شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

حكيم.. كن حكيما

حسن البصري

تناقلت بعض منصات التواصل الاجتماعي خبر الاعتزال الدولي للاعب المنتخب الوطني لكرة القدم حكيم زياش، مقرونا بخطبة وداع مشكوك في صحتها.

استند مروجو خبر اعتزال زياش إلى عملية مسح قام بها هذا الأخير، انتهت بإزالة صوره مع المنتخب المغربي من منصة التواصل «إنستغرام»، لكن عملية المسح شملت جميع الصور ذات الارتباط بالكرة.

قيل إن زياش غاضب، لأنه سقط من مفكرة الناخب الوطني وليد الركراكي، وربط أصحاب النوايا «المستحسنة» بين تدوينة اللاعب حول القضية الفلسطينية، وغيابه عن المنتخب الوطني.

برر مدرب المنتخب عدم استدعاء زياش بكونه يفتقد للجاهزية، يقصد البدنية طبعا وليست الذهنية. لكن نوايا الاعتزال الدولي تتراقص أمام عيني هذا اللاعب الذي تجتاحه نوبات الغضب، قد تكون ريحا تارة أو إعصارا تارة أخرى.

للاعب حكيم زياش سوابق في الغضب، فقد أشهر ورقة الاعتزال الدولي في عهد ثلاثة مدربين، استاء من هيرفي رونار، فقاطع المنتخب وأغلق هاتفه. تجدد الصراع بين «حكيم» ومدرب المنتخب المغربي وحيد خاليلوزيتش، حين رفض اللاعب المشاركة في مباراة ودية، وتبين أن حكيم من طينة اللاعبين الذين يختارون بعناية الوديات، والغضبة الثالثة كانت ضد الناخب الوطني وليد الركراكي.

في كل هذه المعارك الداخلية، تتحرك النوايا الحسنة ويتحول بعض اللاعبين إلى سفراء سلام، في مسعى تذويب جليد الخلاف وعودة الدفء إلى المنتخب الوطني.

لا يمكن للجامعة الملكية المغربية أن تفقد هيبتها لمجرد إشارة لاعتزال دولي، ولا يسمح لها بالاعتذار لمن رفض حمل قميص منتخب لا يخوض مباراة، إلا إذا استظهر لاعبوه قطعة «منبت الأحرار».

ولا يمكن أن نعود إلى زمن «المرفودة» كمقاربة في فض نزاعات اللاعبين مع المدربين، لأن المنتخب الوطني لا يقبل المساومة مهما كانت زلات المدربين.

في حوار سابق مع الصحافي السعودي ماجد جزر، قال حمد الله، إنه أنهى مشواره الدولي ولن يعود لحمل قميص المنتخب، مهما كانت المغريات. وفي منصة «إنستغرام» زف للجمهور المغربي الخبر: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد قررت اعتزال اللعب دوليا». حمد الله صعب المراس، متقلب المزاج، بدأت نزاعاته مع المدربين منذ فترة فيربيك وامتدت إلى وليد.

حين سقط ريان مايي، لاعب المنتخب المغربي، من لائحة وليد الركراكي، تخلص من صور منصته التواصلية وقطع الصلة بالكرة المغربية، ولم يكلف نفسه تهنئة زملائه حين صنعوا ملحمة قطر. تضامن معه شقيقه سامي، وربما باقي أفراد العائلة وقاطعوا المنتخب الذي أدخلهم دائرة الشهرة، وغيروا موجته.

في زمننا كان الاعتزال الدولي فعلا يتطلب التروي، أذكر أن عميد المنتخب الوطني السابق طلال القرقوري، قد كتب رسالة اعتزال لرئيس الجامعة الملكية المغربية الجنرال حسني بن سليمان وللرأي العام الرياضي، شرح فيها أسباب الغضب الساطع الذي أفضى إلى القطيعة، بل وقدم وصاياه لتطوير المنتخب المغربي.

في كثير من الحالات يتحول المنتخب إلى بؤرة توتر، بسبب لاعب سقط اسمه من لائحة مدرب، خاصة إذا كان اللاعب من طينة المؤثرين، الذين يجعلون من «عطسة» عابرة مادة إعلامية قابلة للاستهلاك الرقمي.

زمان كان العقيد القذافي يجمع لاعبي منتخبه في مركز «جيل الغضب»، وحين ينتهي المدرب من حصصه التدريبية، تحضر اللجان الثورية لتقدم للاعبين دروسا من الكتاب الأخضر.

زمان كان وضع لاعب على كرسي البدلاء، إساءة لموهبته مع سبق الإصرار والترصد. لذا فالتهديد بمقاطعة قميص المنتخب ليس وليد اليوم، فقد ظهرت أول حالة تمرد داخل منتخبنا الوطني في بيروت سنة 1957، حين أعلن حارس المرمى محمد رفقي اعتزاله الدولي، لأن المدرب العربي بن مبارك فضل الحارس العياشي.

نعترف بأننا حملناك يا بيروت معاصينا، كما قال نزار قباني.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى