شوف تشوف

الرأي

حول نهاية العالم وانقراض البشر (4)

بقلم: خالص جلبي

كثر اللغط والكذب والمبالغات والإشاعات، بل وقرب نهاية العالم مع اجتياح فيروس كورونا أكثر من 150 دولة، بل وتحدثت ملكة بريطانيا إلى الأمة وهي المقلة في كلامها، في الوقت نفسه انتشرت موجة هائلة من الكذب والإشاعات من المرجفين في المدينة، ومن هؤلاء كذاب مغربي يحمل اسم القرن الأفريقي ناقلا عن المهدي المنجرةـ والمفكر المغربي يضحك في قبره ـ أن عام 2020 سيكون يوم الزلزلة، وهي الفرية نفسها التي نشرها الكاتب الكذاب نفسه عن الشحرور الشامي، صاحب النظرية الجديدة في فهم القرآن بأداة اللغة، فدشن على لسانه أنه كتب وصيته قبل موته للمحبين والمبغضين، وكانت نسخة مزيفة كما هو الحال في الإشاعات التي تدور في العالم اليوم، وكأنها أمواج البحر موج من فوقه موج من فوقه سحاب، إذا أخرج يده لم يكد يراها.
وهناك من أرسل إلي جازما أن نهاية العالم هي مع دجنبر من عام 2020، وهو يذكرني بجماعة شهود يهوه التي اجتمعت بها في ألمانيا عام 1975 م، حيث قال لي أحدهم إن المسيح في طريقه إلى الظهور في العالم (قارن مع الإمام المختفي في السرداب)، وسيكون ذلك عام 1978م، فإن لم يحدث كفر بالمسيح والصليب! والذي حدث أن المسيح لم يأت، ولم أعرف الرجل حيث انتقلت من مدينة (SELB) في الجنوب الألماني إلى الشمال وبالضبط إلى مدينة أولدنبورغ (OLDENBURG)، وهي مدينة الفيلسوف الوجودي ياسبرز.
ولو استعرضنا هذه الظاهرة في كتاب «فيزياء المستحيل» عند (ميتشيو كاكو)، لقرأنا العديد من الحالات التي زعم أصحابها أن نهاية العالم اقتربت، كما هو الحال في جو الرعب المسيطر على العالم مع كتابة هذه الأسطر في ربيع عام 2020م، أن نهاية العالم اقتربت وأنه مع ماي 2020 سيقفز رقم الإصابات إلى 100 مليون أو يزيد، وسيكون مع يونيو 2020 مليارا من الناس، فإذا كانت نسبة الوفيات 5 بالمائة، فعلينا توقع موت 50 مليونا على وجه الأرض! وهي تذكر بجائحة حدثت قبل 102 سنة عام 1918، ما عرفت بالجريب الإسباني، وهو في الحقيقة أمريكي لأنه بدأ من هناك ومات في أمريكا أكثر ممن مات في الحرب الكونية، حيث جرفت الجائحة 600 ألف ميت إلى المقابر، وكانت الجثث تلقى أمام البيوت وأفضل صنعة كانت الأكفان والتوابيت، وفي بوسطن مات 12 ألف إنسان في شهر واحد. كانت الجثث تجمع من أمام البيوت كما هو الحال في كوريا الشمالية على نحو مختلف، حيث تجمع جثث الموتى جوعا من الحدائق العامة، كما جاء في كتاب الكوري بعنوان «الرفيق القائد العزيز»، الذي هرب وكان يعمل في الآلة الإعلامية في مهمة نشر الكذب عن الكارثة العارمة من الجوع والفقر في كوريا الجنوبية كذا!
أما المحامي رشيد الوهابي من الجديدة في المغرب، فتحدث لي عن كتاب جديد عنوانه «مصير الكون ـ هشام طالب»، يتنبأ فيه صاحبه تحديدا بكارثة عارمة ستصيب الجنس البشري عام 2020م، وهو ينقل هذه المعلومة عن كاتب آخر أجنبي أن جائحة ستضرب الجنس البشري فتأخذ الملايين إلى المقابر، وستكون نهاية العالم! وكان جوابي عليه كيف عرفوا وحددوا هذا الزمن على وجه الدقة؟ ما يثير العديد من الأسئلة أكثر من الدهشة، لأن المعرفة تورث الطمأنينة أو القلق.
أما صديقي الطوط من الجديدة، فقد نقل أن الجائحة وقعت في الصين، حيث كان فريق علمي يدرس الأحافير، وانتهى إلى أن الجنس البشري قبل 150 ألف سنة مات بجائحة عارمة قضت على ثلاثة مليارات من العباد، ومعرفتي عن الجنس البشري أنه لم يصل إلى رقم المليار الأول تعدادا إلا عام 1803م، ثم زاد وبسرعة هائلة مع تحسن الرعاية الصحية فقفز عام 1930م، أي بعد 130 عاما، إلى مليارين، ثم خلال 30 عاما إلى ثلاثة مليارات عام 1960، ثم خلال 15 عاما إلى أربعة مليارات، حسب مؤتمر بودابست، ومع عام 1999 م أصبحنا ستة مليارات من الناس، ونحن حاليا حول الرقم 7,8 مليارات، والتوقعات أن يكون الرقم عام 2037م حوالي 9 مليارات وفي عام 2057 حوالي 10 مليارات، والرقم التقريبي للبشر الذين مروا على البسيطة هو 106 مليارات من أمثالي وأمثالك أيها القارئ العزيز! وسوف يخف العدد وينكسر المخطط السكاني مع نهاية هذ القرن. وهذا أعرفه جيدا من التكاثر في سوريا، الذي كان 7.5 بالمائة لينخفض إلى 5,7 بالمائة. ووالدي أنجب 9 كنت أنا الثاني فيهم، في حين أنني أنجبت خمسة، وبناتي أنجبن اثنين في عمومهن، باستثناء واحدة أنجبت أربعة، وهكذا فالجنس البشري سوف يتراجع في الأعداد.
شاهدي مما توسعت به أمران: الأول خطأ المعلومات التي جاء بها صديقي الطوط من الجديدة، والثاني أن عدد البشر يزداد حاليا بمعدل يفوق ربع مليون كل 24 ساعة، وفي السنة حوالي 81 مليونا من الأنام، وهذا معناه أن جائحة الكورونا لو نهشت قضمة من الجنس البشري بعشرات الملايين؛ فإن الجنس البشري سوف يعوضه في أقل من ستة أشهر. كان ذلك في الكتاب مسطورا، ولسوف يتابع الجنس البشري طريقه بتحد وثقة إلى المستقبل، ويستفيد من درس التاريخ، وهو مبدأ قرآني أن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى