مانسيناكش
خليل دحاني (لاعب دولي سابق)
إدريس البصري كان يدخل غرفة الملابس ويحفز اللاعبين قبل المباراة ويفرح معهم عند الانتصار
حسن البصري
هل ندمت لدخولك مجال التسيير؟
طبعا ندمت لأنني لم أجد الجو الملائم للعمل، وواجهت صعوبات وصنابير مغلقة، مثلا منحة المجلس البلدي المخصصة للفريق هي الأضعف بين المنح المخصصة لباقي الفرق. على الورق هناك خمسون مليونا وفي الواقع أربعون مليونا فقط، من يريد الجواب عليه أن يتوجه بالسؤال إلى رئيس الجماعة. للأسف بعض المسيرين يدخلون المكاتب من أجل مصالح نفعية، أنا ندمت لدخولي عالم التسيير، عشت مع النادي حالات اختناق وقلق، وأصبحت أستجدي الناس وأطرق الأبواب وأقبل الرؤوس من أجل مساعدة الفريق. اتحاد الفقيه بن صالح لكرة القدم ينتمي لقسم سفلي في الهواة، أحيانا يقاطع لاعبوه التداريب بسبب الوضعية المالية التي يعاني منها النادي ولعدم توصلهم بمستحقاتهم المالية. الفريق العميري يعيش أزمة مالية خانقة منذ مواسم، في ظل غياب الدعم من الجهات المعنية. لهذا أناشد المكتب المسير الحالي وأدعوه للانسحاب من التسيير باستثناء عنصرين لهما إلمام بالتسيير.
المشكلة في المكتب المسير أم في الجماعة؟
من هذا المنبر أطلب من رئيس المكتب المسير أن ينسحب هو ومن معه، لأنه داخل المكتب ثمة عنصران فقط يفقهان في التسيير، منطقيا لا يمكن لموظف أن يدبر فريقا له احتياجات كبرى. الشارع الرياضي العميري يتساءل عن الصمت الذي يخيم هذه الأيام على مكونات فريق الاتحاد الرياضي الفقيه بن صالح، نحن بحاجة لتوضيح ما يتم تداوله حول تجميد عضوية بعض الأعضاء.
كان فريقكم على وشك الصعود، من عطل مسيرته؟
كان الاتحاد قريبا من الصعود حين كنت مسيرا في الفريق، لكن مباراة حاسمة ضد فريق الاتفاق شهدت تضييع لاعب من فريقنا ضربة جزاء بطريقة تثير الاستغراب. في نهاية المباراة دخلت إلى مستودع الملابس ووجهت العتاب للاعب ومنذ ذلك الحين قررت الانسحاب. لكن حين لا يتقاضى اللاعب مستحقاته المالية ويعيش الخصاص يبدو من الصعب مؤاخذته على أخطائه.
معاناة الفريق تتجاوز مستوى اللاعبين لتصل إلى الملعب، إلى متى يظل الاتحاد يشكو من ملعب لا يساعده على التحليق بعيدا؟
وضعية الملعب لا تساعد على بناء فريق تنافسي، ملعب قديم يرجع للسبعينات، آن الأوان لبناء ملعب يليق بتاريخ الفريق. الملعب البلدي لا يشرف المدينة، قنوات الصرف الصحي غائبة، مستودعات الملابس في وضعية كارثية. نحمد الله أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قامت، مشكورة، بأشغال تهيئة وإصلاح الملعب البلدي، لكن المدينة في حاجة لملعب كبير.
والحافلة؟
حافلة الفريق سبة وعار في حق مدينة الفقيه بن صالح، الحافلة تابعة للجماعة لكنها مهترئة، حين تركبها تشم رائحة الدخان وهي تنبعث منها. كيف يمكن للاعب أن يحقق الانتصارات وظروف تنقله تبعث على القلق؟ أنظر إلى جيراننا في بني ملال وتادلة، ووادي زم وسوق السبت، إنهم يتنقلون في حافلات من الطراز الرفيع. المصيبة تكبر في موسم الفقيه بن صالح حيث تتحول الحافلة لخدمة الموسم: تنقل الخيالة والشيخات وعبيدات الرمى، والأجواق، والفريق طبعا. باختصار هذه الحافلة جزء من معاناة الفريق، تصور أن «الطوبة» تسكن بين الكراسي، باختصار هي حافلة لا تليق بكرامة اللاعبين، لقد فعلتها الحافلة مرة أخرى، في شهر مارس الماضي، حين توقفت نواحي مدينة سطات بسبب عطب في المحرك، وظل اللاعبون والطاقم التقني ينتظرون حوالي ثلاث ساعات قبل أن أتصل برغيب وشوقي في سطات فتم توفير حافلة لفريقنا أقلته إلى الجديدة ومنها إلى سيدي بنور لمواجهة فتح سيدي بنور.
مع فريق النهضة السطاتية سطع نجمك وحققت بعض أحلامك، هل يرجع الفضل إلى وزير الداخلية، حينها، إدريس البصري؟
البصري رجل من رجال الدولة الوازنين، هو عاشق للنهضة السطاتية، كان يتابع نتائجها وتفاصيل حياة لاعبيها، هي جزء منه، أتذكر يوما كنا نخوض مباراة هامة ضد الجيش في الملعب الشرفي بسطات، جاء البصري إلى سطات بواسطة هيليكوبتير، ودخل الملعب وجلس في المنصة وهو يتابع المباراة، في الجولة الأولى كنا منهزمين بهدف سجله على ما أذكر اللاعب كروان من ضربة خطأ. قال لي اللاعب شينا، زميلي في الفريق، إن الهزيمة ستغضب الوزير. في الجولة الثانية حولنا الهزيمة إلى انتصار، سجل رغيب هدف التعادل وسجلت هدف الفوز، وفي غرفة الملابس كنا سعداء بالفوز ونحن نستحم لنفاجأ بالبصري وهو يدخل فرحا بالانتصار ويشرع في معانقتنا. تأملت هذا المشهد وتساءلت: كيف لوزير دولة أن يعانق لاعبين وهم يستحمون وملابسه الأنيقة قد تبللت دون أن يهتم بالأمر؟
هل كان البصري يقدم لكم منحا مالية ويحفزكم على الفوز؟
في مباراتنا ضد الجيش دخل غرفة الملابس في ما بين شوطي المواجهة وعدنا بمنحة استثنائية في حال الفوز، وأوفى بوعده مباشرة بعد انتهاء المواجهة. وكلما خاض لاعبو الفريق مباراة هامة بالعاصمة الرباط أو سطات حرص على متابعتها. وكلما حل بالمدينة يعقد اجتماعات عديدة تهم راهن ومستقبل فريق الشاوية في بيته أو في العمالة أو عند عزمي. حتى أبناؤه كانوا يحملون في قلوبهم عشقا للنهضة السطاتية، لقد كان إدريس، الذي شغل لسنوات مهمة رئيس شرفي للفريق، الأب الروحي لهذا النادي العريق، وقبل الإعلان عن تشكيلة أي مكتب مسير للنهضة، كان الرئيس عزمي يحرص على استشارة الوزير فيتوجه إلى بيته ويعرض عليه الأسماء من أجل الموافقة النهائية قبل الإعلان عن تركيبة المكتب التنفيذي للنادي. للأسف اليوم تجد رؤساء ليس لهم قوت يومهم أو سياسيين يريدون كسب أصوات انتخابية من ملاعب الكرة.