حسن البصري:
هل واصلت تداريبك مع الفريق رغم العقوبة طويلة المدى؟
مباشرة بعد توقيفي عن اللعب مدى الحياة، من طرف اللجنة التأديبية، لجأت إدارة أولمبيك أسفي للاستئناف، وقدمت معطيات جديدة من شأنها تخفيف العقوبة. طمأنني الكاتب العام للفريق ودعاني للاستمرار في التداريب لأن المدة ستتقلص لكن بالنسبة لي لا فرق بين توقيف مدى الحياة وسنة كاملة لأن ما كنت أعيشه نفسيا أشبه بالإحباط. رغم ذلك قررت الاستمرار في التداريب مع فريقي في مدينة أسفي، ثم، في مرحلة ثانية، في بنسليمان وحدي. وبعد الحكم القاسي الذي أصدرته لجنة الاستئناف وتقليص المدة من المؤبد إلى سنتين زاد الإحباط.
كيف تقلصت العقوبة من سنتين إلى ستة أشهر؟
تقلصت مدة العقوبة، بفضل رئيس المكتب المسير لأولمبيك أسفي، أحمد غايبي، من مدى الحياة إلى سنتين ثم إلى ستة أشهر. لقد دافع عن ملفي بقوة وأكد أنني بدون سوابق وأن ما حصل ليس فعلا بل رد فعل، وساعدني على استكمال التداريب وكأنني سأعود قريبا جدا للميادين. الحمد لله تقلصت المدة إلى ستة أشهر، وسأشارك فريقي في المباريات الخمس الأخيرة بل وسجلت هدفين من بينهما هدف في مرمى المغرب التطواني، وبفضل الهدفين تم إنقاذ الفريق من النزول.
هناك مفارقة عجيبة في مباراة أولمبيك أسفي ومولودية وجدة: حالات طرد طويلة المدى، أي تفسير لهذه المفارقة؟
في مباراة مولودية وجدة وأولمبيك أسفي سنة 2007، تعرض العديد من اللاعبين لتوقيفات طويلة المدى، وجاءت أقسى عقوبة، وهي التوقيف مدى الحياة، في حق اللاعب المسفيوي عماد العماري الذي حصل له خلاف مع الحكم إبراهيم بوحزمة مباشرة بعد نهاية المباراة، كما تعرض أربعة لاعبين آخرين من الفريقين لعقوبات التوقيف، حيث تم توقيف خالد الزوين، لاعب أولمبيك أسفي، مدة سنتين، وعبد الحق المازني سنتين إلى جانب المدرب الوجدي عبد العزيز كركاش الذي تعرض لعقوبة التوقيف سنتين، وكاد يوسف شفيق أن يلفظ أنفاسه في مباراة بوجدة، سبحان الله.
العقوبة شملت فريقك أيضا..
عرفت المباراة احتقانا كبيرا وربما لفظ مشجع أنفاسه على ما أذكر، لهذا عوقب فريقه أولمبيك أسفي بـ«الوي كلو»، أي اللعب بدون جمهور، ربما لمباراة أو مباراتين بعد قيام الجمهور برد فعل قوي. لم يأخذ أحد بكوني اعتذرت للحكم لكني توصلت بمكالمات هاتفية أكدت لي بشاعة الفعل، خاصة وأن المباراة كانت منقولة على الرياضية مباشرة، باختصار هي غلطة عمري أتمنى ألا تتكرر.
الغريب أن القضية طرحت في البرلمان وتحدثت عن البصقة الشهيرة وزيرة الرياضة آنذاك..
يجب أن نفرق بين ما قالته نوال المتوكل حين كانت وزيرة للرياضة وما قيل في البرلمان. نوال تطرقت للموضوع في سياق الحديث عن شغب الملاعب، واعتبرت أن ما قمت به يستحق التوقيف مدى الحياة، لكنها لم تكن ملمة بالموضوع من أوله، ومن سوء حظي أن مؤشر العنف في الملاعب ارتفع في تلك الفترة وكنت ضحية في وقت يعتبرني البعض جانيا، بل حصلت حالة وفاة مشجع في الملعب، ما دفع وزارة الرياضة، في شخص نوال المتوكل، للمناداة بتخليق الملاعب الرياضية، وقالت إن اللاعب يجب أن يصنع الفرجة لا أن يمارس العنف، وهي محقة في جزء من مداخلتها، لكنها لا تعلم أن عمر اللاعب في الملاعب لا يتجاوز 12 سنة، فلماذا إذن الحكم عليه بالمؤبد وإصدار قرار بمنعه من ممارسة الكرة مدى الحياة؟
والبرلمان؟
عكس ما ذهبت إليه الوزيرة، أثار البرلمان الموضوع من خلال سؤال وجهه أحد البرلمانيين، تساءل فيه عن سر توقيف لاعب مدى الحياة، وطالب بمراجعة القرار لأنه يضرب أسرة وليس فردا، داعيا إلى مقاربات زجرية أخرى. وهناك عدة منابر إعلامية اعتبرت القرار إعداما اجتماعيا ورياضيا للاعب يعتمد على ممارسة كرة القدم لإعالة أسرته الصغيرة.
التمست العذر من الحكم، كيف كان موقفه؟
في الحقيقة أتألم كثيرا كلما أعادتني الأحداث إلى تلك المباراة. لقد اتصلت هاتفيا بالحكم رمسيس واعتذرت له بعد اعتذاري، مباشرة عقب انتهاء المباراة، أمام مساعديه ومندوب المباراة، ولم أدع فرصة تمر دون تجديد اعتذاري له وعن الحادثة عموما. اعترفت واعتذرت، وكان ينبغي أن تقف الأمور عند هذا الحد، وأن أوقف عن اللعب ثلاث أو أربع مباريات، لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة.
هل اتصلت بالحكم رمسيس حين تعرض لإصابة بالغة على مستوى الرأس أبعدته عن التحكيم؟
في سنة 2009، سيتعرض الحكم رمسيس لإصابة خطيرة حين ضربته الكرة في مؤخرة الرأس، خلال مباراة جمعت الدفاع الحسني الجديدي والفتح الرياضي على أرضية ملعب العبدي بالجديدة. في الشوط الأول من المباراة، سيتعرض الحكم لإصابة في مؤخرة رأسه إثر تلقيه كرة قوية سددها لاعب الفتح إدريس الصويت، ليتم نقل رمسيس في حالة إغماء إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة وبعد ذلك إلى مدينة الدار البيضاء. حين علمت أنه غادر المصحة اتصلت به هاتفيا وواسيته وتمنيت له الشفاء والعودة إلى الملاعب، لكني لم ألتق به.