الحزب الديمقراطي في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب. في حين يستهين هذا
الأخير بإمكانيات هاريس في المنافسة ويطمئن مؤيديه بسهولة الفوز بكرسي
الرئاسة.
-
التشهير بالضمةمنذ 5 ساعات
وحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، اتصل بايدن هاتفيا، في وقت متأخر من بعد ظهر
السبت، بستيف ريكيتي، مستشار الرئيس، وقال له “أحتاجك أنت ومايك في
المنزل”.
وكان بايدن يتحدث عبر الهاتف من منزله الذي يقضي فيه إجازته في ريهوبوث
بولاية ديلاوير، وكان يشير إلى مايك دونيلون، كبير الاستراتيجيين وكاتب
الخطابات منذ فترة طويلة.
وسرعان ما كان الرجلان في ريهوبوث، ومنذ بعد ظهر السبت وحتى وقت متأخر من
الليل، عمل الثلاثة على واحدة من أهم الرسائل التاريخية لرئاسة بايدن، وهي
الإعلان عن قراره بالانسحاب من حملة إعادة انتخابه.
بعد ذلك، اجتمع زينتس وكبار موظفي الحملة الانتخابية، حتى يتمكن بايدن من
إخبار أولئك الذين عملوا معه بشكل وثيق أنه يتخلى عن حلمه بالترشح لولاية
ثانية.
وحاول بايدن لأسابيع تحويل الانتباه عن “أدائه الفاتر وغير المتماسك” في
بعض الأحيان في المناظرة الشهر الماضي إلى خصمه الجمهوري، دونالد ترامب،
بحسب “نيويورك تايمز”.
ولكن في النهاية، اختار بايدن الإعلان عن قراره بالانسحاب من سباق
الانتخابات الرئاسية عبر “رسالة” وعمل على صياغتها مع دونيلون، بينما ركز
ريكيتي على خطوات مثل متى يتم إبلاغ الموظفين وكيفية القيام بذلك ومن يجب
إخطاره أيضا.
ولم يخبر الرئيس بايدن معظم موظفيه إلا قبل دقيقة واحدة من إعلانه، الأحد،
على وسائل التواصل الاجتماعي، الانسحاب من السباق الرئاسي، حسب ما ذكرته
“واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”.
وعلمت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أيدها بايدن، بقراره، الأحد.
ويوم الأحد، اتصل الرئيس بايدن بنائبته هاريس ليخبرها مباشرة بقراره، وتحدث
بشكل فردي مع جيف زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض، وجين أومالي ديلون،
رئيسة حملته.
وقبل دقيقة واحدة من نشر بايدن خطاب انسحابه، أخبر الرئيس العديد من
مستشاريه، بمن فيهم أنيتا دان، التي تدير استراتيجية الاتصالات.
وأجرى زينتس مكالمة هاتفية مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض لتأكيد صحة
الخبر وشكرهم على كل عملهم الشاق، أعقبته مكالمة مماثلة أجراها مع أعضاء
حكومته، الذين لم يكونوا على علم بذلك حتى نشر المنشور على الإنترنت.
وأمضى بايدن جزءا من اليوم في إجراء مكالمات هاتفية مع قادة الكونغرس
والحلفاء الآخرين.
وقرر بايدن إعلان انتهاء ترشحه على منصة “إكس”، لأنه منحه القدرة على
القيام بذلك “على طريقته”، متجنبا المكائد والتسريبات التي ابتليت بها
حملته في الأسابيع الأخيرة، حسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن أشخاص
مطلعين على القرار.
ويوم الأحد، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 بعد أسابيع
على الشكوك التي أحاطت بصحته الجسدية والذهنية، ودعم ترشيح نائبته كامالا
هاريس “لهزيمة ترامب”.
وبذلك ينضم الديمقراطي، البالغ 81 عاما، إلى النادي المحدود للغاية من
الرؤساء الأمريكيين المنتهية ولايتهم الذين سحبوا ترشحهم لولاية ثانية.
