شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضةسياسيةوطنية

حلم أمة

 

مقالات ذات صلة

تردّدت عبارة «المستحيل ليس مغربياً» كثيراً طوال السنوات الأخيرة في السراء كما في الضراء، في الأزمات والكوارث كما في الأوضاع العادية. هذا ليس شوفينية مغربية أو دعاية سياسية زائفة، بل هو واقع متكرر وحقيقة معيشة أكدتها هاته الدولة العريقة في الشمال الغربي بإفريقيا.

سياق هذا الكلام مرده إلى القرار التاريخي الذي اتخذته بالإجماع اللجنة التنفيذية للفيفا باختيار ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال مرشحا وحيدا لاستضافة كأس العالم لعام 2030 لكرة القدم.

ولمعرفة كيف انتصرت الدولة المغربية على المستحيل، وحققت حلم أمة بتنظيم كأس العالم، لابد من الرجوع إلى سنة 1994 مع أول ترشيح للمغرب، تلته خمسة ترشيحات أخرى لم يكتب لها النجاح، ليس بسبب هشاشة الملف المغربي بل بسبب حسابات أخرى يتداخل فيها ما هو استراتيجي بما هو ديبلوماسي، بما هو سياسي وربما تاريخي وعرقي.

واليوم حققت الأمة المغربية حلمها بتنظيم أقوى ملتقى كروي في العالم، وبعيدا عن صلابة الملف المغربي وإمكانياته التقنية واللوجيستيكية والأمنية، وشغف الجماهير المغربية بلا حدود، وقوة منتخبنا بين الأمم، فهذه أمور مهمة وشروط ضرورية، لكن الأهم من ذلك، كما جاء في بلاغ الديوان الملكي أن إجماع المنتظم الدولي الكروي على الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال هو إشادة واعتراف بالمكانة المرموقة للمغرب بين الأمم الكبيرة، وهو كذلك عنوان للثقة الدولية في بلادنا للوفاء بالتزاماتها في حسن التنظيم، ورسالة تؤكد أن المغرب دولة تتوفر على البنية الديمقراطية والأمنية المشجعة على استضافة مثل هاته التظاهرة العالمية، ليظهر في الأخير أن المصداقية والموثوقية والمكانة التي يحظى بها المغرب بقيادة ملك استثنائي وشعب أبي ومؤسسات سيادية ناجعة هي التي تصنع المجد وتحقق المستحيل.

إن حلم كأس العالم يعلمنا الكثير في معنى الاعتماد على الإرادة الحقيقية والجدية في العمل والمصداقية التي تتمتع بها بلادنا، وفي هذا درسٌ بليغ لبعض الخصوم والأعداء أكانوا أشخاصا أو مؤسسات أو دولا، الذين يفتقدون المروءة للاعتراف بأن هاته الدولة ناجحة ولها من المقومات ما يجعلها في مصاف الأقوياء، لهذا تتألّق وتتقوى في الأزمات كما في الأوضاع العادية بينما يندحر خصومها وتتوالى عليهم الكوارث والهزائم.

ومع ذلك لا يجب أن تنسينا مشاعر الفرح الجنوني بتحقيق حلم أمة، التحدي الكبير والعمل الشاق الذي ينتظرنا طيلة السبع سنوات المقبلة، فليس لدى الدولة والمؤسسات الحق في هدر هاته الفرصة التاريخية التي لابد أنها ستكون محطة فاصلة بين مغرب ما قبل 2030 ومغرب ما بعده.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى