للطيف لحلو سنة 1969 أول مبادرة في التعامل مع عبد الكريم غلاب
ولد الناقد السينمائي المختار آيت عمر سنة 1951. انخرط في حركة الأندية السينمائية منذ سبعينيات القرن الماضي. فأسندت له مهمة كاتب عام للجامعة الوطنية السينمائية بالمغرب، ثم عين رئيساً لها سنة 1983 إلى سنة 1991. كما عمل مديراً مسؤولاً ورئيس تحرير مجلة «دراسات سينمائية» سنة 1985. ثم كاتباً عاماً لجمعية نقاد السينما بالمغرب سابقاً وعضو تحرير مجلة «سينما». وهو اليوم مدير المهرجان السينمائي للفيلم القصير بالقنيطرة. ونظراً لهذه الخبرة الطويلة في حقل السينما، أجرى معه الملحق الثقافي الحوار الآتي. قراءة ممتعة.
حاوره: محمود عبد الغني
س: مرحبا بك سي المختار آيت عمر في الملحق الثقافي لجريدة “الأخبار”. في البداية نريد، من خلال تجربتك في العمل والنقد في حقل السينما، أن تقدم لنا نظرة عن السينما والأدب.
ج: الفن السابع، أو السينما هو الفن الذي استطاع أن يهيمن في القرن العشرين ليصبح الأكثر جماهيرية، إذ استطاعت السينما أن تستوعب كل الأشكال التعبيرية السابقة لها من مسرح وموسيقى ورقص وتشكيل وغيرها، وارتبطت بشكل خاص بالأدب عموما والأعمال الروائية، وخصوصا بعد انتقالها من سينما صامتة إلى سينما ناطقة في الثلاتينيات من القرن الماضي. هذه المرحلة المفصلية فى تاريخ السينما دفعت الإنتاج السينمائي إلى البحث عن معين لا ينضب وهو الأعمال الأدبية.
وذلك بالانتقال من النص المكتوب (سرد روائي) إلى نص مرئي (لغة بصرية)، بما يحمله النص المكتوب من خيالات ومجازات واستعارات لغوية وتحويلها إلى مشاعر وأحاسيس مرئية عن طريق الصورة / اللقطة / زاوية التصوير / حركة الكاميرا / وأداء الممثل، وبذلك خلقت السينما لغتها الخاصة. واستيعاب هذه اللغة والتحكم فيها هو ما يؤثر على مدى نجاح أو فشل الانتقال من المكتوب إلى المرئي ويحكم على عملية الاقتباس بالقوة أو الفشل.
س: وماذا عن العلاقة بين السينما والرواية؟
ج: العلاقة بين السينما والأدب عموما والرواية بشكل خاص، من بين القضايا التي شغلت المهتمين بالشأن السينمائي فى المغرب منذ أواخر الستينات. فمع بداية الإنتاجات السينمائية الأولى، تمثلت أول مبادرة في التعامل مع الكاتب عبد الكريم غلاب سنة 1969 فى فيلم “شمس الربيع” للمخرج لطيف لحلو. غير أن هذه المبادرة لم تستمر ولم تجد لها الصدى الإيجابي بين السينمائيين والكتاب المغاربة. من جهة، لأن المخرجين السينمائيين لم يتمكنوا من ربط جسور التواصل مع الأدباء المغاربة والأدب المغربي المكتوب بالعربية. كما أن ظروف الإنتاج السينمائي فى بداياته أعطت الغلبة للمخرج باعتباره منتجا وكاتب سيناريو ومساهما في المونتاج وغيره من العمليات الأخرى. كما أن أغلب المخرجين الأوائل كانوا من خريجي المدرسة الفرنسية وبعضهم من أوروبا الشرقية، فكان هناك نوع من التباعد مع الأعمال الروائية المغربية، وخصوصا المكتوبة بالعربية، على الرغم من قلتها في تلك المرحلة الزمنية، ومن ثم نشأت هذه العلاقة المضطربة منذ البداية.
تجدر الاشارة إلى أن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية سبق لها أن طرحت هذا الموضوع / الإشكال في ملتقى دراسي حول السينما المغربية نظم بمعهد البريد بالرباط في مارس 1983، وأثناء النقاش فوجئنا بالمخرج محمد التازي (بن عبد الواحد) وهو يحمل معه بعض الأعمال الروائية المغربية ليجيب عن هذا الإشكال مؤكداً استحالة نقل هذه الأعمال الى السينما. حينها لم تكن الفيلموغرافيا المغربية من الأفلام
الطويلة قد تجاوزت الأربعين فيلما، بينها عمل واحد هو فيلم «حلاق درب الفقراء»، «الذي تعامل فيه المخرج محمد الركاب مع مسرحية بالعنوان نفسه ليوسف فاضل». وفى هذه السنة كان المخرج إدريس المريني بصدد إنجاز فيلم «بامو» عن قصة للكاتب أحمد زياد. وفى سنة 1984 سينجز الطيب الصديقي فيلم «الزفت» عن مسرحية له بعنوان «سيدي ياسين في الطريق». وفى سنة 1988 سيتعامل المخرج مومن السميحي في فيلم «قفطان الحب» مع عمل أدبي للكاتب الأمريكي بول بولز ومحمد المرابط. كما سيتعامل المخرج حميد بناني سنة 1991 فى فيلم «صلاة الغائب» مع رواية الكاتب الطاهر بنجلون.
س: وما الوضع الآن في الألفية الثالثة، مع فترة دعم الإنتاج السينمائي؟ اذكر لنا النصوص والتواريخ.
ج: العلاقة بين الفيلم المغربي والأعمال الروائية لم تتوقف، وكانت هناك محاولات متعددة وخصوصاً فى الألفية الثالثة مع التطورات التي حصلت في دعم الإنتاج السينمائي. ونورد هنا أهم الأعمال التي حققت – ولو بنسب متفاوتة – إضافات للفيلم المغربي في جانبه التقني والجمالي.
– نذكر فيلم «عطش» سنة 2000 للمخرج سعد الشرايبي الذى عاد فيه إلى فترة غاية في الحساسية وهي فترة المقاومة ضد المستعمر، انطلاقاً من عمل بالفرنسية غير معروف لموحى بلعايد.
في سنة 2002 تقتبس المخرجة فريدة بليزيد فيلمها «الدار البيضاء يا الدارالبيضاء»، عن رواية بالفرنسية للكاتب رضى المريني بعنوان «جبابرة الدار البيضاء». وفى هذا الفيلم تقتحم المخرجة بل تتجرأ على منطقة حالكة من التاريخ المعاصر.
في سنة 2003 يتعامل المخرج محمد عبد الرحمن التازي مع رواية «جارات أبي موسى» للكاتب أحمد التوفيق.
فى سنة 2004 يشتغل المخرج حسن بنجلون على رواية «الغرفة السوداء» لجواد مديدش، مقتحماً زمن سنوات الرصاص في فيلم «درب مولاي الشريف». في سنة 2009 يعمل الأخوان سهيل وعماد نوري على اقتباس فيلمهما المشترك من الأدب الروسي من نص قصصي لديستويفسكي بعنوان «قلب رقيق».
سنة 2010 يشتغل المخرج عبد الحي العراقي على رواية بالفرنسية بعنوان «مقاطع مختارة.. غراميات متعلم جزار» للكاتب محمد نيد علي – سنة 2012 المخرج نبيل عيوش يقتبس فيلم «يا خيل الله» من رواية بالفرنسية بعنوان «نجوم سيدي مومن» لماحي بينبين.
في سنة 2013 المخرج حميد الزوغي يتعامل مع رواية «بولنوار» للكاتب عثمان أشقرا. والمخرج الجيلالي فرحاتي يتفاعل مع رواية «سرير الأسرار» للبشير الدمون».
فى سنة 2019 فيلم «دقات القدر» للمخرج محمد اليونسي، مقتبس من روايته «السمفونية الخامسة»، ثم فيلم «سنة عند الفرنسيين» من إخراج عبد الفتاح الروم وهو مقتبس من رواية بالعنوان نفسه للكاتب فؤاد العروي.
س: وماذا عن النقد السينمائي، هل واكب هذه الدينامية السينمائية الجديدة؟
ج: لقد واكب النقد السينمائي بالمغرب مسيرة الفيلم المغربي منذ البدايات الأولى، سواء كان نقداً شفوياً في النقاشات الأسبوعية التي كانت الأندية السينمائية تنظمها بعد كل عرض. وانتقل هذا النقاش إلى الصفحات السينمائية بمختلف الجرائد المغربية / العلم لوبنيون / المحرر / الميثاق / البيان / أنوال. وبشكل خاص في مرحلة الثمانينات والتسعينات. حتى أن البعض كان يتحدث عن فائض في النقد بالقياس للإنتاج السينمائي، إذ كان الإنتاج حينها لا يتجاور فيلماً أو فيلمين في السنة، مابين 1958 و199، لم تتجاوز الفيلموغرافيا المغربية 70 فيلماً.
بالنسبة للمجلات السينمائية المتخصصة، يمكن الرجوع إلى سنة 1970 وهي السنة التي ظهرت فيها مجلة «سينما 3» بالفرنسية وأدارها المرحوم نور الدين الصايل وصدرت منها أربعة أعداد. كما أن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية أصدرت ما بين سنة 1985 و1991 مجلة «دراسات سينمائية» (وكنت حينها المدير المسؤول ورئيس التحرير )، وهي مجلة دورية صدر منها 13 عدداً. وكانت تطبع في أعدادها الأولى 5000 نسخة من كل عدد. وتلتها في مرحلة لاحقة مجلة «سينما» من إصدار جمعية نقاد السينما بالمغرب، وذلك في الفترة ما بين سنة 2006 و2009، وهي دورية صدر منها 11عددا، نذكر أيضا مجلة «سينيماك المغرب» (مجلة السينما والفنون البصرية) وصدر منها 15 عدداً مابين 2007 و2012 وهي تجارب حاولت الصمود والبقاء لمرحلة معينة، غير أن تجربة المجلات المتخصصة في مختلف الفنون غالباً ما تعترضها عوائق ومطبات في الطريق. هذا دون أن ننسى التذكير بمجموعة من الإصدارات الخاصة حول مخرجين سينمائيين، أو حول قضايا بعينها تصدرها التظاهرات والمهرجانات السينمائية الموزعة على مختلف المدن المغربية.
الكتابة حول السينما عموما والفيلم المغربي بشكل خاص لم تتوقف، بل هناك مواكبة دائمة إن من طرف العديد من النقاد تبعا لما يحققه الفيلم المغربي من تواجد في المهرجانات العالمية المختلفة، وما يحصل عليه من جوائز، سواء كان فيلماً روائياً طويلاً أو وثائقياً أو فيلماً قصيراً.
س: لكننا نلاحظ، إلى حد ما، تراجع الأنشطة السينمائية مقارنة مع العقود الفارطة.
السينما كممارسة جمعوية وكفعل ثقافي، تراجع حضورها بالمقارنة مع سنوات السبعينات والثمانينات التي عرفت حضوراً قويا للأندية السينمائية وانتشارها في أكثر من أربعين مدينة في مختلف أرجاء المغرب، إذ وصل عددها حوالي 60 نادياً سينمائياً. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأندية تجاوز عدد المنتسبين إليها ألف منخرط، مثل النادي السينمائي بالرباط أو نادي الشاشة بمكناس.
س: لماذا، في نظرك، هذا التراجع؟
ج: أعتقد أنه من الطبيعي أن يتراجع صوت الأندية ويخفت، كما قلت، لأن التحولات التي عرفتها الوسائط المختلفة للتواصل، وخصوصاً مع بداية الألفية الثالثة، جعلت الصورة والمادة الفيلمية فى متناول الجميع. ومع ذلك استطاعت بعض الأندية أن تحافظ على استمراريتها وأن تجدد من أساليب عملها. فلا زالت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية حية تنظم مجموعة من التظاهرات والمهرجانات السينمائية وإليها يرجع الفضل في الحفاظ على الفرجة الثقافية ومناقشة الأفلام وتنظيم الورشات في مختلف المهن السينمائية.
بعض السطور ادا سمح لنا المنبر شكرا سطور بلغة الحب لسينما سطور تحت ظل هد ا الحوار الفني السينمائي أدا سألت الناس جميعا على اختلاف ألوانهم وجنسياتهم عن السينما فسوف تسمع أجوبة متنوعة متشابهة وغير متشابهة ومخطئ من اعتبر ان السينما عاشت زمانها وقد انتهى لا السينما لاتشيب ولو شاب الزمان وأقولها بأعلى صوت السينما دكية تحسن لاختيار وتقول كلمتها أدا سمح لها بدالك فمن دكاءها أنها أقامت علاقات مع المتميز من الفنون بين
قوسين وعلى سبيل المثال فقط علاقة السينما باالشعر ليست جديدة قديمة وله وجود في بعض صورها وكدالك المنافس له التشكيل ومع الرواية في بعض صورها عاطفية وتاريخية وبوليسية ونفس الشيء مع القصة الكلمة لم تنتهي لازالت طويلة فاالحرف يجر للدي بجانبه وهكدا بالاخص ادا كان فن السينما