خارج التغطية
فجرت طالبة من منكوبي الحوز فضيحة من داخل قسم داخلي بثانوية تحولت إلى مقر للإيواء، بعدما نشرت فيديو للحالة المهترئة للبناية التي تقيم فيها مع زملائها، ما عجل بتدخل وزارة بنموسى للنظر في حقيقة الأمر، قبل أن تعلن الوزارة أن مصالحها ستتخذ إجراءات صارمة وستباشر جملة من الإصلاحات اللازمة لهذا القسم الداخلي بصفة استعجالية.
والسؤال المطروح هل كان على السلطات التعليمية أن تنتظر حتى يتم نشر ذلك الفيديو لمكان يهين كرامة طفلات الحوز لكي يتحرك الوزير وينزل في زيارة عاجلة ويقرر إلغاء عقد شركة الإطعام؟ ألم يكن حريا أن يستبق المسؤولون الفضائح بقرارات قبلية تقيهم وتقينا معهم سوء المنظر ومشاهد تسيء للصورة الطهرانية لذلك التضامن والتلاحم بين المغاربة وملكهم الذي طبع مواجهة زلزال الحوز؟
والحقيقة أن حادثة دار الإيواء تجسد حقيقة لا تحابي أحدًا مفادها أن غياب المسؤولين وعدم الوقوف بأنفسهم على تفاصيل العمليات التي تهم قطاعاتهم له كلفة سياسية ورمزية كبيرة وسيقود حتما للكارثة وسوء التدبير. وللأسف هناك من الوزراء من لم يأخذ الدرس من الأسلوب الملكي في تدبير تفاصيل مواجهة الزلزال، ولم يستفد من النزول الميداني للملك لتفقد الضحايا، ولم يتعلم من كثافة التحركات الملكية التي جعلت الملك محمد السادس، في سابقة من نوعها منذ اعتلائه العرش، يعقد ثلاث جلسات في أقل من عشرة أيام، بينما لدينا وزراء معنيون بعدد من الأوراش المرتبطة بإعادة الإعمار لم يكلفوا أنفسهم إلى اليوم النزول لتتبع ما يدخل في اختصاصاتهم.
وبالفعل فإن ما يبعث على القلق حقا من مستقبل تنفيذ خريطة الطريق الملكية لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال هو هذا الأسلوب المرتخي لبعض المسؤولين واستهتارهم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، بدل الجدية والمواطنة والتتبع عن قرب لكل التفاصيل. فوزيرة السكنى ينبغي أن تتابع تفاصيل الإعمار ووزير التعليم عليه الحضور المنتظم لعمليات إعادة إعمار 500 مدرسة، ووزير التجهيز من واجبه الوقوف على أوراش بناء الطرق وهلم جرا..
لا يمكن أن يظل الوزير مكيفا في مكتبه الفاخر في الوقت الذي يتطلب منه النزول للميدان، وحينما تشتعل نار الكارثة يتحول إلى إطفائي ويرمي بالمسؤولية على مسؤولين إقليميين وشركات لا تتم مراقبتها.