لكنه أول من يفعل ذلك في وقت متأخر من الحملة، فضلا عن أنه الوحيد الذي
اضطر إلى الانسحاب بسبب تساؤلات بشأن قدراته الذهنية، وفق وكالة “فرانس
برس”.
وقال بايدن، في رسالة، “أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أنسحب وأن أركّز
فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي”.
وأتبع بايدن رسالته بمنشور على منصة “إكس”، قال فيه “اليوم أريد أن أقدم
دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. لقد حان
الوقت للديمقراطيين للتوحد وهزيمة ترامب”.
دعم هاريس
دعم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، الأحد، ترشيح نائبة الرئيس كامالا
هاريس لمنصب رئيسة الولايات المتّحدة، مُبعداً بذلك من طريقها منافساً
قوياً محتملاً بعد القرار المفاجئ الذي اتّخذه الرئيس جو بايدن قبل ساعات
من ذلك بسحب ترشّحه لولاية ثانية.
وكتب نيوسوم في منشور على منصة إكس: “في الوقت الذي تتعرّض فيه ديمقراطيتنا
للخطر، ومستقبلنا موجود فيه على المحكّ، لا أحد أفضل من نائبة الرئيس
الأمريكي كامالا هاريس للترافع عن القضية ضدّ رؤية دونالد ترامب الظلامية،
ولقيادة بلادنا في اتّجاه أكثر صحة”. وأضاف أنّ هاريس “قوية وعنيدة ولا
تعرف الخوف”.
هاريس، التي كانت سيناتور عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ، رشّحها
بايدن للحلول محلّه بعد قراره التاريخي مساء الأحد سحب ترشّحه لخوض
الانتخابات المقرّرة في نونبر لتولّي الرئاسة لولاية ثانية.
وبانسحاب بايدن من السباق بات تركيز هاريس منصبّاً على نيل ترشيح حزبها
لخوض الانتخابات الرئاسية.
ودعا بعض الديمقراطيين إلى تحويل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، المقرّر
الشهر المقبل، إلى مؤتمر مفتوح أي أن يكون السباق مفتوحاً فيه أمام مرشّحين
متعدّدين للتنافس على الفوز بدعم مندوبي الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
لكن، في مواجهة هذه الدعوة، عبّر عدد آخر من القادة الديمقراطيين عن دعمهم
لهاريس ودعوا للوقوف خلفها ومنحها رسمياً بطاقة الترشيح الحزبية لمنصب
رئيسة الولايات المتحدة.
ومن بين هؤلاء وزير الخارجية الأسبق جون كيري والنائبة اليسارية المتشددة
ألكسندريا أوكازيو كورتيز.
أما الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي يعتبر من أكثر الشخصيات الديمقراطية
نفوذاً في الولايات المتحدة، فاكتفى من جهته، بإبداء ثقته بحزبه لإرساء
“عملية تسمح بظهور مرشح استثنائي” من دون أن يسمّي هاريس.
وحذّر أوباما الديمقراطيين من أنّهم “سيبحرون في منطقة مجهولة في الأيام
المقبلة”.
رد ترامب
اعتبر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الأحد، أن الرئيس الحالي، جو
بايدن، “أسوأ رئيس على الإطلاق في تاريخ بلادنا”، وذلك بعد دقائق من إعلان
الأخير انسحابه من الانتخابات الرئاسية 2024.
وفي مكالمة هاتفية مع شبكة “سي إن إن”، قال ترامب إنه يعتقد أن هزيمة نائبة
الرئيس، كامالا هاريس، ستكون أسهل من هزيمة بايدن، رغم عدم إعلان
الديمقراطيين مرشحهم الجديد بشكل رسمي بعد، علما أن بايدن أعرب عن تأييده
لها للترشح للرئاسة.
ولعدة أشهر، ركز دونالد ترامب وحلفاؤه على المخاوف بشأن صحة الرئيس
المنتهية ولايته والبالغ 81 عاما، وشاركوا مقاطع فيديو لكل تلعثم وخطأ
وتعثر في تصريحاته.
وقال المرشح الجمهوري، على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، بعيد إعلان
الانسحاب “جو بايدن لم يكن مؤهلا لأن يكون مرشحا للرئاسة، وبالتأكيد ليس
مناسبا للخدمة”. لكن على الجمهوري، الذي نجا من محاولة اغتيال، أن يقوم
بتحول استراتيجي.
أبرز ردود الفعل الدولية
روسيا
علّق الكرملين على قرار بايدن بالقول إنه “متنبه” لتطور الوضع في واشنطن.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن “4 أشهر تفصلنا عن
الانتخابات. هذه فترة طويلة يمكن أن يتغير خلالها الكثير. علينا أن نكون
متنبهين وأن نتابع ما سيحدث”.
أوكرانيا
شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي جو بايدن على
“الخطوات الجريئة” التي اتخذها لدعم أوكرانيا، مرحبا بالقرار “الصعب” ولكنه
“قوي” الذي أقدم عليه بسحب ترشحه لولاية ثانية.
وكتب زيلينسكي على منصة “إكس” أن “الوضع الحالي في أوكرانيا وفي كل أنحاء
أوروبا ليس أقل صعوبة، نحن نأمل، مخلصين، من القيادة الأمريكية القوية
والمستمرة أن تمنع الشر الروسي من النجاح”.
إسرائيل
شكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بايدن على “دعمه الثابت لإسرائيل
على مر السنين”. وكتب غالانت -في منشور على منصة “إكس”- أن “دعمكم الثابت،
سيما خلال الحرب، كان لا يقدر بثمن. نحن ممتنون لقيادتكم وصداقتكم”.
بدوره، شكر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ نظيره الأمريكي “على دعمه
الثابت للشعب الإسرائيلي”.
وقال هرتسوغ “باعتباره أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل في زمن حرب..
وباعتباره حليفا حقيقيا للشعب اليهودي، فهو رمز للرابطة التي لا تتزعزع بين
شعبينا”.
ألمانيا
رحب المستشار الألماني، أولاف شولتس، بقرار يستحق الاحترام.
وكتب شولتس على منصة “إكس” “لقد أنجز صديقي جو بايدن الكثير: لبلاده،
ولأوروبا وللعالم”.
بريطانيا
قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه يحترم قرار الرئيس الأمريكي.
وأضاف ستارمر -في منشور على منصة “إكس”- “أعلم أنه كما فعل طوال حياته
المهنية الرائعة، فإنه سيكون قد اتخذ قراره بناء على ما يعتقد أنه الأفضل
للشعب الأمريكي”.
كندا
كتب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على “إكس” “أعرف الرئيس بايدن منذ
سنوات. إنه رجل عظيم، ويسترشد في كل ما يفعل بحبه لبلاده. بصفته رئيسا، فهو
شريك للكنديين وصديق حقيقي”.
أستراليا
أشاد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بـ”قيادة بايدن والتزامه
القيم الديمقراطية والأمن الدولي والازدهار الاقتصادي والعمل المناخي
للأجيال الحالية والمستقبلية”.
بولندا
أشاد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، ببايدن، قائلا إن الرئيس
الديمقراطي جعل “الديمقراطية أقوى”.
وفي منشور على منصة “إكس”، خاطب توسك الرئيس الأمريكي قائلا “لقد اتخذتم
العديد من القرارات الصعبة، بفضلها أصبحت بولندا وأمريكا والعالم أكثر
أمانا وأصبحت الديمقراطية أقوى”.
وأضاف “أعلم أنه كانت لديكم نفس الدوافع عندما أعلنتم قراركم النهائي،
القرار الأصعب على الأرجح في حياتكم”.
حظوظ ترامب
يؤثر انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر على
حملة خصمه الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتبره هدفه الديمقراطي المفضل.
فقد عمل مسؤولو حملة الجمهوريين أخيرا، خلف الكواليس، على أفضل أساليب
مهاجمة المرشح الديمقراطي البديل، نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ومن المتوقع أن تدخل السيناتور السابقة عن ولاية كاليفورنيا البالغة 59
عاما، والتي أصبحت أول امرأة وكذلك أول شخص أسود وآسيوي يتولى منصب نائب
الرئيس، في منافسة مع شخصيات أخرى من الحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح.
وانتقد فريق حملة دونالد ترامب، الأحد، هاريس، بعد أن دعمها بايدن للترشح
عن الحزب الديمقراطي، قائلا إنها ستكون “أسوأ” من الرئيس المنتهية ولايته.
وقالت الحملة في بيان “ستكون هاريس أسوأ بالنسبة لشعبنا من جو بايدن. لقد
كانت هاريس عامل التمكين الرئيسي لجو الفاسد طوال هذا الوقت. إنهما يملكان
سجلات بعضهما البعض، ولا يوجد اختلاف بين الاثنين”.
وقال دونالد ترامب أخيرا “سأترشح وأقوم بحملة، سواء كانت ضده أو ضد أي شخص
آخر”، في إشارة إلى استطلاعات الرأي التي منحته أيضا أفضلية ضد العديد من
الديمقراطيين الآخرين.
وقال جيسون ميلر، أحد أقرب مستشاري المرشح الجمهوري، إن الحملة “لن تتغير
بشكل جوهري”.
وأضاف “سواء كان جو بايدن أو كامالا هاريس أو أي ديمقراطي يساري متطرف آخر،
فإنهم جميعا مسؤولون عن تدمير اقتصادنا وانهيار حدودنا”.
وأظهر الناخبون في استطلاعات الرأي منذ أشهر رغبتهم في أن يمثلهم مرشح أصغر
سنا. وبالتالي فإن اختيار حاكم ديمقراطي شاب، من ولاية رئيسية، يمكن أن
يمثل تهديدا للمرشح الجمهوري الذي سيبلغ 82 عاما في نهاية فترة ولاية ثانية
محتملة.
ومن المحتمل أن يشكل ترشيح كامالا هاريس خطرا أيضا لأنها قد تجتذب المزيد
من الناخبات اللاتي يصوتن تاريخيا أكثر من الرجال ويشكلن نقطة ضعف للحزب
الجمهوري.
ومن شأن ترشيحها أيضا أن يمنح الديمقراطيين فرصة لإعادة تعريف هذه الحملة
الرئاسية، في مؤتمر الحزب في غشت، باعتبارها صراعا بين ثقافتين متناقضتين.
وفي حال حصولها على بطاقة الترشح، ستواجه المدعية العامة السابقة أول رئيس
يُدان في محاكمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وما زال ملاحقا في قضايا
أخرى.
إضافة إلى ذلك، جسّدت كامالا هاريس الدفاع عن حق الإجهاض في إدارة بايدن،
وهو موضوع مثير للجدل تضرر منه الحزب الجمهوري سابقا في صناديق الاقتراع.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن كامالا هاريس ستحقق نتائج أفضل من جو بايدن ضد
دونالد ترامب في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان يمكن أن تحسما
الانتخابات.
لكن نائبة الرئيس تشغل المنصب، مما يعني أن دونالد ترامب سيكون قادرا على
مهاجمتها على نفس سجل جو بايدن، وخاصة في ما يتعلق بمسألة الهجرة.
وتم طرح أسماء العديد من النجوم الصاعدين في الحزب الديمقراطي بدائل
لهاريس، ومن بينهم حكام الولايات جوش شابيرو (بنسلفانيا) وغريتشين ويتمير
(ميشيغان)، وغافين نيوسوم (كاليفورنيا).
