منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المستجد وانتشر في جميع بقاع العالم، انتشرت معه حقائق صادمة للكثيرين وهو أن هذا الفيروس من نوع الفيروسات التاجية قد يؤدي بحياة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، كما يودي بحياة الكبار في السن والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة حول العالم، وهو ما خلق حالة من الذعر والرعب بالنسبة للعديد من الأشخاص بسبب أن هذا الفيروس يهدد حياتهم أو حياة عزيز عليهم.
وطرح سؤال حول هل الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم هم أيضا ضمن الفئة الهشة والتي قد يقضي عليها الفيروس؟ وما حقيقة أن الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم معرضون أيضا لخطر الوفاة؟
من المهم جدا أن يدرك جميع الأشخاص سواء أكانوا يعانون من أمراض مزمنة أم لا أن عليهم البقاء في المنزل وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى وإتباع جميع التعاليم الصحية والتي ذكرتها وزارة الصحة بغسل اليدين جيدا بالماء والصابون وتنظيف الأسطح وتجنب الاختلاط والتوقف عن المصافحة أو التقبيل، والأهم من هذا التزام المنازل.
تبين للأطباء بالفعل أن الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم من الأشخاص الذين قد يقضي عليهم الفيروس، لكن على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات في الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض بالذات، إلا أنه قد يكون السبب هو ارتفاع عمر هؤلاء المرضى، أي أنهم من الفئة الهشة بسبب زيادة أعمارهم.
وفقا لما ذكره المجلس الأعلى للصحة العامة يؤثر ارتفاع ضغط الدم على أربعة عشر مليون شخص في فرنسا لوحدها، يعتبر المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المعقد عرضة لخطر الإصابة بنوع حاد من الفيروسات التاجية. ويقول الدكتور “جيرارد هلفت”، طبيب القلب في “بيتي سالبيتير” بباريس، أن ارتفاع ضغط الدم المعقد هو ارتفاع في معدل ضربات القلب يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب. ويقول الدكتور أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعقد والمعالج عادة لا يبدو أنهم عرضة لعدوى كوفيد 19.
وفي دراسة نشرت في مجلة “دو لانسيت”، افترض باحثون من جامعة بازل بسويسرا أن هناك علاجات معينة لارتفاع ضغط الدم، ولا سيما مثبطات الإنزيم المحول ومثبطات الأنجيوتنسين وهي كانديسارتان، إبروسارتان، إربيسارتان، لوسارتان، أولميسارتان، تيلميسارتان، فالسرتان، من شأنها جميعا أن تسهل حدوث العدوى بالكوفيد 19.
وليس هناك لحد الآن أي أدلة علمية أو استنتاجات علمية تؤكد أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد تحدث بشكل كبير عند الأشخاص الذين يتناولون علاجات مضادة لارتفاع ضغط الم التي تم ذكرها سابقا، وخصوصا منها الأدوية التي تعمل على تحويل مثبطات الأنزيمات، أي مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. لهذا يؤكد الأطباء على ضرورة تناول مرضى ضغط الدم المرتفع الأدوية الخاصة بهم والتي كانوا يتناولونها في السابق ما لم يخبرهم أطباءهم بالعكس أو تم حثهم على وقف تناولها، ويجب الإشارة إلى أن جل المعلومات المتعلقة بوباء كورونا المستجد لازالت غير مكتملة بعد بسبب أن وباء كورونا المستجد هو فيروس جديد ولم يظهر في العالم إلا قبل حوالي أربعة أشهر من الآن الشيء الذي جعل العلماء لحد الساعة لازالوا يدرسونه ويدرسون تأثيراته على الإنسان من جميع الجوانب.