اعتبر الخبير الأمريكي في الشؤون المغاربية، كالفين دارك، أن المشاركة المكثفة لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة في اقتراع ثامن شتنبر، تؤكد أنهم يريدون إسماع صوتهم بشأن المسار الديمقراطي واستثماره للمساهمة في بناء مستقبل المغرب”، معربا عن أسفه لكون المحتجزين في تندوف، على الأراضي الجزائرية، لا يملكون القدرة على التعبير أو تقرير مصيرهم.
وقال دارك، في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن: “إن تسجيل أعلى نسبة مشاركة وطنية في الأقاليم الجنوبية يدل على أمرين؛ الأول أن ساكنة الصحراء لها صوت في العملية الديمقراطية، والثاني أن هؤلاء المواطنين عاقدون العزم على استثمار صوتهم للمساهمة في بناء مستقبل المغرب”.
واعتبر الخبير أنه “من الإجحاف حرمان الصحراويين المحتجزين في مخيمات “البوليساريو” بالجزائر، من هذا الصوت وبالتالي توظيفه في بناء مستقبلهم”.
يذكر أن نسب المشاركة في اقتراع ثامن شتنبر بلغت، وفق الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، 66.94 في المائة بالعيون-الساقية الحمراء، و63.76 في المائة بكلميم-واد نون، و58.30 في المائة بالداخلة-واد الذهب، وتجاوزت هذه الجهات الثلاث بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بشكل كبير، نسبة 50.18 في المائة المسجلة على الصعيد الوطني.
وتعليقا على نتائج هذه الانتخابات، اعتبر الخبير الأمريكي أن “أمورا كثيرة طالها التغيير في المغرب والمنطقة والعالم منذ 2011، وهي السنة التي قاد فيها حزب العدالة والتنمية الحكومة”.
وأشار في هذا السياق، إلى أن “الدينامية والحراك السياسي والظروف التي ساهمت في استقطاب حزب العدالة والتنمية للناخبين قبل عشر سنوات ليست هي نفسها في سنة 2021”.
ويرى دارك، رئيس مركز “RC Communications”، أنه “سواء تعلق الأمر بالمغرب أو الولايات المتحدة أو أي ديمقراطية أخرى في العالم، فإنه يجب على الأحزاب أن تبتكر سياسات ورؤى تحظى بقبول الناخبين”.
وخلص إلى أن “المحك بالنسبة للأحزاب الليبرالية، من الآن فصاعدا، يتمثل في تجسيد رؤيتهم وعدم فقدان الصلة بالناخبين وبتطلعاتهم”.