الثابت أنه أيا يكن مرشح الحزب الديمقراطي فإنه لن ينجو من هجمات
الملياردير الشرسة.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قرار انسحابه من السباق الرئاسي بشكل
مفاجئ، ليدعم كامالا هاريس مرشحة عن
الحزب الديمقراطي في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب. في حين يستهين هذا
الأخير بإمكانيات هاريس في المنافسة ويطمئن مؤيديه بسهولة الفوز بكرسي
الرئاسة.
وحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، اتصل بايدن هاتفيا، في وقت متأخر من بعد ظهر
السبت، بستيف ريكيتي، مستشار الرئيس، وقال له “أحتاجك أنت ومايك في
المنزل”.
وكان بايدن يتحدث عبر الهاتف من منزله الذي يقضي فيه إجازته في ريهوبوث
بولاية ديلاوير، وكان يشير إلى مايك دونيلون، كبير الاستراتيجيين وكاتب
الخطابات منذ فترة طويلة.
وسرعان ما كان الرجلان في ريهوبوث، ومنذ بعد ظهر السبت وحتى وقت متأخر من
الليل، عمل الثلاثة على واحدة من أهم الرسائل التاريخية لرئاسة بايدن، وهي
الإعلان عن قراره بالانسحاب من حملة إعادة انتخابه.
بعد ذلك، اجتمع زينتس وكبار موظفي الحملة الانتخابية، حتى يتمكن بايدن من
إخبار أولئك الذين عملوا معه بشكل وثيق أنه يتخلى عن حلمه بالترشح لولاية
ثانية.
وحاول بايدن لأسابيع تحويل الانتباه عن “أدائه الفاتر وغير المتماسك” في
بعض الأحيان في المناظرة الشهر الماضي إلى خصمه الجمهوري، دونالد ترامب،
بحسب “نيويورك تايمز”.
ولكن في النهاية، اختار بايدن الإعلان عن قراره بالانسحاب من سباق
الانتخابات الرئاسية عبر “رسالة” وعمل على صياغتها مع دونيلون، بينما ركز
ريكيتي على خطوات مثل متى يتم إبلاغ الموظفين وكيفية القيام بذلك ومن يجب
إخطاره أيضا.
ولم يخبر الرئيس بايدن معظم موظفيه إلا قبل دقيقة واحدة من إعلانه، الأحد،
على وسائل التواصل الاجتماعي، الانسحاب من السباق الرئاسي، حسب ما ذكرته
“واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”.
وعلمت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أيدها بايدن، بقراره، الأحد.
ويوم الأحد، اتصل الرئيس بايدن بنائبته هاريس ليخبرها مباشرة بقراره، وتحدث
بشكل فردي مع جيف زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض، وجين أومالي ديلون،
رئيسة حملته.
وقبل دقيقة واحدة من نشر بايدن خطاب انسحابه، أخبر الرئيس العديد من
مستشاريه، بمن فيهم أنيتا دان، التي تدير استراتيجية الاتصالات.
وأجرى زينتس مكالمة هاتفية مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض لتأكيد صحة
الخبر وشكرهم على كل عملهم الشاق، أعقبته مكالمة مماثلة أجراها مع أعضاء
حكومته، الذين لم يكونوا على علم بذلك حتى نشر المنشور على الإنترنت.
وأمضى بايدن جزءا من اليوم في إجراء مكالمات هاتفية مع قادة الكونغرس
والحلفاء الآخرين.
وقرر بايدن إعلان انتهاء ترشحه على منصة “إكس”، لأنه منحه القدرة على
القيام بذلك “على طريقته”، متجنبا المكائد والتسريبات التي ابتليت بها
حملته في الأسابيع الأخيرة، حسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن أشخاص
مطلعين على القرار.
ويوم الأحد، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 بعد أسابيع
على الشكوك التي أحاطت بصحته الجسدية والذهنية، ودعم ترشيح نائبته كامالا
هاريس “لهزيمة ترامب”.
وبذلك ينضم الديمقراطي، البالغ 81 عاما، إلى النادي المحدود للغاية من
الرؤساء الأمريكيين المنتهية ولايتهم الذين سحبوا ترشحهم لولاية ثانية.
