مع اقتراب الرفع التدريجي للحجر الصحي في البلاد ابتداء من يوم الأربعاء 10 يونيو، سوف نخصص أعداد هذا الشهر لتقديم إرشادات ونصائح لخروج آمن وصحي من الحجر، لتجنب حدوث انتكاسات في الوضعية الوبائية في المغرب.
سوف نتحدث في عدد هذا الأسبوع عن أحد أهم الإجراءات الوقائية المتمثلة في ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي باعتبارهما أحد أهم التغيرات التي ستطرأ على أسلوب حياتنا بعد الخروج من الحجر الصحي.
+++++++++++
الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامة
عن منظمة الصحة العالمية
قبل ارتداء الكمامة، يجب:
-غسل اليدين أولا بالماء والصابون، أو بمطهر كحولي.
-التأكد من عدم وجود أي ثقب بالكمامة.
-تغطية الفم والأنف بالكمامة بطريقة محكمة بحيث لا يكون هناك فراغ بين الوجه والكمامة، مع الحرص على جعل الثنيات أو الجهة الملونة في الجانب الخارجي (حسب الكمامة).
– الضغط شيئا ما على الطرف العلوي للكمامة ليأخذ شكل الأنف، مع جر الجزء السفلي لها لتغطية الفم والذقن وإزاحة الشريط المطاطي أو الرابطين خلف الرأس أو وراء الأذنين (حسب الكمامة).
-تجنب لمس الكمامة أثناء ارتدائها، وفي حالة لمسها يجب غسل اليدين بالماء والصابون، أو بالمطهر الكحولي.
بعد استخدامها:
-نزع الكمامة من رابطيها أو من الشريط المطاطي مع الحرص على عدم لمس مقدمة الكمامة، كما يجب التخلص منها بإلقائها في سلة نفايات محكمة الإغلاق، بمجرد أن تصبح رطبة أو مبللة، وغسل اليدين بعد ذلك بالماء والصابون أو بالمطهر الكحولي.
++++++++++
نافذة
تجنب لمس الكمامة أثناء ارتدائها، وفي حالة لمسها يجب غسل اليدين بالماء والصابون، أو بالمطهر الكحولي.
++++++
كيف يغير ارتداء الكمامة أسلوب حياتنا؟
من الناحية الثقافية، نحن بعيدون كل البعد عن عادات بعض الدول الآسيوية التي يعد ارتداء القناع عادة لا بد منها، من بين أمور أخرى، لحماية الآخرين إذا كنا مرضى. ولكن هنا، في الغرب، علاوة على الطبيعة غير المريحة لهذه الحماية التي يكتشفها الكثيرون، أوالتي يقوم بها البعض الآخر عن طريق الالتزام، أوأحيانا عن طريق «إضفاء الطابع الإنساني» على هذا الالتزام، ففي كل الأحوال، تقلب الكمامات حياتنا رأسا على عقب.
- قطعة لا غنى عنها في حياتنا
في غضون أسابيع قليلة، أجبرنا كوفيد 19، على اكتشاف مصطلحات جديدة أحيانا ذات طابع تقني ولكنها أصبحت ضرورية لحاضرنا ومستقبلنا. لقد أصبحنا جميعا على دراية كبيرة بنوعية الكمامات الطبية، FFP1 ،FFP2، FFP3، وحول البرامج التعليمية لصنع الكمامات من عدة طبقات، من القماش؛ ولكن أيضا حول كيفية غسلها وتجفيفها وكيها حتى تتمكن من إعادة استعمالها بأمان.
إذا كانت بعض الدول الآسيوية حريصة على ارتداء الكمامات، فذلك من أجل تجنب انتقال العدوى وحماية الآخرين ولكن أيضا لأن غالبا ما تكون هذه الدول تعاني من التلوث البيئي، وأن كل شخص يحاول حماية نفسه من الجسيمات الدقيقة جدا في الغلاف الجوي. لذلك فهي لا ترتبط بحالة معينة ولكنها تدخل في الحياة اليومية للجميع ولفترات طويلة.
في الغرب، كان القناع مرتبطا حتى الآن بالمجال الطبي ومع بعض الحرف التجارية سيما في الصناعة الحرفية والأشغال العامة… ثم أتى فيروس كورونا، وغير العديد من معاييرنا، غمرنا في الشك، وعدم اليقين، الخوف أيضا على حياتنا. بعد العديد من الأخبار المضللة، ومحاولات لاكتشاف خطورة هذا الفيروس، أصبح من الواجب ارتداء الكمامات الآن لجميع أنشطتنا الخارجية.
ليس من السهل إدماج مثل هذه القطعة خاصة وأننا نوصي بها حديثا في فترة صعبة ومحاربة عدو غير مرئي وموت محتوم. بالرغم من أن الخطر معتدل إلى حد ما. لذلك يجب علينا في هذا السياق المقلق والمضطرب والمزعزع لاستقرار حياتنا أن نتعلم كيفية التحالف مع قطعة من لا شيء.. لكنها تمثل كل شيء.
تجسد الكمامات الخوف العام من عنف هذا الوباء وحجمه. وتذكرنا أيضا أنها يمكن أن تقدم لنا الحماية إذا وضعناها وإذا احترمنا تدابير الوقاية الأساسية… كما أنها تجعلنا نخاف على حياة أحبائنا، وأقربائنا، وأحيانا نشعر بالحزن على الانفصال عنهم لعدة أسابيع بسبب العزل الصحي.
مقدمو الرعاية، وعمال النظافة، المسعفون، العاملون في المطبخ، أولئك الذين يضمنون السلسلة الغذائية بأكملها، وكذلك عمال النظافة في المستشفيات والعيادات ودور العجزة، وأيضا في مختلف المعاهد الطبية … لعدة أسابيع حتى اليوم، كانوا يتبعون جميع الإجراءات الصارمة اللازمة لحماية أنفسهم والمرضى. كانوا مجبرين على التكيف مع طريقة ووتيرة عملهم.
مع ارتداء كمامات داعمة غير مكيفة دائما، وبلوزات ثقيلة أحيانا، والقفازات، والنظارات عند الضرورة لقد كانوا … هم في قلب الوباء ويدركون تمام الإدراك أن هذه الحماية ضرورية لتجنب المرض. لقد غاب ذلك عن ذهنبعضهم ودفعوا حياتهم ثمنا.
بالنسبة لعامة الناس، كان من الضروري أولاً اكتشاف مسافات الأمان، والعزل الصحي، والمحلول الكحولي، والقفازات أحيانا، وتنظيف اليدين باستمرار، وتجنب ملامسة الوجه، وارتداء الكمامات… هذه الأمور، حتى الآن غير معروفة وقليلة الاستخدام، والتي تحتل مكانة بارزة في حياتنا اليومية. كثيرا ما أورد داروين «رد الفعل -التكيف». نحن بالتأكيد في طور التكيف مع هذا الوضع الاستثنائي غير المسبوق والذي سيدوم قليلا.
- ما تغيره الكمامات في تفاعلاتنا الحالية والمستقبلية
إنها طريقة حياتنا التي تم تغييرها بالكامل بفعل هذا الفيروس الذي يجبرنا على الانتباه إلى كل ما نقوم به في الخارج، وكيف ولماذا. علينا أن نحمي أنفسنا من كوفيد 19، وسرعان ما أصبحت الكمامات جزءا لا يتجزأ من هذه المعركة. بالنسبة لأولئك الذين يعملون، يجب إعادة ابتكار الطريقة التي تعمل بها، والتواصل مع العملاء والزبناء، وحماية نفسك من المخاطر بينما تحمي الآخر الذي تخاف منه أيضا حيث يمكن أن يمر الخطر من خلاله. الآخر، الذي كنا نسعد في كثير من الأحيان لمعرفة من هو في السابق، والذي أصبح الآن حاملا محتملا لفيروس يمكن أن يكون قاتلا. شيء غير علاقتنا مع الآخر، مع الآخرين. شيء مثير للتوتر والقلق، وهو وقت ضروري لمراجعة طريقتنا في الارتباط بالآخرين. والكمامات هي جزء من أسلحتنا لمحاربة الفيروس، بلهي السلاح الرئيسي.
أصبحت الكمامات الشهيرة أبرز «الضرورات» لكل أغراضنا. بالإضافة إلى حقيبة اليد والمفاتيح والهاتف وبطاقة الائتمان الخاصة بنا، أصبحت الكمامةتحل محل أحمر الشفاه وصارتمن أساسيات حياتنا اليومية. وتذكرنا في جميع الأوقات أن الوباء لا يزال موجودا، ولا توجد طريقة للهروب منه بهذه البساطة. إنهاتحرمنا من خفتنا، من ماضينا الخالي من الأعباء، فيما مضى. تجبرنا على التفكير في الخطر، وحماية أنفسنا منه، والحفاظ على علاقات عن بعد. تحد من تعابير وجهنا التي تعتبر مهمة جدا في العلاقات مع الآخرين، فهي تحرمنا من الاتصال المباشر واللمس. إنها تغير الطريقة التي نعبر بها عما يجب أن نقوله، أو نشاركه، تجبرنا على استخدام المزيد من الكلمات لاستبدال ما كان وجهنا يعبر عن نفسه. كما أنها تعزز أولوية النظرة، لما يمكننا مشاركته بمجرد النظر إلى أنفسنا. إنها تغيير لرموز الاتصال، لإعادة ابتكارها مرة أخرى. والأهم من ذلك كله، يمكن أن تنقذ حياتنا.
سيتكيف البعض بسهولة مع هذه القيود الجديدة، وسيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للبعض الآخر. قد يغمر القلق البعض الذي ينبع من تعزيز الكمامة للشعور بضيق في التنفس، والاختناق مما يعزز قلق الموت الذي يوجد فعلا. ربما ترمز هذه الكمامة أيضا إلى هذا الانتقال الضروري بين حياتنا من قبل وحياتنا بعد، بلا شك، مختلفة، وسيكون هذا الانتقال بالنسبة للبعض الأكثر إيلاما، والبعض الآخر أكثر سعادة لأنهم أكثر تركيزا على ما هو أساسي. على أي حال، تبقى الكمامات حاجزنا الأكثر أمانا ضد كوفيد-19 وأفضل سلاح حتى الآن، في انتظار العلاج، لقاح، لكسب هذه الحرب.
+++++++
نافذة
علينا في هذا السياق المقلق والمضطرب والمزعزع لاستقرار حياتنا أن نتعلم كيفية التحالف مع قطعة من لا شيء.. لكنها تمثل كل شيء.
++++++
الحفاظ على مسافة الأمان
قلق من مجتمع بدون اتصال
هل لاحظتم التغييرات التي طرأت على المجتمع العادي؟ خلال خروجنا النادر، تبدو النظرات غامضة، والوجوه قاسية، والتحيات نادرة. لماذا هذا السلوك؟ ومع ذلك لا ينتقل فيروس كورونا عن طريق النظرات، أو من خلال قول «مرحبا» لأحد المارة. قد يبدو هذا التغيير، الذي يظهر فقط في الأحياء الحضرية و «الحساسة»، تافها. لكنها تنذر بتطور دائم.
فايبان مارتين جوشات، أستاذة جامعية في علوم الإعلام والاتصال، جامعة غرونوبل ألب، ونشر هذا المقال في مجلة «ذا كونفيرسايشن»
ووفقًا لهذه المؤلفة التي هي في نفس الوقت عالمة في السلوك الحيواني، والعلوم الإنسانية وعلم الاجتماع، فإن قواعد الأدب لا يجب الاستخفاف بها. وفقا لنوربرت إلياس، بدون هذا العمل على الذات، وضبط النفس، لن تكون الحضارة الغربية على ما هي عليها: مجتمع، حتى وإن كان فيه الناس بعيدون كل البعد عن السلم، فإن الأماكن العامة ما تزال تبدو أكثر سلاما من القرون والمجتمعات الأخرى.
- أهمية طقوس الأدب
إن العمل على الانخراط في الحياة اليومية يشكل طقوسا ملزمة. على حد تعبير -جورج سيميل – يقي الشعور بالعدوان الناتج عن أبسط تواجد جسدي آخر.
«كل إنسان محاط بمجال غير مرئي، يمكن أن يختلف حجمه باختلاف الاتجاهات واختلاف الأشخاص الذين نتوجه إليهم؛ لا يمكن لأحد أن يدخل هذا المجال دون تدمير الشعور الذي يحمله الفرد عن قيمته الشخصية. يبني الشرف محيطا من هذا النوع حول الإنسان. ببراعة كبيرة، يمكن أن تدل اللغة على الإهانة تماما ك «الاقتراب أكثر من اللازم»؛ إن نصف قطر هذا المجال هو الذي يحدد بطريقة ما، الحد الذي لا يمكن لأي شخص أجنبي تجاوزه دون أن يمس بهذا الشرف”.
طقوس الأدب لها دور أساسي: من أجل الحفاظ على المخاطب، إنها مسألة تجنب القلق من التعرض للهجوم، الذي يتضمنه التواجد الجسدي المشترك. استغرق الأمر قرونا من التعليم في جميع المجتمعات لاحتواء هذا الدافع الحيواني خوفا من الآخر مما يؤدي إلى رد فعل بدائي: للنفاذ بجلده.
في مجتمعاتنا المتقدمة، حتى إذا كان لا يزال هناك مكان للسلطة، فإن الفضاء الحضري ليس ساحة للوحوش البرية. ومع ذلك، فإن قواعد فن العيش لا يتم اكتسابها بشكل كلي. بالتالي تذكر المجلات أو وسائل التواصل الاجتماعي لعامة الناس بانتظام بأساسيات فن العيش.
- اضطراب القواعد الاجتماعية
إن الخوف من الإصابة بالعدوى وقاعدة «الحفاظ على المسافة» تعمل على الأسس اللاواعية للنزعة الاجتماعية. يمكن أن يؤدي الجمع بين الاثنين إلى نسيان القواعد التي تعلمناها بسرعة. الخوف من الفيروس الذي يحتم التباعد الجسدي والقانون الذي يبرر هذا السلوك، هل يقلب جميع قواعد السلوك رأسا على عقب في جميع الحالات والمواقف الاجتماعية ولا سيما المهنية؟ هل سيؤدي ذلك إلى اندثار الثقافات، حيث يعد الاتصال الجسدي والقرب المادي علامات على القبول التلقائي واحترام الآخرين؟ هل سنتحول عالميا إلى مجتمع عالي التقنية بدون اتصال مادي ومهده هو آسيا؟
ملاحظة إيجابية في هذا التطور المحتمل: كل المؤلفات التي تبسط الاتصال الجسدي (من نوع فك رموز الإيماءات التي تخونك) سيتم دحضها أخيرا… لم يعد ممكنا فك تشفير الإيماءات خارج السياق، لتحليل السلوكيات غير اللفظية، سيكون من الضروري دراسة كل موقف الذي أصبح فريدا. لتجنب الغرق في الحزن أو في جنون العظمة، سيكون من الضروري اللجوء إلى الإبداع إذا أردنا التعبير عن التعاطف وبناء الثقة والتعاون دون الاتصال الجسدي، وكل ذلك على بعد مسافة متر واحد! سيتطور الاتصال الجسدي، وستصبح العيون أكثر تعبيرًا. وفقا لإيف ميشو، «يتعلق الأمر بإعادة ابتكار العديد من سلوكيات التحضر، بل حتى ثقافتنا في مجملها».
- بدون اتصال جسدي لا وجود لأمان عاطفي
ملاحظات أخرى أكثر قلقا يمكن أن تجعلنا نشعر بالحنين، بل بالحزن العميق. هل ينذر هذا الفيروس بظهور ثقافة اجتماعية بدون جسد، عن بعد، خلف الشاشات؟ ثمنا لمعاناة صامتة في اختفاء الحنان؟
هل يمكن أن نكون سعداء في مجتمع رقمي بالكامل: معا كل في منزله؟
من خلال أعمال جون بولبي، أدركنا أن الاتصال الجسدي الشعائري يخلق أمانا علائقيا أساسيا، وهو حاجة حيوية بغض النظر عن العمر. هذه الحاجة أساسية حتى قبل الحاجة لتناول الطعام أو الشراب. يموت حيوان رضيع أو إنسان إذا حرم من الاتصال الجسدي. الأمن العاطفي الذي يوفره الاتصال الجسدي مع شخصية الارتباط (الأبوي أو الأمومي) هو أساس تطور الحيوانات، بما في ذلك الكائن البشري، الذي يعد ثدييات لمسية مثل الحيوانات الأخرى.
على مر السنين، كان الحفاظ على المسافة عن شخص غريب تشكل عملية التعلم لدى البشر. لذلك من المهم أن نلاحظ أن ممارسات الجسم على أساس الاتصال الجسدي (مثل، بعد الرقصات الشعبية، ما نسميه الآن الرياضة) تم اختراعها في المجتمعات الحديثة من أجل موازنة العنف ضد الجسد من خلال التعاليم الدينية المتزمتة.
لأكثر من قرن، تطورت ممارسات الرعاية ومعرفة الآخرين من خلال الاتصال الجسدي واللمس في سياق الأمن الصحي والتراجع الديني.
في مجتمعاتنا الحديثة ما نسميه النزعة الاجتماعية يمثل بناء حيث يحظى التواجد الجسدي بمكانة مهمة. في بعض المجتمعات، يتطلب الحفاظ على مسافة متر واحد جهدا كبيرا ويسبب اضطرابا صامتا.
- قواعد «قربيات» جديدة
(القربيات: النظريات والدراسات المرتبطة بتعامل الناس مع بعضهم بحسب القرب المكاني بين كل فرد منهم).
تتميز الثقافات بالقواعد التي تحكم المسافات بين الأفراد. أطلق «هول» على هذا البعد: القربيات. اعتمادا على الثقافات، فإن قواعد المسافة ليست هي نفسها. تسمح لنا معرفتهم بفهم ما يحدث في هذه التفاعلات. إن فرض الذات كإعاقة ذاتية للحفاظ على مسافة جسدية من الآخرين يخلق اضطرابا لهذا الصرح الثقافي، تلك الأوركسترا غير المرئية. لم يعد من الممكن تفسير القرب على أنه إيجابي أو سلبي اعتمادا على السياق. المسافة التي يتم فرضها، الشعور بتهديد حريتنا من خلال منع الاقتراب منها سوف يتفاقم.
يتطلب كوفيد 19 والسياسة الحيوية المرتبطة به، التي حددها ميشيل فوكو على أنها القوة التي تمارس على أجساد المواطنين، تتطلب جهدا دائما، من خلال التحكم في تحركاتنا الجسدية، لاحتواء ما يبدو غالبا زخما عفويا للترحيب بالآخرين. عناق، مصافحة، يد على الكتف، القرب المادي في مواقف الحياة اليومية، كل هذا يمكن أن يتحول.
ومع ذلك، فإن الطمأنينة التي يوفرها الاتصال الجسدي في العلاقات ليست سطحية، بل هي في صميم العلاقات الإنسانية. بعد الأزمة، يجب إعادة اختراع ما يسمى بوظيفة إقامة الاتصال، لتدل وتدعم المساعدة المتبادلة والتعاون والثقة والرفاهية والفرح.
كيف ستتم إعادة بناء ترتيب التفاعل في سياق نقص إقامة الاتصال؟ قد تجد الثقافات التي تحدد مسافة مادية بين الأشخاص أنه من الأسهل التكيف. والثقافات التي يقبل فيها الإنسان أن هذه السلوكيات غير اللفظية تنظمها وتتحكم فيها السلطات قد يظهرون صعوبة أقل في دمج هذه التغييرات.
بعيدًا عن مواقف الحياة اليومية، فإن متعة تحريك الجسد من خلال الرياضة والرقص وجميع ممارسات بيئة الجسم الأخرى الخاصة بمجتمعاتنا أمر أساسي ولا يمكننا الاستغناء عنه دون ضرر. إذا تم تعليق كل هذه الأنشطة لفترة طويلة جدا، فقد يتسبب ذلك في معاناة شديدة، حيث نخشى خطر زيادة العنف الجسدي، وخاصة العنف المنزلي، تحت تأثير الإحباط، والشعور بالحرمان العاطفي والانطباع بأن الآخر يرفضنا.
باختصار، نصيحة واحدة، حافظوا على المسافة مع الحفاظ على فن العيش والأخلاق الحسنة!
+++++
نافذة
الطمأنينة التي يوفرها الاتصال الجسدي في العلاقات ليست سطحية، بل هي في صميم العلاقات الإنسانية. بعد الأزمة، يجب إعادة اختراع ما يسمى بوظيفة إقامة الاتصال، لتدل وتدعم المساعدة المتبادلة والتعاون والثقة والرفاهية والفرح.