افتتح، أول أمس الاثنين، أول مجمع طبي متكامل أبوابه بمدينة العيون، في سابقة من نوعها على مستوى الأقاليم الجنوبية. ويعد «المجمع الطبي الحكمة» أول مؤسسة صحية خاصة بالأقاليم الجنوبية، التي كانت إلى عهد قريب تفتقر إلى مثل هذه المرافق الصحية، وظل الاستثمار الخاص بعيدا عن هذا القطاع الحيوي.
ومن أجل تشجيع هذا النوع من الاستثمار الخاص، حضر حفل افتتاح المجمع الطبي عدد من المسؤولين الكبار، والمنتخبين ومسؤولي قنصليات عدد من الدول الصديقة الممثلة بالعيون، وذلك كإشارة إلى حاجة المدينة ومدن الأقاليم الجنوبية الأخرى إلى عدد من الاستثمارات الخاصة ذات الطبيعة الاجتماعية.
وشُيد هذا المجمع الطبي الضخم على مساحة 5200 متر مربع، وكلف استثمارا ماليا يناهز 200 مليون درهم. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المرفق الطبي 73 سريرا؛ منها 14 سريرا خاصا بالإنعاش، إضافة إلى 10 أسرة خاصة بإنعاش المواليد الخدج الجدد، مجهزة بأحدث التجهيزات المتطورة. ويتكون المجمع الطبي «الحكمة» من سبعة طوابق، موزعة على عدد من التخصصات الطبية، كمركز للأشعة والقسطرة، ثم مركب جراحي، والمستعجلات، والعناية النهارية، وعيادات النساء والتوليد، ووحدة لأمراض القلب، كما يتوفر هذا المجمع على عيادات للفحوصات الطبية، وقاعات للإنعاش، ووحدات لطب النساء والتوليد وقاعات للاستشفاء.
وتم التعاقد مع عدد من الأطباء الاختصاصيين، وتوظيف عدد من الممرضين ومساعدي العلاجات، من أجل تأمين العمل على مستوى هذا المجمع الطبي بشكل مستمر على مدار الأسبوع. كما تم عقد اتفاقية شراكة وتعاون ما بين هذا المرفق الطبي والمستشفى الجامعي بمراكش، وذلك من أجل وضع الخبرات والتجارب التي يتوفر عليها المستشفى الجامعي رهن إشارة المركب الطبي الخاص بالعيون، سواء على مستوى التكوين أو التدريب أو التعاون.
ويعول على المجمع الطبي الجديد لسد الخصاص في الخدمات الطبية التي تفتقر إليها المدينة، وتقريبها من سكان العيون وباقي الأقاليم الجنوبية، ذلك أن عددا من سكان المدينة سيفدون على هذه المؤسسة الصحية القريبة منهم، بدل التنقل الدائم إلى مدن أكادير ومراكش والدار البيضاء بحثا عن العلاج. كما سيمكن من تخفيف بعض الضغط عن كل من مستشفى الاختصاصات، والمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون.
واستنادا إلى المعطيات، فإن أكبر عائق كان يعترض المنظومة الصحية بالأقاليم الجنوبية يرتبط بدرجة أساس بالموارد البشرية، وخصوصا الأطباء المتخصصين، حيث إن جل المستشفيات بهذه الربوع ظلت تفتقر إلى أطباء اختصاصيين لتقديم العلاجات والقيام بالعمليات الجراحية في حينها، الأمر الذي ظل ينعكس على المؤشرات الصحية، ويؤزم المنظومة الصحية العمومية.
العيون: محمد سليماني