لكنه أول من يفعل ذلك في وقت متأخر من الحملة، فضلا عن أنه الوحيد الذي
اضطر إلى الانسحاب بسبب تساؤلات بشأن قدراته الذهنية، وفق وكالة “فرانس
برس”.
وقال بايدن، في رسالة، “أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أنسحب وأن أركّز
فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي”.
وأتبع بايدن رسالته بمنشور على منصة “إكس”، قال فيه “اليوم أريد أن أقدم
دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. لقد حان
الوقت للديمقراطيين للتوحد وهزيمة ترامب”.
دعم هاريس
دعم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، الأحد، ترشيح نائبة الرئيس كامالا
هاريس لمنصب رئيسة الولايات المتّحدة، مُبعداً بذلك من طريقها منافساً
قوياً محتملاً بعد القرار المفاجئ الذي اتّخذه الرئيس جو بايدن قبل ساعات
من ذلك بسحب ترشّحه لولاية ثانية.
وكتب نيوسوم في منشور على منصة إكس: “في الوقت الذي تتعرّض فيه ديمقراطيتنا
للخطر، ومستقبلنا موجود فيه على المحكّ، لا أحد أفضل من نائبة الرئيس
الأمريكي كامالا هاريس للترافع عن القضية ضدّ رؤية دونالد ترامب الظلامية،
ولقيادة بلادنا في اتّجاه أكثر صحة”. وأضاف أنّ هاريس “قوية وعنيدة ولا
تعرف الخوف”.
هاريس، التي كانت سيناتور عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ، رشّحها
بايدن للحلول محلّه بعد قراره التاريخي مساء الأحد سحب ترشّحه لخوض
الانتخابات المقرّرة في نونبر لتولّي الرئاسة لولاية ثانية.
وبانسحاب بايدن من السباق بات تركيز هاريس منصبّاً على نيل ترشيح حزبها
لخوض الانتخابات الرئاسية.
ودعا بعض الديمقراطيين إلى تحويل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، المقرّر
الشهر المقبل، إلى مؤتمر مفتوح أي أن يكون السباق مفتوحاً فيه أمام مرشّحين
متعدّدين للتنافس على الفوز بدعم مندوبي الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
لكن، في مواجهة هذه الدعوة، عبّر عدد آخر من القادة الديمقراطيين عن دعمهم
لهاريس ودعوا للوقوف خلفها ومنحها رسمياً بطاقة الترشيح الحزبية لمنصب
رئيسة الولايات المتحدة.
ومن بين هؤلاء وزير الخارجية الأسبق جون كيري والنائبة اليسارية المتشددة
ألكسندريا أوكازيو كورتيز.
أما الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي يعتبر من أكثر الشخصيات الديمقراطية
نفوذاً في الولايات المتحدة، فاكتفى من جهته، بإبداء ثقته بحزبه لإرساء
“عملية تسمح بظهور مرشح استثنائي” من دون أن يسمّي هاريس.
وحذّر أوباما الديمقراطيين من أنّهم “سيبحرون في منطقة مجهولة في الأيام
المقبلة”.
رد ترامب
اعتبر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الأحد، أن الرئيس الحالي، جو
بايدن، “أسوأ رئيس على الإطلاق في تاريخ بلادنا”، وذلك بعد دقائق من إعلان
الأخير انسحابه من الانتخابات الرئاسية 2024.
وفي مكالمة هاتفية مع شبكة “سي إن إن”، قال ترامب إنه يعتقد أن هزيمة نائبة
الرئيس، كامالا هاريس، ستكون أسهل من هزيمة بايدن، رغم عدم إعلان
الديمقراطيين مرشحهم الجديد بشكل رسمي بعد، علما أن بايدن أعرب عن تأييده
لها للترشح للرئاسة.
ولعدة أشهر، ركز دونالد ترامب وحلفاؤه على المخاوف بشأن صحة الرئيس
المنتهية ولايته والبالغ 81 عاما، وشاركوا مقاطع فيديو لكل تلعثم وخطأ
وتعثر في تصريحاته.
وقال المرشح الجمهوري، على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، بعيد إعلان
الانسحاب “جو بايدن لم يكن مؤهلا لأن يكون مرشحا للرئاسة، وبالتأكيد ليس
مناسبا للخدمة”. لكن على الجمهوري، الذي نجا من محاولة اغتيال، أن يقوم
بتحول استراتيجي.
أبرز ردود الفعل الدولية
روسيا
علّق الكرملين على قرار بايدن بالقول إنه “متنبه” لتطور الوضع في واشنطن.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن “4 أشهر تفصلنا عن
الانتخابات. هذه فترة طويلة يمكن أن يتغير خلالها الكثير. علينا أن نكون
متنبهين وأن نتابع ما سيحدث”.
أوكرانيا
شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي جو بايدن على
“الخطوات الجريئة” التي اتخذها لدعم أوكرانيا، مرحبا بالقرار “الصعب” ولكنه
“قوي” الذي أقدم عليه بسحب ترشحه لولاية ثانية.
وكتب زيلينسكي على منصة “إكس” أن “الوضع الحالي في أوكرانيا وفي كل أنحاء
أوروبا ليس أقل صعوبة، نحن نأمل، مخلصين، من القيادة الأمريكية القوية
والمستمرة أن تمنع الشر الروسي من النجاح”.
إسرائيل
شكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بايدن على “دعمه الثابت لإسرائيل
على مر السنين”. وكتب غالانت -في منشور على منصة “إكس”- أن “دعمكم الثابت،
سيما خلال الحرب، كان لا يقدر بثمن. نحن ممتنون لقيادتكم وصداقتكم”.
بدوره، شكر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ نظيره الأمريكي “على دعمه
الثابت للشعب الإسرائيلي”.
وقال هرتسوغ “باعتباره أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل في زمن حرب..
وباعتباره حليفا حقيقيا للشعب اليهودي، فهو رمز للرابطة التي لا تتزعزع بين
شعبينا”.
ألمانيا
رحب المستشار الألماني، أولاف شولتس، بقرار يستحق الاحترام.
وكتب شولتس على منصة “إكس” “لقد أنجز صديقي جو بايدن الكثير: لبلاده،
ولأوروبا وللعالم”.
بريطانيا
قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه يحترم قرار الرئيس الأمريكي.
وأضاف ستارمر -في منشور على منصة “إكس”- “أعلم أنه كما فعل طوال حياته
المهنية الرائعة، فإنه سيكون قد اتخذ قراره بناء على ما يعتقد أنه الأفضل
للشعب الأمريكي”.
كندا
كتب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على “إكس” “أعرف الرئيس بايدن منذ
سنوات. إنه رجل عظيم، ويسترشد في كل ما يفعل بحبه لبلاده. بصفته رئيسا، فهو
شريك للكنديين وصديق حقيقي”.
أستراليا
أشاد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بـ”قيادة بايدن والتزامه
القيم الديمقراطية والأمن الدولي والازدهار الاقتصادي والعمل المناخي
للأجيال الحالية والمستقبلية”.
بولندا
أشاد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، ببايدن، قائلا إن الرئيس
الديمقراطي جعل “الديمقراطية أقوى”.
وفي منشور على منصة “إكس”، خاطب توسك الرئيس الأمريكي قائلا “لقد اتخذتم
العديد من القرارات الصعبة، بفضلها أصبحت بولندا وأمريكا والعالم أكثر
أمانا وأصبحت الديمقراطية أقوى”.
وأضاف “أعلم أنه كانت لديكم نفس الدوافع عندما أعلنتم قراركم النهائي،
القرار الأصعب على الأرجح في حياتكم”.
حظوظ ترامب
يؤثر انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر على
حملة خصمه الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتبره هدفه الديمقراطي المفضل.
