مراد العشابي
هل كنت تتصور أن يأتي عليك حين من الدهر تدفع فيه ثمنا مقابل أن تحظى بصداقة أحد المشاهير ويهنئك بمناسباتك السعيدة بعبارات الحب والإطراء..؟
في زمن اختلت فيه الموازين وانهارت بورصة القيم تستطيع شراء تهنئة عيد ميلادك أو نجاحك أو زواجك أو أي مناسبة خطرت على بالك وتريد أن تحتفل بها.
فكيف تتحول هذه التهنئات التي تحمل أسمى معاني الحب والإنسانية، إلى قيمة فارغة تنبني على البيع والشراء؟ ومن سمح بتعليبها في قوالب تجارية رخيصة تضع الفنان في موقف محرج تحط من كرامته؟
أصل الحكاية
بدأت الحكاية بالضجة التي أثارها الفنان المصري محمد رمضان عقب نشره مقطع فيديو لنجم مسلسل «لا كازا دي بابل» الإسباني الشهير «إيريكي ارسي» الذي أدى دور «أرتور رومان» في المسلسل، المقطع يتضمن تهنئة للفنان المصري بعيد ميلاده الـ 32، حيث قال فيه «إيركي ارسي» : «محمد رمضان أعرف أنك تعرفني، وأدري كذلك أنك تكرهني من «لا كازا دي بابل» واعلم أنك ممثل في العالم العربي لذلك أهنئك بعيد ميلادك وأتمنى أن أقابلك يوما وأن أعمل معك، ورد رمضان قائلا: «رسالة جميلة من الممثل Enrique Arce الذي لعب دور Arturo Román في المسلسل العالمي #lacasadepape»، شكرا أخي».
آثار الفيديو جدلا واسعا حول المقابل المادي الذي دفعه محمد رمضان للنجم الإسباني خصوصا أن الجمهور انتبه إلى اسم الموقع الذي ظهر بجانب الفيديو الذي نشره رمضان، وهو موقع مخصص للتهنئات مدفوعة الأجر.
ليدخل ريدوان على الخط، ويحاول تبرئة الفنان محمد رمضان من تهمة شراء تهنئة عيد ميلاده من الفنان الإسباني «اريكي ارسي»، في حديث له مع «موقع Et بالعربي»، حيث قال إن الفيديو غير مدفوع وأن النجم المعروف بشخصية «أرتورو رومان» يعد صديقاً مقرباً منه، وأنه هو الذي حدثه عن محمد رمضان وطلب منه تسجيل ذلك المقطع، وأنها كانت بالفعل هدية من النجم الاسباني لمحمد رمضان بمناسبة عيد ميلاده.
مشاهير مغاربة يبيعون «الديدكاس» بالدولار
يبدو أن بعض الفنانين والمشاهير المغاربة قد عثروا على منصة أخرى يعرضون من خلالها خدمة تختلف عن رسالتهم الابداعية والفنية التي يحملونها بين جوانحهم وشرعوا في عرض خدمة تجارية عبر موقع «ستارزلي» يبيعون من خلاله إهداءاتهم لمعجبيهم بأجر يتحدد حسب شهرة وقيمة الفنان:
فتهنئة ريدوان نفسه تساوي حوالي 99 دولارا أمريكيا، وتهنئة الفنان أمينوكس، مقابل 79 دولارا أمريكيا، أما تهنئة المدونة المغربية المختصة في ميدان الجمال دينا أقصبي تساوي حوالي 49 دولارا أمريكيا.
وأكد المنتج ريدوان، أن تطبيق «starzly» الذي أطلقه، يعتبر أول منصة عربية تضم مشاهير من العالم العربي، يقدمون إهداءات مدفوعة الأجر لجمهورهم.
كما كشف أن التطبيق سيمكن الجمهور من التواصل وبطريقة ملموسة مع مجموعة من المشاهير في مختلف المجالات عبر تقنية «الزووم».
سخرية عارمة وانتقادات بالجملة لـ «ريدوان»
تعرض نادر خياط وفريقه لسخرية عارمة وانتقادات كبيرة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا ذلك تنقيصا من قيمة الفنان واستغلال حب الجمهور له وجعلها عملية يحكمها المال، حيث علق أحدهم قائلا: «لهاذ الدرجة فسدت بضاعتكم وفشلتم في بيع إبداعاتكم الفنية ولجأتم إلى بيع تهاني ومعايدات بئيسة للجمهور، قدموا أعمالا خالدة وإبداعات لجني المال وأما عرض «ديديكاسات» فارغة المحتوى للبيع فلن تجدوا المشتري»، واضافت اخرى: «قمة البأس والافلاس الفني والمادي ان تعرض بيع تهاني واهداءات مقابل المال للجمهور».
هذه الانتقادات والهجوم الفيسبوكي الذي تعرض له ريدوان جعله يستنجد بعدة مواقع مغربية ليرد على الاتهامات الموجهة له بـ «استغلال الفنان المغربي وبيع كرامته وصورته»، حيث عاد محاولا إصلاح ما يمكن إصلاحه، قائلا إن «أجور الفنانين المنخرطين في التطبيق، ستخصص لدعم إحدى الجمعيات الخيرية» على حد تعبيره، ومضيفا أن سعر التهنئة يختلف من فنان لآخر.
اتهامات لفاتي جمالي بشراء معايدة بطل فيلم «365 يوما»
مباشرة بعد أن نشرت الفنانة فاتي جمالي شريط فيديو يظهر فيه الفنان الايطالي «ميشيل موروني» بطل فيلم «365 يوما» لتهنئة خاصة بها على أساس أنها صديقة له وزميلة له في الفن وعلى معرفة بها، تعرضت صاحبة أغنية «غلطة كبيرة» لسخرية عارمة وانتقادات لاذعة من طرف متتبعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشرها هذا شريط الفيديو على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» عبر خاصية «ستوري»، حيث اتهمها كثيرون بشراء الفيديو من المواقع المخصصة لذلك بمبلغ مالي مهم، عبر موقع “Starzly”، المتخصص في بيع تهاني ومعايدات النجوم العالميين للمعجبين، واتهم البعض فاتي بالكذب على الجمهور حيث علق أحدهم قائلا: «بالمال يمكن شراء حتى المعايدات، فهل فاتي تحاول أن تقنعنا أن هذا الممثل يتابع أغاني فاتي ويعرف أخبارها لكي يقوم بمعايدتها»، فيما أضاف آخر: «هذا موقع معروف ديال المشاهير ترسل له الفلوس ويرسل لك الرسالة التي تريد صوتا وصورة وتختار النجم الذي تريد بأثمنة مرتفعة طبعا… ».
ولم ترد فاتي جمالي على هذه الاتهامات والانتقادات وتركت العاصفة تمر، استعدادا لطرح أغنيتها الجديدة «عفوا» التي تستعد لإ صدارها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبهذا تكون سلطة الدولار قد انتصرت، فأنزلت المشاهير من أبراجهم العالية ورمتهم بين يدي الباحثين عن حلم صداقة المشاهير ولسان حالهم يقول «شبيك لبيك عطيني الفلوس أنا بين إيديك».