصداقية التي قدمها المغرب في سنة 2007، كأساس وحيد وأوحد لوضع حد نهائي لهذا النزاع.