ياسين النيل
انطلقت بمدينة مراكش، الاثنين الماضي، الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المرتقب أن تستمر على مدى أسبوع، بمشاركة نخبة من الاقتصاديين والخبراء الماليين من مختلف دول العالم، وذلك لمناقشة الرهانات الكبرى المرتبطة، على الخصوص، بسياسات التمويل والنمو الاقتصادي والتغير المناخي مما يشكل دعامة رئيسية يتأسس عليها مجال الاستثمار بالمملكة، وهو ما يطرح التساؤل حول مكاسب المغرب من هذا الحدث المالي الدولي على أرضه.
في هذا الإطار، اعتبر الخبير الاقتصادي محمد رهج، في تصريح لموقع “الأخبار”ـأن “الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد، ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني بطريقة مباشرة وغير مباشرة”، خاصة وأن “احتضان المغرب لهذه الاجتماعات بعد 50 سنة من الغياب على القارة الإفريقية، و20 سنة على احتضان آخر دولة عربية، تعكس ثقة المؤسسات المالية الكبرى في المملكة”.
وكشف الخبير الاقتصادي، أن “هذه الاجتماعات تعتبر منصة للمغرب، للقاء شركائه التقليديين وغير التقليديين، للدفاع عن مصالحه والأهداف المرسومة لرؤية 2035، منها تحسين الناتج الداخلي الخام”. وأضاف نفس المتحدث “أن هذا الحدث فرصة مهمة لجلب مستثمرين جدد في قطاعات مختلفة وواعدة مثل السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة والرأسمال البشري”.
وخلص رهج، “على أن المغرب من خلال هذه المحطة، سيدافع على المصالح الإفريقية، لأنه سيتكلم باسم إفريقيا التي تعيش تحت طائلة الفقر والمديونية الكبيرة التي تعاني منها الدول الافريقية، وبالتالي وجب إيجاد حلول وإصلاحات من المؤسسات المالية الكبرى لمساعدة دول إفريقيا في تحقيق أرقام نمو مهمة.”
من جهة أخرى، قال رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، ويرنير هوير، يوم الاثنين الماضي، بمراكش، إن انعقاد الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالمغرب يجدد التأكيد على أن إفريقيا توجد في صلب أي نقاش اقتصادي عالمي.
وأوضح هوير، في تصريح صحفي، بمناسبة مشاركته في هذه الاجتماعات أن “استضافة هذا التجمع الرفيع المستوى في المغرب، الذي يجمع كافة قادة بنوك التنمية متعددة الأطراف في العالم” يمثل أيضا فرصة للتأكيد على أن “إفريقيا شريك أساسي في إعداد الحلول للتحديات العالمية التي نواجهها”.
من جانبها، أشارت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، عقب توقيع مذكرة تفاهم جمعت بينها وبين الأمين العام للبنك الإفريقي للتنمية، فانسون نميهيل، بحضور المديرة الأولى لمنتدى الاستثمار الإفريقي، تشينيلو أنوهو. إلى تميز الشراكة بين المغرب والبنك الإفريقي للتنمية، والتي أتت أكلها، مجددة الالتزام بنجاح دورة 2023 من منتدى الاستثمار الإفريقي، التي تجري حاليا بمراكش.
كما أشاد الأمين العام للبنك الإفريقي للتنمية بالمغرب، نيابة عن رئيس مجموعة البنك، بدعمه القيم والمتواصل في تخطيط وتنظيم التظاهرات رفيعة المستوى للبنك، سواء تعلق الأمر بالاجتماعات السنوية، في سنة 2013، أو اجتماع تجديد موارد صندوق التنمية الإفريقي، في سنة 2022، أو منتدى الاستثمار الإفريقي هذه السنة، مبرزا أن “المغرب يعد نموذجا للشراكة بالنسبة للقارة”.
من جهتها، أشارت المديرة الأولى لمنتدى الاستثمار الإفريقي إلى أنه “منذ اعتلائه العرش، أطلق الملك محمد السادس مشاريع وإصلاحات رائدة جعلت من المغرب واحدا من أكثر الدول تقدما واستقرارا في القارة، ومن بين الأكثر جاذبية للتظاهرات الكبرى، على غرار منتدى الاستثمار الإفريقي”.