شوف تشوف

الرئيسية

خطير.. أواني الألمنيوم تسبب السرطان والزهايمر

كوثر كمار
يجهل العديد من المستهلكين أن بعض الأدوات التي قد تبدو بسيطة تنتج عنها أمراض خبيثة كالسرطان، ومن بين هذه الأدوات أواني الطبخ المصنوعة من الألومنيوم أو مادة «التيفلون»، إذ أثبتت دراسات حديثة أن هذه المواد تتفاعل مع الطعام لتصبح مسرطنة.
و أكدت منظمة الصحة العالمية أن ما بين 30 و45 مغربيا يصابون سنويا بمرض السرطان، كما أفادت من خلال بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للسرطان أن هذا الداء يعد أحد أسباب الموت المبكر الذي يتربص بالمغاربة، مشيرة إلى أنه ينتشر بوتيرة سريعة في البلاد، ولا يقتصر على فئة عمرية معينة بل يصيب جميع الفئات، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول العوامل التي تسهم في انتشار المرض.
أواني الألومنيوم
أواني الألومنيوم هي واحدة من بين العوامل المسببة لمرض السرطان، فقد أظهرت الأبحاث والتجارب أن الألومنيوم يتفاعل مع الطعام خلال عملية الطهي، وبالخصوص مع الأطعمة ذات النوع الحمضي كالصلصات المحضرة بواسطة الطماطم، فينتج عن ذلك تشكل مكونات ضارة تتجمع على سطح الإناء تسبب في تلوث الطعام كما يتفاعل الألومنيوم مع الأحماض مثل حمض الستريك (حمض الليمون) الموجود في عصائر الفواكه الحمضية والخضراوات كالليمون والرمان كما يتفاعل مع بيكربونات الصوديوم، مما يؤدي إلى ذوبان جزء من الألومنيوم في أواني الطبخ، خصوصًا مع ارتفاع حرارة التسخين أثناء عمليات الطبخ التي تساعد على زيادة سرعة حدوث ذلك، كما يؤدي نقص حجم الماء أثناء عملية الطبخ نتيجة تحوله إلى بخار إلى زيادة تركيز الألومنيوم في الطعام.
كريم الراقي، الأخصائي في التغذية، يوضح أن العديد من النسوة يستعملن ورق الألومنيوم لتحضير الطعام، سواء تعلق الأمر بآلة تحضير السندويتشات أو بالفرن، مشيرا إلى أن هذا الأمر يجب الامتناع عنه لكونه يسبب في تكون مادة «ألومنيات الصوديوم» أو بذوبان جزء من الألومنيوم في الطعام، مما يؤثر سلبا على الكبد
والكلى. ويضيف أنه من أجل الحد من كمية الألومنيوم المتحللة في الأطعمة، يجب تجنب طهي الأطعمة الحمضية مثل الطماطم في أواني الألومنيوم، كما لا يجب تخزين بقايا الطعام لأوقات طويلة في هذه الأواني، فكلما زاد عمر الآنية زاد تحلل الألومنيوم منها.
ولذلك ينصح باستبدالها باستمرار، وينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنه يمكن جلب آنية مطلية بالألومنيوم للحد من تحللها في الأطعمة، أو الاعتماد على أواني السيراميك أو الزجاج.

«التيفلون» الخطير
أواني «التيفلون» هي الأخرى تعرف إقبالا كبيرا من قبل النساء لكونها غير قابلة لالتصاق الأطعمة بها؛ وبالتالي توفر وقتا وجهدا في التنظيف. ورغم مميزاتها تلك إلا أنها تشكل خطرا على صحة الإنسان.
محمد الفايد، المختص في التغذية، أكد خلال محاضراته العلمية أن أواني الطبخ المكونة من مادة «التيفلون» تؤدي إلى الإصابة بسرطان البنكرياس باعتباره مرضا كيماويا، موضحا أن حمض التفلونيك يوجد بكثرة في أواني الطبخ الملوثة. كما نصح بضرورة الابتعاد عن المواد الصناعية واللحوم وحث على ضرورة الإكثار من الخضر لأنها تتكون من الألياف الخشبية التي تحارب تأكسد الشرايين وتغسل الكولون.
وكشفت دراسات حديثة أن «التيفلون» ينبعث منه بخار سام إذا ما تم تسخينه بشدة، مما دعا مجموعات حماية البيئة إلى التوصية باستخدام أدوات أكثر أمنًا؛ لتقليل خطر استنشاق البخار السام.

