التحقيقات تتعمق بعد العثور على قماش مشبع بالبنزين
النعمان اليعلاوي
تسبب الحريق المهول الذي شب، صباح الجمعة الماضي، في سوق تابريكت للخضر والفواكه والمتلاشيات، في خسائر مادية كبيرة، وفق ما ذكرته مصادر «الأخبار»، موضحة أن الحريق اندلع حوالي الساعة الخامسة صباحا بهذا السوق العشوائي، الذي تباع فيه أيضا الملابس المستعملة. مؤكدة أن عددا من المحلات احترقت بالكامل، حيث كانت ألسنة اللهب قد امتدت من محل لبيع الملابس القديمة، قبل أن تنتقل إلى باقي المحلات المجاورة، ثم إلى باقي السلع الموجودة بالسوق، قبل أن تسارع إلى عين المكان مجموعة من الشاحنات التابعة للوقاية المدنية لإطفاء ألسنة اللهب، حيث استمرت عملية إخماد الحريق لأكثر من ثلاث ساعات.
واطلعت «الأخبار» على مخلفات الحريق المهول الذي هز السوق وحوله إلى رماد، في الوقت الذي صرح عدد من التجار بأن «عشرات الرزم الخاصة بالملابس المستوردة، قد أتت عليها النيران وحولتها إلى رماد، وهي التي تبلغ قيمتها ملايين السنتيمات».
وقال بنعيسى جدو، رئيس جمعية تجار سوق تابريكت، إن «الخسائر التي خلفها هذا الحريق كبيرة جدا، ومن شأنها أن تدخل التجار في السوق من جديد في دوامة الإفلاس والقروض، خصوصا أنه لم تمض سوى أشهر قليلة على الحريق السابق الذي شب بالسوق، وبالكاد بدأ التجار يتعافون قليلا من آثاره ومخلفاته، حتى فوجئوا بالحريق الثاني».
من جانب آخر، أوضح المتحدث ذاته أن «السلطات العمومية باشرت التحقيق في الحريق وأسبابه»، مبينا في حديث لـ«الأخبار» أن «عددا من الشباب الذين انبروا لجمع حطام السوق والسلع المحترقة، عثروا على قماش تفوح منه رائحة البنزين، وهو ما عزز فرضية أن يكون هذا الحريق مفتعلا». مضيفا أنه «قد تم إبلاغ المصالح الأمنية والسلطات المحلية بهذا المستجد، وتم حجز بقايا القماش من أجل تعميق البحث»، مؤكدا أن التجار ينتظرون الكشف عن نتائج التحقيق، وتجلية حقيقة هذا الحريق.
ويأتي الحريق المذكور آنفا على بعد شهر من اندلاع حريق آخر بمدينة سلا على مستوى سوق «السمارة»، الموجود بحي كريمة، وشهرين من حريق مماثل بسوق تابريكت، في الوقت الذي لم تكشف التحقيقات الأولية بعد أسباب الحريقين. وراجت فرضية التماس الكهربائي في الحريق الأول بسوق «السمارة»، بسبب الربط العشوائي لمحلات السوق بشبكة الكهرباء، على اعتبار أن المحلات «مؤقتة».