شوف تشوف

الرأي

دعاء سريع المفعول

عودني الحب على الوهم والخديعة، عودني دائما على النسيان والشفاء بحب جديد أو بوهم جديد.
لكن هذه المرة كان الحب السابق أقوى من النسيان، لم يكن لا عابرا ولا زائلا ولا وهميا.
ما ظننته في البدء حبا سطحيا عابرا من السهل نسيانه وتجاوزه، لم أستطع منه شفاء ولا تبديلا. ظل حبي السابق حاضري وماضي وسرابي.. في قمة يأسي حاولت معالجته باللاحب، بالكي، بالكراهية.. لكنه لم يزد إلا اشتعالا.
«قضيت هذه الليلة ساعات في القراءة حتى الفجر. أطفأت النور لأنام فارتسمت صورتك في خيالي، سمعت صوت المؤذن، أنبتني نفسي على ترك الصلاة وتذكرت دعواتي في السجود عندما كنت أصلي الفجر: في كل سجدة كنت أطلب من الله بكل خشوع وخجل أن يُحبني نور كما أحبه.
هذا الإنسان الطيب الخلوق، هذا الشاب الوسيم، المثابر في صلاته والناجح في عمله، أحبني بصدق لمدة طويلة، لكنني لا أعرف لحد الساعة لماذا تجاهلت حبه كل تلك المدة، كاد أن يكون زوجي ومعيلي وأبا لأطفالي لولا الأقدار والشيطان الذي وسوس لي أنني لا أحبه وأنه لا يصلح لي ولن أصلح له.
كنت أكثر من غبية، بل ومجنونة كما قال نور يوم رحيله. يوم ذهب جريحا مكسورا وأقسم لي أنه لن يعود.
كان ولا زال رجلا وسيما فيه جميع مواصفات فارس الأحلام، غير المكر والجرأة لم يكن ينقصه شيء، لا الطيبة ولا الأناقة ولا الإيمان ولا الجمال، والأكثر من ذلك كان يُحبني حبا صادقا نقياًً، وقادرا ومستعدا لإسعادي.
كعادته جاء ليلي وحيدا حزيناً يحمل لي معه الشوق والأمل والحلم والأمل لتخفيف آلام البعد والحنين.. في غياب حضن من يهواه قلبي، بكل رفق وحب وحنان عانقتُ وسادتي الآسفة الحائرة بدورها في أمري، وضعتُ عليها رأسي وأنا أطلب من الله أن يُنزل علي رحمته، أن يغطيني بحنانه، ويملأ قلبي بحبه ويغفر لي عذابي وزلاتي وحبي وشوقي لعبده الضعيف.
دعاء سريع المفعول، بفضل الله أنام بعده كطفلة صغيرة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى