طنجة: محمد أبطاش
خرجت الصراعات السياسية، التي تعرفها مقاطعة بني مكادة بطنجة، للعلن عبر تدوينات فيسبوكية، حيث سجلت تراشقات بين يوسف الورديغي، نائب لرئيس المقاطعة، ومحمد الحمامي، رئيس المقاطعة نفسها، الذي قام هو الآخر بنشر تدوينة مطولة يرد فيها على النائب المعني إثر قضية متعلقة بخيمة عزاء.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن النائب الثاني للرئيس يوسف الورديغي قال إن كل الأبواب أقفلت في وجهه لإيجاد خيمة عزاء لأسرة معوزة فقدت أحد أفرادها، حيث تفاجأ، على حد تعبيره، برفض المشرفين على القسم المتخصص في المجلس، الانصياع لطلبه، مؤكدين أن عليه أن ينتظر إذنا من الرئيس، الذي، حسب تدوينة النائب المذكور، غالبا ما يلتحق بالمقاطعة بعد منتصف النهار، «وعليه أن ينتظر سعادة الرئيس ليستفيق من نومه ليلبي طلبات المواطنين»، حسب تدوينة النائب المذكور.
مباشرة بعدها بنحو ساعة، خرجت المقاطعة، عبر رئيسها، ببلاغ توضيحي تؤكد فيه أنه، بعد البحث والتقصي، أكد رئيس المصلحة المكلفة أنه لم يتوصل بأي طلب من طرف أي مرتفق بشأن هذا الموضوع، و أنه غير خاف أن الاستجابة لمثل هذه الطلبات تتم حسب الإمكانيات المتوفرة مع مراعاة حق الأسبقية، حيث إن كل ما قيل بخصوصه عار من الصحة، فمصالح المقاطعة هي رهن إشارة المواطنين بصفة دائمة ولا تتوقف عن تقديم الخدمات في إطار سياسة القرب الموكولة إليها، وتولي عناية خاصة لفئة المعوزين في أي وقت ولا تخضع لأي مساومات أو مزايدات سياسية، وفق بلاغ في الموضوع (توصلت الجريدة بنسخة منه).
وتبعا لذلك، لم يكتف رئيس المقاطعة بهذا البلاغ، حيث خرج هو الآخر بتدوينة مطولة يرد فيها على نوابه الذين تداولوا هذا الموضوع عبر الشبكات الاجتماعية، حيث قال فيها «تفاجأت بقيام أحد أعضاء المكتب المسير لمقاطعة بني مكادة التي أتشرف برئاستها وخدمة مواطنيها بنشر تدوينة عبر فضاء الفيسبوك، والتي يدعي من خلالها أنني «قمت بعرقلة ورفض توفير خيمة العزاء لأسرة فقيرة بمنطقة بنديبان، قبل الغوص في مضمون ما جاء به، أقول لقد كان من الأولى به أن يصرف الجهد والوقت الذي بذله في كتابة أسطر تدوينة مليئة بالمغالطات وتفتقد إلى حس اللباقة والأدب في البحث عن حل مستعجل للوقوف إلى جانب هذه الأسرة،… التي أسجل تضامني معها بعد الاستغلال المقيت للظرفية الحزينة التي تمر بها والتجارة بمآسيها سياسيا وانتخابويا، فالأصل أن هذه المواضيع تدبر بمنطق إنساني وتضامني وأخلاقي بعيدا كل البعد عن أي شكل من أشكال المزايدات السياسية».
وأضاف الحمامي أن «الخصاص في الخدمات الاجتماعية ليس وليد اللحظة ويتعلق بضعف الامكانيات، وكان على صاحب التدوينة أن يطلب إدراجها كنقطة في جدول أعمال المجلس للتداول فيه والبحث له عن حلول بشكل مؤسساتي، ولكن إثارته في هذه الظرفية وتهريب النقاش من المؤسسات إلى فضاءات التواصل الاجتماعي من أجل استغلال العواطف وتصفية الحسابات السياسية تتعلق بالظرفية المؤسفة التي يمر منها ميثاق الأغلبية، فإنه ينمّ عن مراهقة سياسية متأخرة».