جلّ المغاربة دافعوا على الدولي المغربي، عبد الرزاق حمد الله، قُبيل انطلاق كأس العالم قطر 2022، من أجل المناداة عليه لتعزيز صفوف المنتخب الوطني ورفع “الحظر” عنه، الذي دام لحوالي ثلاث سنوات بعد مغادرته معسكر المنتخب في مراكش قبيل “كان” 2019، خاصة مع المتغيرات التي عرفها “أسود الأطلس” برحيل “وحيد خاليلوزيتش” والتعاقد مع وليد الركراكي.
ولأن “النية” هي شعار المرحلة للمدرب الركراكي مع المنتخب، فقد بادر للتواصل مع نجم نادي الاتحاد السعودي عبد الرزاق حمد الله، كما فعل مع عدة لاعبين آخرين، مباشرة بعد تعيينه ناخبا وطنيا، ووضع اسمه في القائمة الموسعة للمنتخب الوطني التي ضمّت 55 لاعبا.
ورغم عدم المناداة عليه لوديتي إسبانيا أمام كل من الشيلي والباراغواي، “فاجأ” الركراكي الجميع وهو “يرضخ” للضغط الجماهيري الممارس عليه، شئنا أو أبينا، وقام باستدعاء حمد الله للقائمة النهائية للمنتخب الوطني المشارك في مونديال قطر، بعد “صفقة” كان من بين أبرز بنودها تقديم المحترف بنادي الاتحاد السعودي اعتذارا على الملأ، وهو ما تم على عجل، من خلال الخرجة الإعلامية تحت الطلب للدولي المغربي حمد الله على قناة “إم بي سي أكشن” من دبي، حيث كان يخوض معسكرا رفقة ناديه الاتحاد بعد توقف الدوري السعودي.
استدعاء كان على حساب كل من ريان مايي وأيوب الكعبي، اللذان شاركا في جل المباريات الإقصائية للمنتخب الوطني المؤهلة لكأس العالم 2022، رفقة “خاليلوزيتش”، رغم ما قدّماه من مجهود خلال جل المباريات.
ومع الإعلان عن انطلاق المونديال، وتدشين “أسود الأطلس” مشاركتهم المونديالية السادسة بمواجهة منتخب كرواتيا عن المجموعة السادسة، انتظرنا اللمسة السحرية الإضافية من المهاجم عبد الرزاق حمد الله، على غرار ما يبصم عليه في الدوري السعودي.. انتظرناه في مباراة كرواتيا فلم يكن في الموعد وانتظرناه أمام بلجيكا فلم “يحضر” وانتظرناه أمام كندا فلم يحضر.
ولأن الامتحان خير برهان لكي يعزّ فيه المرء أو يهان.. منح الركراكي للمهاجم حمد الله فرصة العمر ليزأر أمام الملايين ويثبت للمغاربة أحقيته في حمل القميص الوطني خلال مونديال قطر، عوض الكعبي ومايي وآخرين، وقام وليد بالزجّ به في مباراة أمس أمام فرنسا كآخر ورقة يلعبها من أجل العودة في المباراة، ومن أجل إنهاء الجدل حول مؤهلات حمد الله وما يمكن أن يقدمه رفقة “الأسود”.
دقائق معدودة بعد دخوله، وتسجيله الظهور الرابع في المونديال بعدما غاب عن مباراتي إسبانيا والبرتغال، أتيحت فرصة سانحة لحمد الله في الدقيقة 75 كان بإمكانها أن تمثل نقطة تحول في مسار المباراة وقفزة كبيرة في مستقبل حمد الله مع المنتخب.. كانت فرصة العمر ليُحمل إبن أسفي على الأكتاف كما فعل الأسود مع الركراكي ومع الحارس ياسين بونو أمام إسباينا.
إستقبل حمد الله كرة على مشارف مربع العمليات راوغ وراوغ وعاد ليراوغ من سبق له أن راوغه قبل أجزاء من الثانية، وأساء التعامل مع الكرة، بعدما نسي أن الهدف يأتي من خلال التسديد للمرمى أو التمرير لأحد زميليه بوخلال أو الزلزولي اللذان كانا في وضعية مناسبة للتهديف وليس بالإفراط في استعراض “المؤهلات” التقنية.
الأكيد أن مباراة المغرب أمام فرنسا في نصف نهائي مونديال قطر كانت نقطة نهاية “حدوثة” عبد الرزاق حمد الله مع المنتخب، خاصة في ظل طوفان الغضب الذي أعربت عنه الجماهير المغربية في ملعب “البيت” بوجه حمد الله.
كما أن الأكيد أن “الغولياديور” والهداف الخارق الذي انتظرته جماهير “أسود الأطلس” في مونديال قطر التاريخي بالنسبة للمشاركات المغربية والعربية والإفريقية لم “يحضر” وطال انتظارنا للمنقذ والمخلّص “حمد الله المنتظر”.
سعيد سمران