حين اخترقت السياسة «الكان»
زعماء وسياسيون دخلوا على خط الحدث الكروي الأكبر في إفريقيا
ينص الميثاق الأولمبي على فصل الرياضة عن السياسة، بل ودافع عن هذه الفلسفة خلال حقبة الحرب الباردة، ودار نقاش عميق حول مدى تسييس كرة القدم والرياضة عموما واستخدامهما لتحقيق أغراض سياسية. ودعا الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى منع تسرب السياسيين إلى غرف قيادة الشأن الكروي، بل وأصدر قرارات حاسمة تمثلت في تجميد اتحادات كروية محلية بسبب قيادتها من طرف سياسيين.
لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، إذ ظل الهاجس السياسي حاضرا في الاتحادات الكروية وفي الأندية وفي الملاعب. بل إن قرار تنظيم كأس إفريقيا في جنوب إفريقيا سنة 1996 كانت له خلفيات سياسية، حيث توجت بلقبها الأول على حساب المنتخب التونسي، فوقف نيلسون مانديلا مرتديا قميص اللاعب الأبيض نيل توفي قائد منتخب بلاده آنذاك ليسلمه كأس أمم إفريقيا وسط صخب واحتفالات جنونية من عرقي الأمة السود والبيض في تلاحم واضح.
على امتداد تاريخ نهائيات كأس أمم إفريقيا، ظلت السياسة حاضرة بقوة، بدءا بكواليس الترشيح لاستضافتها حيث يلعب القادة والزعماء دورا كبيرا في التأثير على المصوتين، وصولا إلى اختيار المدربين وأحيانا اللاعبين المحترفين. لكن لا أحد من الزعماء يستطيع التحكم في نتائج المباريات الرسمية في النهائيات مهما كانت قوة نفوذه.
الحسن الثاني يختار تشكيلة المنتخب قبيل مواجهة الجزائر
كشف بوجمعة بن خريف، اللاعب الدولي السابق، عن حجم اهتمام الملك الراحل الحسن الثاني بالمنتخب الوطني، وقال إنه تدخل شخصيا لتحديد تشكيلة المنتخب المغربي في مباراة الإياب أمام منتخب الجزائر، وهي مباراة كانت مؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية سنة 1972 بالكاميرون، «تدخل الحسن الثاني لتحديد اللاعبين الذين سيدخلون إلى رقعة الميدان، جاء هذا بعد أن انهزم المنتخب المغربي في مباراة الذهاب أمام المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف لواحد في الجزائر. وهو ما اعتبره الحسن الثاني، حينها، إهانة شخصية له، خصوصا وأن العداء بينه وبين بومدين كان كبيرا إلى حد لا يطاق».
ولعل ما جعل ملك المغرب يتدخل شخصيا أيضا هو أهمية المواجهة، خاصة وأنها كانت حاسمة وخسارتها ستحرم المغرب من أول مشاركة في كأس أمم إفريقيا، لكن الدافع الأكبر هو خطاب وجهه بومدين للاعبين يدعوهم لتأكيد نتيجة الذهاب، رغم أن هزيمة المنتخب المغربي في الجزائر أملتها ظروف خارجة أحيانا عن ضوابط اللعبة.
من جهته، يروي محمد عبد العليم «بنيني»، اللاعب السابق للرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي، لـ «الأخبار»، حكاية تلك المواجهة النارية بين المنتخبين المغربي والجزائري، في إطار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 1972.
«كانت العلاقات بين البلدين متوترة، لذا حرص الرئيس الجزائري هواري بومدين على متابعة مباراة الذهاب في ملعب العناصر بالجزائر، ونزل إلى مستودع الفريق الجزائري لتشجيعه على هزم «المروك»، كما لعب الحكم التونسي دورا كبيرا في رسم الانتصار الجزائري، حين طرد المدافع السليماني مبكرا، انهزمنا بثلاثة أهداف لهدف واحد سجلته مع بداية اللقاء لكننا لعبنا أغلب أطوار المواجهة بنقص عددي، وتم الاعتداء بطريقة همجية على اللاعب الفيلالي الذي جاء من وجدة لمتابعة المباراة من المدرجات».
قبل مباراة الإياب وحين كان اللاعبون متوجهين إلى الملعب الشرفي على متن الحافلة، قرأ المدرب اليوغوسلافي فيدنيك التشكيلة على مسامع الجميع، وختمها بالقول «هذه التشكيلة حددها الملك الحسن الثاني ولا دخل لي فيها»، كان المدرب قد وعد اللاعبين الزهراوي وغاندي بخوض المباراة إلا أن قرار الملك حولهما إلى كرسي البدلاء. لكن الغريب في النزال أن المغرب انتصر بثلاثة أهداف دون رد، سجلها كل من بيتشو وباموس ثم بوجمعة.
يضيف «بينيني»: «فاز منتخب الحسن الثاني على منتخب هواري بومدين وتمكن المغرب من العبور لأول مرة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي نظمت بالكامرون، وكتبت الصحف عنوانا كبيرا «الحسن الثاني يهزم الجزائر». ولأن النصر كان من صنع الملك فقد توصل المدرب فيدنيك بقرار الإقالة بمجرد نهاية المباراة.
الملك يرفض مقترح وزيره القادري ويصر على المشاركة في «كان» نيجيريا
في التاسع من شهر دجنبر سنة 1979، مني المنتخب المغربي لكرة القدم بهزيمة مستفزة أمام المنتخب الجزائري بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، في عقر الدار بالملعب الشرفي وأمام أزيد من ستين ألف متفرج. كان يوما حزينا في تاريخ كرة القدم المغربية، لاسيما في ظل الوضعية السياسية التي عرفتها المنطقة والحرب الباردة بين المغرب والجزائر المساند للبوليساريو ضدا على المغرب في قضية الصحراء المغربية. كانت الحرب على أوجها في الصحراء بين فلول مدعمة من النظام الجزائري والقوات المسلحة الملكية المغربية. وشهدت المباراة إطلاق أهازيج وطنية وترديد الجماهير لأغان تؤكد عودة الصحراء للوطن.
شكل الحسن الثاني خلية أزمة مكونة من مسؤولين سامين، وأمر بإنهاء العمل بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأصدر قرارا شفويا بحلها، وكان على رأسها الكولونيل المهدي بلمجدوب، وبقرار منه تم تعيين لجنة مؤقتة مهمتها تدبير ما تبقى من مباريات المنتخب والدوري المحلي.
دعا الحسن الثاني أعضاء حكومته إلى مجلس وزاري يوم 7 يناير من سنة 1980 لدراسة مشكل كرة القدم بصفة خاصة ومشاكل الرياضة بصفة عامة. وقال عبد العزيز المسيوي في مذكراته إنه من بين الاقتراحات التي رفعت للحسن الثاني خلال تلك الجلسة توقيف الممارسة لمدة سنة وإدماج الفرق في إطار تصفيات تفرز توزيعا جغرافيا جديدا، فكان الرفض القاطع لهذا المقترح من طرف الحسن الثاني، الذي اعتبر موسما أبيض أمرا مستحيلا، على اعتبار أن «كرة القدم هي خبز المغاربة في طبق الهموم اليومية».
في الاجتماع الحكومي حمل وزير الشبيبة والرياضة عبد الحفيظ القادري، مسؤولية الهزيمة للمدرب الفرنسي غي كليزو، المقرب من الحسن الثاني، ونشر بلاغا في جريدة حزبه «العلم» يشير فيه إلى تعيين المدرب المغربي محمد جبران للإشراف على المنتخب المغربي، في خطوة شكلت تحديا للحسن الثاني، الذي دعا الوزير للحضور على عجل إلى قصر مراكش، ليعاين المدرب الجديد للمنتخب المغربي، الفرنسي جيست فونتين.
لم يقل الملك الراحل الحسن الثاني وزيره في الشباب والرياضة عبد الحفيظ القادري، الذي اقترح على الملك توقيف البطولة الوطنية لمدة سنة، بل قال له: «أريد منتخبا جاهزا لتعويض الانكسار، وأنا على يقين أنه سينتقم لنفسه وللمغاربة في كأس إفريقيا التي كانت نيجيريا تستعد لاحتضانها».
في نيجيريا حصلت المفاجأة وتمكن منتخب في طور البناء بقيادة إطارين مغربيين، وهما حميدوش وجبران، من الوصول إلى منصة التتويج والحصول على المرتبة الثالثة إفريقيا، لمنتخب خارج من تحت أنقاض هزيمة مرة.
مصر تقاطع دورة تونس بسبب خلاف بين عبد الناصر وبورقيبة
بعد تتويج غانا بكأس إفريقيا الرابعة عام 1963، على أراضيها، وجهت تونس طلبا للاتحاد الإفريقي من أجل استضافة كأس الأمم الإفريقية 1965، وهو ما تم بالفعل، إذ أعلن الاتحاد الإفريقي إقامة الدورة على الأراضي التونسية. لم تعرف هذه المحطة تغييرات في تنظيم البطولة، لم تختلف عن النسخة السابقة، حيث كان البلد الفائز بآخر نسخة والبلد المستضيف يحظيان بالحضور للنهائيات دون المشاركة في التصفيات.
تأهلت مصر بشكل افتراضي بعد إقصاء كل من المغرب ونيجيريا، لكن مصر ستنسحب بدورها قبل انطلاق الدورة. سجل منتخب مصر غيابه الأول عن المشاركة في هذه نسخة على الرغم من نجاح الفريق في تخطى التصفيات بنجاح على حساب المغرب ونيجيريا إلا أن المنتخب قرر الانسحاب بعد ضغط سياسي من الحكومة المصرية، وذلك لخلافات سياسية مع البلد المنظم تونس. إثر خطاب ألقاه في أريحا الرئيس التونسي بورقيبة ، الذي دعا الدول العربية إلى الاعتراف بإسرائيل.
دعا بورقيبة في خطاب جريء سنة 1965، إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية بين إسرائيل وأهل الديار. واُتهم بورقيبة حينها بالخيانة، وتعالت الأصوات المناهضة له، وشهدت البلدان العربية مظاهرات عارمة تندد بأفكار بورقيبة وموقفه من القضية الفلسطينية، وظهر جمال عبد الناصر في موقع الزعيم العربي ليرد على بورقيبة ويتوعد تونس.
لكن الخلاف بين الزعيمين الذي بدأ بسبب لجوء المعارض التونسي صالح بن يوسف لمصر، ورفض جمال عبد الناصر تسليمه لبورقيبة، سيكبر بعد خطاب بورقيبة في أريحا حول قرار التقسيم الأممي للأراضي الفلسطينية.
وحسب الكاتبة التونسية ليلى ذياب، فإن دورة تونس الكروية قد عاشت تبعات هذا الخلاف السياسي، ليس فقط بانسحاب مصر بل بما كتبه المصريون والناصريون عن هذا الموقف.
الحسن الثاني يضع طبيبا من طاقمه رهن إشارة المنتخب في دورة إثيوبيا
كان الدكتور محمد الطاهري الجوطي، هو أول طبيب مغربي يرافق المنتخب المغربي في رحلة كأس العالم 1970، وسيرافق المنتخب أيضا في نهائيات كأس إفريقيا 1972 بالكاميرون، لكن الفريق الوطني سيغيب عن دورة 1974 في مصر بسبب موقف احتجاجي ضد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وفي هذه السنة سيعين الملك الحسن الثاني الدكتور الجوطي طبيب المنتخب الوطني وزيرا للشباب والرياضة.
اعتاد الملك أن تكون للجانب الطبي أولوية من أولويات رحلات المنتخب المغربي، لم يكن التخصص في الطب الرياضي ظهر في هذا المجال، إلا أن الجوطي كان من أوائل الأطباء ارتباطا بلاعبي كرة القدم سواء على مستوى المنتخب الوطني أو الوداد الرياضي، وبعد اعتزال الجوطي المهنة مع الفريق الوطني أصبح مسيرا داخل الوداد قبل أن يصبح وزيرا للشباب والرياضة. لهذا سيغيب عن دورة كأس إفريقيا 1976 بإثيوبيا. «عينني الملك الحسن الثاني مرافقا لوزرائه، وبعض ضيوفه وكنت أرافقهم في رحلاتهم الخارجية بالخصوص، وبتعليمات ملكية أشرفت على صحة العديد من كبار الشخصيات السياسية في المغرب. حين تأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس أمم إفريقيا في إثيوبيا، لم تكن الإمكانيات المالية تسمح بإجراء معسكرات خارجية، لكن المملكة العربية السعودية تحملت الجزء الأكبر من نفقات سفر البعثة المغربية مقابل خوض مباراتين وديتين في العاصمة الرياض. حين أقلعت البعثة إلى السعودية عبر مصر، دعا الحسن الثاني وزيره في الرياضة الدكتور الطاهري الجوطي، لاجتماع طارئ وطلب منه إرسال طبيب مختص في القلب والشرايين للحاق ببعثة الفريق الوطني في السعودية ومنها إلى إثيوبيا، ووقع الاختيار علي للقيام بهذه المهمة» يقول الدكتور السرايري.
وضعت القرعة المنتخب في مجموعة ستجري مبارياتها في مدينة دير داوة التي كانت تبعد عن العاصمة أديس أبابا بحوالي 700 كيلومتر، وكانت توجد في منطقة جبلية ترتفع عن سطح البحر بكثير، مما يزيد من ضغط الدم، وفي ظرفية سياسية تتميز بحالة طوارئ عسكرية، هذه المدينة التي ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1200 متر تعد مدينة روحية حيث كانت تضم سكانا مسلمين. لذا كانت توقعات الملك في محلها، وتمكن المنتخب المغربي من العودة مظفرا بأول كأس إفريقية.
جمال عبد الناصر يؤسس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ويغضب الحسن الثاني
بغرض توطيد علاقة مصر بالدول الإفريقية، ودور الرياضة في تقارب الشعوب، وباعتباره زعيما قوميا أشرف جمال عبد الناصر على تأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وإقامة أول دورة لكأس الأمم الإفريقية، إذ جرت أول نسخة لها في فبراير 1957 بالخرطوم، بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط هي: مصر، السودان، وإثيوبيا، وفازت بها مصر.
في إرهاصات تكوين الاتحاد الإفريقي للعبة، انعقدت في البرتغال اجتماعات بين ممثلي الرئيس المصري وعلى رأسهم عبد العزيز سالم، محمد لطيف ويوسف محمد، ومن السودان عبد الرحيم شداد، بدوي محمد وعبد الحليم محمد، ووليم فيل الجنوب إفريقي، لتوضع الخطة لإنشاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في فبراير سنة 1957 ويترأسه عبد العزيز سالم. كان عبد الناصر حينها رئيسا شرفيا للنادي الأهلي. لكن الاجتماع أغضب الحسن الثاني الذي اعتبر تحكم الرئيس المصري في تكوين هيئة كروية من صنعه ودون استشارة باقي الدول عملا انفراديا، ما جعل المنتخب المغربي يغيب عن الدورات الأولى في السودان ومصر وغانا.
لم يكن لدى إفريقيا اتحاد قاري يجمع دولها حتى منتصف خمسينات القرن الماضي، وعندما عقد الاجتماع الثالث للاتحاد الدولي لكرة القدم في لشبونة، جاءت فكرة عبد الناصر لعقد اجتماع قاري على هامش مؤتمر «الفيفا» الذي سيزكي قيام اتحاد إفريقي.
القذافي يمنح حقوق بث «كان» ليبيا للدول الإفريقية مع وصلة دعائية للكتاب الأخضر
نزل الزعيم الليبي معمر القذافي بكل ثقله من أجل حصول جماهيريته على شرف استضافة ليبيا بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم عام 1982، خاصة في ظل جفاف رياضي أضعف خلالها العقيد معمر القذافي أنشطة كرة القدم قبل أن تجد البلاد نفسها أمام تحدي تنظيم تظاهرة قارية هامة.
ورغم فترة انقطاع إجباري عن ممارسة النشاط الرياضي بسبب إيقاف القذافي لمسابقات دوري كرة القدم في البلاد لمدة أربع سنوات (1978- 1982)، وما صاحب ذلك من ضعف في التحضيرات، وافق الاتحاد الإفريقي للعبة على منح ليبيا حق استضافة البطولة القارية، وفي ظل غياب منتخب ليبي جاهز لكرة القدم بسبب فترة التوقف الطويلة، وجد القائمون على اللعبة أنفسهم أمام ضغط الوقت والتدخلات السياسية، وبقرار من الزعيم تم تجميع اللاعبين في مصراتة وإخضاعهم لتداريب مكثفة ودعم إيديولوجي.
يقول اللاعب فوزي العيساوي، أحد نجوم المنتخب الليبي المشارك في الدورة، إن أول تجمع للاعبين نظم في مدينة مصراتة بمشاركة 60 لاعبا أغلبهم عناصر مجهولة بسبب عدم وجود مسابقة محلية. «حين اكتملت القائمة بين 25 و 30 لاعبا توجه المنتخب المشكل بسرعة إلى المجر لإقامة معسكر تدريبي استمر لمدة شهرين».
ضد كل التوقعات نجح المنتخب الليبي في الوصول لنهائي البطولة وحاز على الوصافة بعد الخسارة أمام غانا بركلات الترجيح آنذاك.
كان اللاعبون خائفين من ردة فعل القذافي في حالة الإقصاء المبكر، لذا ضاعفوا جهودهم، خاصة وأن الكلمة الافتتاحية للعقيد خففت عنهم أهوال المسابقة، حين قال: «تمنيت ألا يواجه الأفارقة إخوانهم الأفارقة، تمنيت أن أفتتح مباراة نواجه فيها منتخبات إمبريالية».
رغم ذلك كان نظام القذافي يعتبر أن انتصارات المنتخب تساعده في تثبيت دعائم حكمه وإظهار أنه لايزال مسيطرا على مقاليد الأمور في البلاد. لذا لم يتردد في منح حقوق النقل التلفزي مجانا للأفارقة والعرب والمسلمين في العالم، بعد أن دس فيها وصلة إشهارية لكتابه «الكتاب الأخضر».
موريتانيا ترد على اتهامات الجزائر في «كان» الكوت ديفوار
في غمرة الانشغال بدورة الكوت ديفوار، رد الاتحاد الموريتاني لكرة القدم بسرعة على الادعاءات والأخبار التي تداولها الإعلام الجزائري بشأن منتخب موريتانيا، في نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية أطوارها، والتي يدعي من خلالها تمويل المغرب لمعسكر المنتخب الموريتاني وإقامته وتنقله إلى الكوت ديفوار، الأمر الذي اعتبر إساءة مقصودة من قبل المنابر الجزائرية، أو عدم مهنية وإيراد أخبار دون تدقيق وتثبت على أحسن تقدير.
وجاء في البيان الاستنكاري الذي عممه الموريتانيون على الصحافة الإفريقية: «تابعنا في بعض وسائل الإعلام الجزائرية الخاصة أنباء يدعي ناشروها أن دولة خارجية قد تكفلت بنفقات المنتخب الوطني، خلال فترة إعداده وإقامته بـ«الكان»، وأن هذا التكفل شمل الإقامة والنقل الجوي والمستلزمات اللوجستية من ملابس ومعدات مختلفة، إلى غير ذلك. نؤكد للجميع أنه لا صحة إطلاقا لهذه الأخبار، التي تم ترويجها ونشرها، للأسف على نطاق واسع. إن الحكومة الموريتانية والاتحاد الوطني تعتبران تمويل المنتخب الوطني مسألة سيادية غير قابلة للنقاش أو المساومة.
أوضح البيان بأن موريتانيا ترفض تدخل أي جهة، مهما كانت، في تولي أي من نفقات منتخبها، سواء على مستوى إقامة المعسكرات الداخلية أو الخارجية، أو على مستوى اقتناء المعدات واللوازم الفنية المختلفة. داعيا إلى «توخي الحذر تجاه مثل هذا النوع من الأخبار الزائفة التي يسعى مروجوها إلى التشويش على الفريق وعلى تحضيراته لمباراة حاسمة».
وحاولت المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، الرد وقالت إن ما نشر في بعض المواقع زائف، واعتبرته محاولة للتشويش على علاقات الجزائر وموريتانيا.
زعماء أفارقة في قلب المنافسات الكروية القارية
منذ بداية الستينات شهدت كرة القدم الإفريقية اكتساح أندية أو منتخبات دول اكتسبت شهرة وقوة في حينه، من قيادة زعماء سياسيين، ثم غابت هذه الفرق والمنتخبات بغياب هؤلاء الزعماء.
كان الرئيس الجزائري أحمد بن بلة عاشقا للكرة فقد مارسها لاعبا وتابعها مشجعا لفريق مولودية وهران، كما كان معجبا بالظاهرة بيلي حيث دعاه مع منتخب بلاده إلى الجزائر، وهو ما جعل الراحل هواري بومدين يستغل هوس بن بلة الرئيس بالكرة، فينقلب على حكمه في الوقت الذي كان بن بلة في وهران في 18 يونيو 1965 وهو يتابع مباراة من بين نجومها بيلي.
غير موبوتو سيكو كوكو، وهو ثانى رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية من 1965 إلى 1997، اسم الدولة إلى زائير فى 1971 حتى 1997. وكان يسمى أيضا بفهد كينشاسا. ووجه موبوتو اهتمامه إلى كرة القدم وإلى فريقي فيتا كلوب ومازيمبي أو الإنجلبير. وفاز منتخب زائير بكأسي الأمم فى إثيوبيا عام 1968 ومصر 1974. وعقب إحراز اللقب عاد منتخب زائير إلى بلاده على متن الطائرة الرئاسية الخاصة بموبوتو.
أما كوامى نكروما رئيس غانا الذي كانت لديه أفكاره القومية الإفريقية فقد اهتم بكرة القدم باعتبار أن اللعبة من الممكن أن توحد الشعوب الإفريقية، وحسب الكاتب المصري نجيب المستكاوي، فقد تزوج كوامي من سيدة مصرية وأنجب منها ولدا أطلق عليه اسم جمال بحكم صداقته بالرئيس جمال عبد الناصر. يذكر تاريخ اللعبة في القارة أن كوامى نكروما لعب دورا مهما فى منح «الفيفا» مقعدا لإفريقيا في كأس العالم بعد أن كان المقعد تنافسيا بين إفريقيا وآسيا والأوقيانوس.
أحمد سيكوتوري الرئيس الغيني كان مؤيدا ومساندا لحركات التحرر الإفريقية، وعاشقا لكرة القدم، وهو ما دفعه إلى تعزيز مكانة فريق هافيا كوناكرى الفائز باللقب أعوام (1972 و1975 و1977). فى عصر سيكوتوري، تأهلت غينيا إلى دورة المكسيك الأوليمبية 1968، وفي كأس الأمم الإفريقية 1976 وكانت المرة الأولى التى تقام فيها المنافسات بنظام المجموعات ثم الدور النهائي الذي انتهى باحتلال المغرب المركز الأول والتتويج باللقب. وفاز المنتخب الغيني بالمركز الثالث وحصل لاعبه نيوجيليا على لقب الهداف برصيد أربعة أهداف.
خفت الحضور السياسي في ملاعب الكرة الإفريقية، إلى أن اعتلى اللاعب الدولي الليبيري جورج ويا رئاسة الجمهورية، ركز اهتمامه على منتخب بلاده بل كان قصره مليئا باللاعبين والمدربين، وتحول رئيس الاتحاد الليبيري إلى رفيق له.