اعتمد حلف شمال الأطلسي خريطة المغرب كاملة، دون الخط الفاصل مع الأقاليم الجنوبية، عبر موقعه الرسمي، حيث نشر الحلف العسكري الخريطة الكاملة للمغرب في برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع له، في خطوة تشكل تحولا ملحوظا في موقف الحلف، وتبعث بدلالات ورسائل سياسية في وقت تتوسع فيه دائرة التأييد الدولي للوحدة الترابية للمغرب. ليكون قرار «الناتو» باعتماد خريطة كاملة للمغرب بمثابة صفعة مدوية لميليشيات «البوليساريو» الانفصالية، ويقطع عليها الطريق نحو محاولات استجداء التعاطف الدولي الذي تنتهجه أخيرا. كما تأتي هذه الخطوة لتؤكد أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، بحكم أنها أكبر دولة في الحلف وهي من تترأسه، جعلت أعضاء «الناتو» يعتمدون هذه الخريطة ويؤكدون هذا الموقف.
قرار الحلف هو أيضا رسالة إلى أعداء المملكة، وتأكيد على مكانتها كحليف (غير عضو) قوي له، ودورها كمحاور يعتد به لقوى العالم بالمنطقة، باعتبارها البلد الأكثر استقرارا في شمال إفريقيا وغربها. وهو إجراء يدخل أيضا في إطار تحالفات وتغيرات جيواستراتيجية، تجعل المغرب في قلب الحلف رغم أنه ليس عضوا فيه، وهو ما يجعله من المكونات الأساسية التي يعتمد عليها بالمنطقة الأطلسية. كما يعزز القرار من تموقع المملكة إقليميا ودوليا، ويبعث برسائل إيجابية تقصف جبهة الانفصاليين، وتحذر من مغبة العبث بسيادة المغرب.
وكان دايفيد فيشر، السفير الأمريكي بالرباط، قد أعلن في دجنبر الماضي أن واشنطن اعتمدت خريطة للمغرب تضم الصحراء المغربية، وأعرب حينها ديفيد فيشر، خلال مؤتمر عقده بالسفارة الأمريكية بالمملكة، عن سعادته بتقديم الخريطة الأمريكية الرسمية الجديدة للمملكة المغربية. فيما يتوقع أن يكون لقرار حلف شمال الأطلسي أثر كبير على موقف الدول الأعضاء في هذا الحلف العسكري، الذي يعد الأقوى حاليا، من قضية الصحراء المغربية، حيث يضم الحلف قرابة 30 دولة، بما فيها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا وتركيا وعدد من دول أوروبا الشرقية، ناهيك عن المملكة المتحدة.