تسمم وأمراض خطيرة
تنتج عن استخدام أواني «التيفلون» أمراض عديدة. وحسب بعض الخبراء، فإن هذه الأواني تسبب للبشر بأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا تسمى أنفلونزا التافلون أو كما يطلق عليها العلماء حمى أبخرة البوليمر، كما أنها تقتل الطيور المنزلية في حين أن ابتلاع الجزيئات الناتجة عن تقشر تلك الأواني لا تسبب أضرارًا ظاهرة لأن طبقة البوليمر تلك مادة خاملة.
في الغالب يحذر المصنعون المستخدمين من أضرار الحرارة المرتفعة، وقد يعتقد البعض أن تلك الأواني تحتاج لوقتٍ طويل لتصل إلى درجات الحرارة العالية، وهو ما تم إثبات عكسه بالتجربة.
ففي عام 2003 أثبتت تجارب مجموعات البيئة أن بعد دقيقتين إلى خمس دقائق فوق موقد عادي تتخطى الأواني المغطاة بالتيفلون أو غيرها من الأسطح اللاصقة درجة الحرارة اللازمة لتحلل السطح وانبعاث الجزيئات والغازات السامة.
ويؤدي ذلك إلى ولادة أطفال أقل في الوزن والحجم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، وارتفاع مستويات غير طبيعية لهرمونات الغدة الدرقية بالإضافة إلى التهاب الكبد، ضعف المناعة والسرطان.
أما الألومنيوم فيؤدي دخول كميات كبيرة منه إلى جسم الإنسان إلى تجمعه في العظام والجهاز العصبي. واكتشف العلماء ارتفاع تركيز هذا العنصر في ضحايا مرض الزهايمر الذي يسبب تلفًا في جهازهم العصبي، لذلك عزا بعضهم حدوث ذلك إلى دخول كميات كبيرة من الألومنيوم إلى جسم المريض، بالإضافة إلى الإصابة بالسرطان والتسمم الكلوي.

البلاستيك
تسبب الأواني البلاستيكة خطرا على صحة المستهلكين خاصة النساء كما أنها تعرف إقبالا كبيرا بسبب سعرها البخس الذي لا يتجاوز خمس دراهم في أحيان كثيرة.
عصام الذهبي صاحب محل لبيع الأواني المنزلية يقول خلال حديثه مع الجريدة إن «هناك بعض الأواني البلاستيكية القادمة من شرق آسيا تشكل خطرا على صحة المستهلكين، إذ تدخل من الحدود المغربية الجزائرية مع بعض المواد المهربة»، ويضيف أن هذه الأواني تباع بدرهمين فقط، إذ لا ينصح السيدات باستعمالها بسبب رداءة صنعها.
و كشفت دراسات عديدة أن مكونات البلاستيك تتسرب إلى الأغذية الساخنة المخزنة فيها، مؤكدة أن تلك التفاعلات الكيميائية بين الأغذية والأواني تتحول إلى سرطانات على المدى البعيد.
وقد أجرى مركز كاليفورنيا للدراسات والأبحاث البيئية ما يقارب 150 دراسة حول الأوعية البلاستيكية التي اعتاد الإنسان استعمالها بشكل يومي.
الأبحاث كشفت إسهام تلك الأوعية في الإصابة بأمراض سرطانية نتيجة احتوائها على العديد من المواد الكيميائية الداخلة في عملية التصنيع. الدراسات ذاتها أوضحت أن من بين السرطانات التي تتسبب فيها الأوعية البلاستيكية يوجد سرطان الثدي والرحم. زيادة على رفعها من فرص الإجهاض مقابل خفض هرمون «التستوستيرون» في الجسم وهو أهم هرمون ذكري لدى الرجال. وتحتوي الأواني البلاستيكية على مادة « ثنائي الفينول» (BPA) المؤدية للعقم وتعمل على إفساد نظام المناعة لدى الأطفال.

بدائل لتفادي الإصابة بأمراض سرطانية
ينصح عدد من الخبراء باستخدام بعض الأواني التي لا تشكل خطرا على صحة المستهلكين، كالأواني الفخارية والتي ينصح بأن تكون مصقولة، وتتميز بتحملها لدرجات الحرارة، وفي نفس الوقت ينصح بعدم استعمال الأواني الفخارية المستوردة من المكسيك أو أمريكا الجنوبية لاحتوائها على نسبة عالية من الرصاص الذي يسبب في الكثير من الأخطار.
وقامت مؤخرا شركات تصنيع الأواني بإنتاج نوع معالج من الألومنيوم، حيث تتم أكسدة الألومنيوم بواسطة التحليل الكهربائي حتى يصبح أكثر صلابة وفي نفس الوقت غير قابل للخدش مع خاصية عدم التصاق الطعام لتسهل عملية غسله. أما أواني «تيفال» فقبل أن يتم تصنيع الأواني بنوع معالج من الألومنيوم، كان ينتشر بشكل كبير اقتناء أواني «تيفال»، نظرا لقوتها ولقابلية استعمالها دون استعمال الزيت مع ضمان عدم التصاق الطعام بها. وخلال سنة 1960 أصبح هذا النوع من الأواني أكثر انتشارا بعد أن أجازت منظمة الأغذية والأدوية (FDA) استعماله، وبحكم كون هذه الأواني تخدش عند استعمال أداة حادة للتحريك، لذا ينصح باستعمال أداة بلاستيكية أو خشبية للقيام بهذه المهمة، وعند تنظيفها يجب استعمال إسفنج ناعم للتمكن من الاحتفاظ بها أطول فترة ممكنة.
أما أواني “الاستانلستيل” فتتميز بكونها لا تتفاعل مع الطعام، كما تتسم بقوتها وعدم تشققها أو خدشها، كما أنها سريعة التسخين ولا تحتاج لطاقة عالية لذلك، وهي من النوع الموصل الجيد للحرارة، حيث تعمل على توزيع الحرارة بجميع أنحاء الإناء. أما الزجاج القابل للحرارة فيبقى هذا النوع من الأواني أكثر الأواني أمانا وضمانا للصحة، وقد بات متوفرا في جميع الأسواق وبأثمان مناسبة.
ويشترط العديد من الخبراء في الأواني المستخدمة في عملية الطبخ أن تكون مقاومة للصدأ ومقاومة للإصابة بالخدوش على سطحها، كما يجب أن تكون الأواني ذات قدرة عالية على تحمل الحرارة دون تحلل مكوناتها، وقابلة لتوزيع الحرارة بجميع أجزاء الطعام،
ومزودة بمقبض عازل للحرارة ليسهل حملها ولتحمي اليد من الحروق أو الضرر.
وينصح بالامتناع عن اقتناء أواني الطبخ الرديئة المصنوعة من التيفلون، هذه الطبقة السهلة التكسر نتيجة ضعف التصاقها بالألومنيوم، مما يؤدي إلى تلوث الطعام وتسممه.
يستحسن اختيار الأواني الملساء السطح المصنوعة من مادة «الاستانلستيل» لغلي الماء، كما يفضل استخدام ورق الألومنيوم لحفظ الطعام البارد فقط وليس الساخن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى