الأخبار
علمت «الأخبار»، من مصادرها المطلعة، أن حملات أمنية مكثفة شنتها مصالح الدرك الملكي بعين العودة، خلال الأسبوع الماضي، أسقطت حوالي 85 شخصا من الجانحين والمبحوث عنهم محليا ووطنيا في قضايا إجرامية مرتبطة بالسرقات واعتراض سبيل المارة وترويج المخدرات والخمور المهربة ومسكر ماء الحياة والأقراص المهلوسة، فضلا عن أشخاص محسوبين على شبكات إجرامية متخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية، ومداهمة الضيعات الفلاحية ليلا من أجل سرقة المواشي.
وأفادت مصادر «الأخبار» بأن الحملات الأمنية المكثفة التي باشرتها فرق مدربة تنتمي لسريات تمارة والصخيرات وعين العودة، منذ بداية الأسبوع الماضي، تحت إشراف مباشر للكولونيل ماجور حسن غلو، القائد الجهوي للدرك بجهة الرباط سلا تمارة، تواصلت، نهاية الأسبوع، بحملات ميدانية أنجزتها مصالح الدرك بسرية عين العودة والمراكز الترابية التابعة لها، حيث نجحت، أول أمس الأحد، في اعتقال جانح من ذوي السوابق موضوع 14 مذكرة بحث على الصعيد الوطني تتعلق بترويج المخدرات والخمور المهربة، كما نجحت عناصر الدرك الملكي في إيقاف شخص مبحوث عنه يتزعم عصابة إجرامية متخصصة في السطو على الأسلاك الهاتفية والنحاسية التابعة لشركات الاتصالات، وكذا المكتب الوطني للكهرباء، وقد تم وضعهما رهن الحراسة النظرية من أجل البحث في انتظار عرضهما، صباح اليوم الثلاثاء، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.
وتضيف مصادر «الأخبار» أن الحملات الأمنية التي تزامنت مع انطلاق «مواسم التبوريدة» بالعديد من مناطق زعير التابعة لدائرة عين العودة، خاصة بالمنزه وسيدي يحيى زعير وأم عزة، مكنت عناصر الدرك من إيقاف العديد من الجناة في وضعية تلبس باقتراف السرقات وترويج المخدرات، ما ساهم في خلق ارتياح كبير وسط ساكنة عين العودة التي عانت، خلال السنتين الأخيرتين، من تنامي الإجرام، في ظل محدودية الموارد البشرية والضغوطات الديموغرافية بالمنطقة المترتبة عن برامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بالرباط وتمارة بتراب جماعة عين العودة، دون مراعاة لإمكاناتها الأمنية وهشاشتها البنيوية على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.
وأكدت مصادر جد مطلعة أن القيادة الجهوية للدرك بالرباط فطنت للإكراهات الأمنية التي تعيشها السرايا والمراكز الترابية التابعة لها بكل من الصخيرات وتمارة وسلا وعين العودة، تزامنا مع حلول فترة الصيف وانطلاق الحفلات و«المواسم» التقليدية، ما دفعها إلى تنظيم حملات أمنية واسعة النطاق بمشاركة كومندو مكون من عناصر الدرك المنتمية لكل السرايا والمراكز الترابية بالجهة، ضمانا للنجاعة والفعالية في التدخلات الأمنية، والإطاحة بأكبر عدد من المتهمين والمبحوث عنهم، وكانت الانطلاقة من سرية سلا والعيايدة التي باتت نقطة أمنية سوداء، متناغمة مع الانفلاتات الأمنية التي تعيشها أحياء سلا الواقعة تحت نفوذ الأمن الوطني، والتي عصفت قبل أسبوعين بكل المسؤولين الأمنيين بها.
وينتظر، حسب مصادر «الأخبار»، أن تنتقل دوريات الدرك المشتركة إلى نفوذ سرية تمارة، خاصة بعين عتيق ومرس الخير والشريط الساحلي الهرهورة ومركز تمارة الشاطئ تحديدا، الذي سجلت به ممارسات إجرامية خطيرة في الآونة الأخيرة، أهمها السرقات واعتراض سبيل المارة باستعمال الأسلحة والكلاب الشرسة، فضلا عن عمليات سطو وسرقة استهدفت فيلات راقية بحي ابن خلدون عجزت عناصر الدرك لحد الساعة عن إيقاف الجاني رغم تحديد هويته، كما يرتقب أن تنتقل الدوريات الأمنية نفسها إلى سرية الصخيرات التي تشهد هي الأخرى إكراهات أمنية خطيرة مماثلة لوضعية عين العودة، بالنظر للإنزالات البشرية القياسية التي استقبلتها في ظرف وجيز، في إطار تنزيل برامج إعادة الإسكان، مقابل محدودية العناصر الأمنية الموكول لها تأمين سلامة وأمن ساكنة تضاعفت ثلاث مرات في ظرف سنتين.