محمد وائل حربول
أفاد مصدر مطلع من داخل حزب الاستقلال بمراكش بأن الأخير يعيش على وقع أزمة تنظيمية غير مسبوقة على مستوى المدينة، بدأت أولى بوادرها بعد محاولة عبد اللطيف أبدوح الإمساك بكل مفاصل الحزب من جديد وبسط سيطرته عليه، من خلال التفويض الذي تلقاه من قبل نزار بركة، الأمين العام للميزان، خلال الانتخابات الأخيرة، وهو ما أدخل أعضاء الحزب في مجموعة من الصراعات منذ بداية الاستحقاقات، مرورا بالمفاوضات التي أبعدت الاستقلال عن ترؤس إحدى مقاطعات مراكش، وصولا لما وقع في انتخابات مجلس المستشارين.
وحسب المصدر ذاته، فقد راسلت مجموعة من الوجوه البارزة داخل الحزب بالمدينة مرارا وتكرارا الأمين العام للحزب، من أجل سحب التفويض الذي منحه لعضو اللجنة التنفيذية أبدوح، الشيء الذي لم يستجب له بركة، ليتواصل مسلسل الهزة التنظيمية من خلال ما أسماه المصدر ذاته محاولة عبد اللطيف أبدوح، المنسق الجهوي للحزب، الانتقام من كل الأسماء التي لم تكن على وفاق معه، حيث منح، من خلال مفاوضاته مع التحالف الحزبي الثلاثي (الأحرار- الأصالة والمعاصرة- الاستقلال)، كل المقاطعات للبام والحمامة، مبعدا مستشاري الحزب من ترؤس مقاطعة جليز، ومبعدا إياهم عن المناصب النيابية كذلك، بمقاطعة المنارة.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فقد بات واضحا المسلسل الانتقامي الذي تمارسه بعض الأسماء الوازنة بالحزب على مستوى إقليم مراكش، حيث تجلى ذلك الثلاثاء الماضي يوم انتخابات مجلس المستشارين، بعدما لم يتمكن الاستقلالي عبد الرحيم اللتبي مرشح الحزب، من الحصول سوى على صوته، من بين 14 مستشارا استقلاليا يحق لهم التصويت، في وقت صوتت فيه هذه الأصوات 13 على المرشح الأول المنافس للحزب، وهو ما أدى إلى خروج أعضاء «الميزان» على مستوى الجهة بتدوينات نارية تهاجم المنسق الجهوي للحزب والمستشارين واصفين إياهم بـ«الخونة».
وحسب مصادر أخرى، فإن عددا من أعضاء الحزب داخل مدينة مراكش سيلجؤون لخطوات قانونية وأخرى تصعيدية من أجل وقف هذا المسلسل الانتقامي، ولتجاوز الهوة بين المناضلين والمسيرين، على مستوى الإقليم مباشرة بعد منح التفويض لعضو اللجنة التنفيذية للاستقلال عبد اللطيف أبدوح، ما أفرز وجود تقاطبات داخل «الميزان»، ووجود صراعات لم ولن تنتهي إلا بسحب التفويض الذي منحه الأمين العام للحزب لأبدوح.
وتساءلت المصادر ذاتها حول صاحب الصوت الوحيد الذي ظفر به مرشح الحزب بمجلس المستشارين، وهل قامت وكيلة اللائحة الموازية للنساء الخاصة بحزب الميزان، بقيادة سعيدة آيت بوعلي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، بالتصويت على مرشح الاستقلال، أم أن صوتها ذهب في اتجاه التصويت على أحد منافسيه اللذين ظفرا بالمقعدين المخصصين على مستوى مجلس الجهة.