انتهت حفلة خاصة أقيمت في ضيعة فلاحية بمنطقة “أيت ولال” بالقرب من جماعة “عين الكاك” القروية، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء الماضي، نهاية مأساوية، بعد الإعلان عن وفاة طالبة معهد للطيران حضرت الحفلة. وترددت أنباء عن أن الطالبة “جيهان العجوزي”، البالغة من العمر قيد حياتها 23 سنة، تعرضت للرشق بالحجارة على مستوى الطريق السيار الرابط بين فاس ومكناس، مما أدى إلى إصابتها إصابات خطيرة على مستوى الرأس عجلت بوفاتها في غرفة الإنعاش بمستعجلات المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.
وتحدثت مصادر مقربة من أحد زملائها الذين رافقوها في هذا الحفل عن أن أسرتها لها خلاف مع أقارب له بسبب نزاعات حول الإرث، مما يرجح فرضية أن يكون الرشق بالحجارة له علاقة بهذا النزاع، وهي الفرضية التي أدت إلى توقيف ابن عمه للتحقيق معه. لكن أسرة الطالبة التي كانت في السابق تشتغل في مركز نداء بالرباط، قبل أن تقرر تغيير التخصص بالتسجيل في معهد لتكوين مضيفي الطيران، تدخلت لتطعن في تداول هذه الأخبار، موردة أن ابنتها توفيت في ملابسات غامضة وجب التحقيق بشأنها. ونفت عمتها أن يكون الأمر مرتبطا بحادثة سير ورشق بالحجارة، وقالت إن الأسرة تراهن على العدالة لكشف جميع الخيوط المرتبطة بهذه القضية، ومعاقبة المتورطين المحتملين. ونفى شقيق الطالبة المتوفاة أنها هي من كانت تسوق السيارة، وذهب إلى أن السيارة التي نقلتها إلى الحفلة في ملكية أحد زملائها. وتساءل عن ملابسات اختفاء الأحجار التي تم بها رشق السيارة بالحجارة، في حين أظهرت المعطيات الأولية أنها أصيبت بثلاث ضربات على مستوى الجهة الخلفية للرأس، واستبعد أن تكون الإصابة من الجهة الخلفية للرأس ناجمة عن رشق بالأحجار وهي التي قدمت على أنها كانت جالسة في الكرسي الأمامي للسيارة.
وحكت أم الضحية أن ابنتها، التي تتميز بخصال راقية، تأخرت عن الحضور إلى المنزل الكائن بحي النرجس، دون أن تسفر الاتصالات المتكررة بها عن الاطمئنان عليها، قبل أن تهاتف الأم طالبة أخرى صديقة لها، وتنتهي محاولات الوصول إليها بإخبار العائلة أنها أصيبت برشق بالحجارة وجرى نقلها إلى قسم المستعجلات، وبالنظر إلى حدة الإصابات، فقد تقرر وضعها في غرفة الإنعاش، قبل أن تتوفى. وذكرت أن أحد الطلبة هو من تولى نقلها إلى قسم المستعجلات على متن سيارة خاصة، عوض أن يتم إخبار الدرك والوقاية المدنية، وبمجرد إدخالها إلى المستشفى، تدخلت عناصر الشرطة لمعرفة هوية المرافقين، والذين تبين أنهم زملاء يتابعون معها الدراسة. وتحدثت الأم عن أن بعض الذين حضروا هذه الحفلة ينتمون لأسر ميسورة ونافذة بالمدينة.