سطات: مصطفى عفيف
دخل مجموعة من الخريجين الجدد، بمسلك الإدارة التربوية، في اعتصام بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسطات، احتجاجا على ما وصفوه بسياسة الهروب من طرف مديريتي التعليم بكل من سيدي بنور وسطات، وإغلاق باب الحوار والإشراك والتشاور في وجه كل الأطراف المعنية، وكذا بسبب التدبير التقليدي لملف تعيين خريجي مسلك الإدارة التربوية، وانفرادهما بإعلان مناصب شاغرة على المقاس والتستر على أخرى، علما أن عدد المناصب الشاغرة بالإقليمين أكثر بكثير من عدد المتبارين، بحسب مصادر من المحتجين.
وعبر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، عن أسفه الشديد بسبب تداعيات الأحداث التي تمخضت عن التدبير التقليدي الأحادي الذي تنهجه مديريتا سيدي بنور وسطات مع الملف، وأضاف أن الأمر وصل إلى حد منع مسؤولي مديرية سيدي بنور المتصرفين التربويين من ولوج فضاء المديرية، وفي مديرية سطات، التي عرفت حادثا خطير كاد ينهي حياة أحد الخريجين (ع. ام)، الذي نقل على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بإحدى المصحات ببوسكورة. مشيرا إلى تعنت المديريتين الإقليميتين في معالجتهما لهذا الملف وعدم فتحهما لحوار جدي ومسؤول، خصوصا وأنه ملف يخص فئة تراهن الوزارة عليها، من أجل تفعيل وأجرأة وتنزيل مشاريع ومضامين الرؤية الاستراتيجية.
كما استغرب المكتب ما أسماه بالتحدي الصارخ للمديريتين بتهميشهما المقصود للنقابة، التي طالبت بعقد اجتماع من أجل التشاور وتبديد الاحتقان، تطبيقا للمذكرة الوزارية 17X103 ، ورفض فرض سياسة الأمر الواقع بإجبار خريجي مسلك الإدارة التربوية القبول قسرا بالمناصب البعيدة التي أعلنت عنها الإدارتان، مع إخفاء مناصب كثيرة ذات جذب تساعد على الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح المكتب ذاته أن المديريتين وضعتا المعنيين بين المطرقة والسندان، وزرعتا في نفوسهم اليأس والشك والخوف، مما سيعطي صورة قبيحة للأجيال القادمة التي تطمح إلى ولوج مسلك الإدارة. مؤكدا على شجبه للمقاربة والمنهجية التي دبرت بها المديريتان المذكورتان عملية تعيين خريجي مسلك الإدارة التربوية، والتي تفتقد للمصداقية والمرونة وأبجديات التدبير المعقلن واللمسة الاحترافية، بحسب تعبير المكتب النقابي.
وفي اتصال لـ«الأخبار» بمصالح المديرية الإقليمية للتعليم بسطات، وجدنا المدير الإقليمي في إجازة، قبل أن نجري اتصالا بمسؤول آخر بالمديرية ذاتها، غير أنه اكتفى في إجابته بالتأكيد على أن عملية التعيين مرت في إطار معقول وشفاف، وشملت تعيين ما مجموعه 46 من أصل 110 من مجموعة الخريجين الجدد بمسلك الإدارة التربوية بالمناطق القروية، والتي تعرف خصاصا كبيرا من هذه الناحية، مشيرا إلى أن هناك حالات اجتماعية ستتم مراجعة ملفاتها. أما بخصوص إغلاق باب الحوار، فأكد المتحدث نفسه أن هذا الكلام يجانب الصواب، وأن الإدارة قامت بدراسة الملفات، وهناك حوار من أجل النظر في الملفات التي يوجد أصحابها في ظروف صعبة اجتماعيا.