الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالخميسات وضعت حدا لحالة الذعر التي روعت عشرات الفلاحين على امتداد التراب الوطني، بسبب تنامي السرقات التي تستهدف المواشي والأغنام، باستعمال ناقلات ذات محرك وأسلحة بيضاء، من طرف عصابات إجرامية متخصصة في هذا النوع من السرقات.
وتفيد المعطيات المتوفرة في هذا الملف بأن عناصر الفصيلة القضائية بالقيادة الجهوية للدرك بالخميسات بصمت على تدخل نوعي، بتنسيق مع عناصر المركز القضائي بسرية الخميسات، والمركز الترابي بتيفلت، وكذا المصالح التقنية بالقيادة العليا للدرك الملكي، حيث وضعت حدا لعصابة إجرامية جد خطيرة يتزعمها جانح صاحب 11 سابقة قضائية، أغلبها يتعلق بسرقة المواشي، ويشاركه في الجريمة خمسة أشخاص من ذوي السوابق القضائية، جرى اعتقال أربعة منهم بمدينة القنيطرة، وتم عرض المتهمين الخمسة على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، قبل إحالتهم، بحر الأسبوع الماضي، على قاضي التحقيق بغرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، حيث تقرر إيداعهم السجن في انتظار إخضاعهم للتحقيق، ومواصلة التحقيقات حول امتدادات الشبكة وإسقاط باقي المتورطين فيها، حيث تم تحديد هوية فاعل رئيسي ضمن العصابة بمنطقة وادي زم.
وأكدت مصادر موثوق بها أن شكاية حول سرقة سيارة «بيكوب» بأحد دواوير إقليم الخميسات، كان صاحبها يستعد لنقل بقرة إلى سوق أسبوعي من أجل بيعها، قادت مصالح الدرك الملكي إلى فك لغز أكبر عصابة «فراقشية» روعت مئات الفلاحين و«الكسابة» بالعديد من الأقاليم والمناطق القروية بالمملكة، وكذا الأسواق الأسبوعية.
وكشفت التحريات الأولية التي أنجزها كومندو من الدرك الملكي مكون من عناصر الفصيلة القضائية بجهوية الخميسات وسرية الدرك بالمدينة، وكذا عناصر المركز الترابي بتيفلت، وبتنسيق مع فرق تقنية مركزية، أن الأمر يتعلق بعصابة إجرامية منظمة، تتجاوز واقعة السرقة بضواحي الخميسات، قبل أن تطيح فرق البحث بالمتهم الرئيسي بمدينة القنيطرة، وتحجز لديه عشرات المركبات من نوع «بيكوب»، بعضها تم تفكيكها، في انتظار تركيبها لاحقا أو تجزيئها وبيعها في أسواق خاصة، كما حجزت فرق البحث مئات الرؤوس من الأغنام والأبقار والماعز لدى المتهم، كانت مخبأة في مستودعات خاصة بأحواز المدينة، وتبين أن المتهم وهو صاحب سوابق قضائية متعددة، كان يستغل مرأبا كبيرا تحت إقامته السكنية، من أجل إخفاء المسروقات من المواشي، وقطع الغيار، في انتظار إعادة تسويقها في أسواق أسبوعية بمنطقة الغرب وزمور وزعير ووادي زم ومناطق أخرى في المغرب، يرجح وجود متعاونين قارين بها يتكلفون بتصريف المسروقات التي تصلهم من متزعم العصابة وشركائه بالقنيطرة.
وتفيد معطيات الملف بأن مصالح الدرك الملكي تلقت عشرات الإشعارات من طرف سريات ومراكز ترابية للدرك الملكي بمختلف مناطق المملكة، كانت قد توصلت بشكايات تتعلق بسرقة المواشي من طرف مجهولين، يشكلون عصابة «فراقشية» منظمة تعتمد نفس الأسلوب الإجرامي، حيث تداهم عناصرها فلاحين و«كسابة» في مناطق قروية ليلا، وتسطوا على سياراتهم باستعمال الأسلحة البيضاء، كما كانت تستهدف فلاحين في أوقات مبكرة وهم في طريقهم إلى أسواق أسبوعية. والتحق عشرات الضحايا بمقر الدرك الملكي بالخميسات، من أجل التعرف على أغنامهم وسياراتهم ومركباتهم المسروقة، حيث تم تمكينهم بتنسيق مع النيابة العامة المختصة من ممتلكاتهم، بعد تأكيد ملكيتهم لها وفق شكاياتهم السابقة المتضمنة لأوصاف متطابقة لنوعية المسروقات.
وأكدت مصادر الجريدة أن خطورة العصابة الإجرامية التي تم تفكيكها من طرف درك الخميسات، دفعت هذا الأخير إلى مواصلة التحقيقات، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالخميسات، وكذا محكمة الاستئناف بالرباط، من أجل فك كل الألغاز المرتبطة بهذه الشبكة، وإيقاف كل مكوناتها، بعد تناسل اعترافات المعتقلين الخمسة، بمن فيهم زعيم العصابة الإجرامية المنحدر من مدينة القنيطرة، حيث وردت على لسانهم أسماء متورطين آخرين في هذه القضية، شاركوا في تنفيذ السرقات، بتوزيع محكم للأدوار بين منفذي الهجوم على الضيعات والإسطبلات ليلا، وناقلي المسروقات، والموظفين بإعادة بيعها في الأسواق، فضلا عن فئة أخرى متخصصة في تجزيء المركبات إلى قطع غيار وإعادة بيعها.
يذكر أن مصالح الدرك الملكي وكذا عناصر الأمن الوطني بجهات وأقاليم المملكة تشن حربا متواصلة على العصابات المتخصصة في سرقة المواشي، والتي يطلق عليها اسم «الفراقشية»، حيث سبق اعتقال مئات الأشخاص المتورطين ضمن هذه الشبكات وعرضهم على العدالة، ما خلف ارتياحا كبيرا لدى فئة الفلاحين و«الكسابة» والتجار، وأصحاب الضيعات الفلاحية.