فقد عمل مسؤولو حملة الجمهوريين أخيرا، خلف الكواليس، على أفضل أساليب
مهاجمة المرشح الديمقراطي البديل، نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ومن المتوقع أن تدخل السيناتور السابقة عن ولاية كاليفورنيا البالغة 59
عاما، والتي أصبحت أول امرأة وكذلك أول شخص أسود وآسيوي يتولى منصب نائب
الرئيس، في منافسة مع شخصيات أخرى من الحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح.
وانتقد فريق حملة دونالد ترامب، الأحد، هاريس، بعد أن دعمها بايدن للترشح
عن الحزب الديمقراطي، قائلا إنها ستكون “أسوأ” من الرئيس المنتهية ولايته.
وقالت الحملة في بيان “ستكون هاريس أسوأ بالنسبة لشعبنا من جو بايدن. لقد
كانت هاريس عامل التمكين الرئيسي لجو الفاسد طوال هذا الوقت. إنهما يملكان
سجلات بعضهما البعض، ولا يوجد اختلاف بين الاثنين”.
وقال دونالد ترامب أخيرا “سأترشح وأقوم بحملة، سواء كانت ضده أو ضد أي شخص
آخر”، في إشارة إلى استطلاعات الرأي التي منحته أيضا أفضلية ضد العديد من
الديمقراطيين الآخرين.
وقال جيسون ميلر، أحد أقرب مستشاري المرشح الجمهوري، إن الحملة “لن تتغير
بشكل جوهري”.
وأضاف “سواء كان جو بايدن أو كامالا هاريس أو أي ديمقراطي يساري متطرف آخر،
فإنهم جميعا مسؤولون عن تدمير اقتصادنا وانهيار حدودنا”.
وأظهر الناخبون في استطلاعات الرأي منذ أشهر رغبتهم في أن يمثلهم مرشح أصغر
سنا. وبالتالي فإن اختيار حاكم ديمقراطي شاب، من ولاية رئيسية، يمكن أن
يمثل تهديدا للمرشح الجمهوري الذي سيبلغ 82 عاما في نهاية فترة ولاية ثانية
محتملة.
ومن المحتمل أن يشكل ترشيح كامالا هاريس خطرا أيضا لأنها قد تجتذب المزيد
من الناخبات اللاتي يصوتن تاريخيا أكثر من الرجال ويشكلن نقطة ضعف للحزب
الجمهوري.
ومن شأن ترشيحها أيضا أن يمنح الديمقراطيين فرصة لإعادة تعريف هذه الحملة
الرئاسية، في مؤتمر الحزب في غشت، باعتبارها صراعا بين ثقافتين متناقضتين.
وفي حال حصولها على بطاقة الترشح، ستواجه المدعية العامة السابقة أول رئيس
يُدان في محاكمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وما زال ملاحقا في قضايا
أخرى.
إضافة إلى ذلك، جسّدت كامالا هاريس الدفاع عن حق الإجهاض في إدارة بايدن،
وهو موضوع مثير للجدل تضرر منه الحزب الجمهوري سابقا في صناديق الاقتراع.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن كامالا هاريس ستحقق نتائج أفضل من جو بايدن ضد
دونالد ترامب في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان يمكن أن تحسما
الانتخابات.
لكن نائبة الرئيس تشغل المنصب، مما يعني أن دونالد ترامب سيكون قادرا على
مهاجمتها على نفس سجل جو بايدن، وخاصة في ما يتعلق بمسألة الهجرة.
وتم طرح أسماء العديد من النجوم الصاعدين في الحزب الديمقراطي بدائل
لهاريس، ومن بينهم حكام الولايات جوش شابيرو (بنسلفانيا) وغريتشين ويتمير
(ميشيغان)، وغافين نيوسوم (كاليفورنيا).
الثابت أنه أيا يكن مرشح الحزب الديمقراطي فإنه لن ينجو من هجمات
الملياردير الشرسة.