شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

درس زياش

قرر لاعب المنتخب المغربي لكرة القدم، حكيم زياش، التبرع بالمكافأة التي سيحصل عليها إثر تأهل المنتخب لنصف نهائي كأس العالم قطر 2022، حيث سيمنح ما يناهز 100 مليون سنتيم للأسر المحتاجة في المغرب. إنه موقف إنساني بامتياز يضاف إلى سجل طويل من المواقف المشابهة لهذا اللاعب، فهذه ليست الخطوة النبيلة الأولى التي يقوم بها نجم فريق تشيلسي. فطيلة لعب زياش مع المنتخب كان يتخلى عن علاواته لفائدة من يستحق، بل أقدم، في العام 2018، على التبرع بمبلغ مليار سنتيم لفائدة مرضى السرطان في المغرب، فضلاً عن انخراطه رفقة زملائه في المنتخب المغربي في دعم الأسر المغربية الفقيرة، في ظل الأزمة المادية الخانقة التي تسبب فيها وباء كورونا.

ما يقوم به زياش ينبغي أن يكون للجميع، سيما أولئك الذين يملكون المال والجاه والتأثير المدر للمال والشهرة مكسبة للثروة، درسا في الإنسانية والتضامن والتكافل، وللأسف فبينما يحول لاعب المنتخب مونديال كرة القدم لتقديم العون للآخرين، يأبى البعض ممن يفترض أنهم مثل وقدوة، خاصة للنشء والشباب، الذين يمثلون أكثر الفئات التفافا حول الرياضيين والمشاهير، إلا الاتجار البشع في لحظة رياضية، ويكفي مثال جشع بعض الفنادق التي تستغل انتصارات المنتخب للتكسب غير القانوني من خلال فرض تذاكر لدخولها بمئات الدراهم، والخطير في الأمر أن هذه «الهوتة» تجري أمام أعين السلطات دون أي رد فعل منها، وبعض المؤثرين حولوا ملاعب الدوحة إلى فيديوهات مربحة وشركات بعيدة كل البعد عن الرياضة وجدت ضالتها في المونديال لتلميع صورتها وتحقيق أرباح غير أخلاقية.

المهم أن ما قدمه اللاعب زياش من قيمة في معنى التكافل ودعم المحتاجين لا علاقة له بما يقدمه الجشعون وتجار المونديال والمهرولون وراء جمع الثروات الذين يهمهم فقط حساباتهم البنكية ورقم معاملاتهم وتحويلات «الأدسنس». فما أجمل وأبهى وأنقى أن يكون هذا العطاء من لاعب كرة قدم يأكل فقط مما تنتجه قدمه، وما أسوأ وأردأ أن نجد آلاف الأغنياء والمشاهير والمؤثرين يفكرون فقط في الطريقة السريعة لربح الأموال، غير عابئين بأن الملايين من المغاربة يعانون تحت عتبة الفقر بينما ملايين أخرى تبحث عن شراء وصفة طبية لعلاجها فلا تجد من يمد لها يد الخير.

ولا ندري لربما تفتح مبادرة زياش الباب أمام البعض للاقتداء به في التكافل والتضامن.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى