يدين المغرب لرياضات التيكواندو وألعاب القوى والكاراطي والكيك بوكسينغ، على الخصوص، بالترتيب الذي وصل إليه، مع نهاية الدورة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي بمدينة قونية التركية، ذلك أن هذه الرياضات كان لها حضور مهم، واستطاعت حصد عدد كبير من الميداليات، في ظل وجود منافسين من دول لها باعها. في حين عادت رياضات أخرى، مثل كرة القدم والمصارعة، بخفي حنين، ولم تحقق ما كان منتظرا منها. وفيما كان لرياضات الكيك بوكسينغ برئاسة عبد الكريم الهلالي، والتيكواندو برئاسة إدريس الهلالي، والكاراطي برئاسة محمد مقتبل، والجيدو برئاسة شفيق الكتاني، وألعاب القوى برئاسة عبد السلام أحيزون، والرماية الرياضية برئاسة عبد العظيم الحافي، والكرة الحديدية برئاسة عبد اللطيف أبو طاهر، حضور بارز، وبلغت منصات التتويج، فيما فشلت رياضات أخرى في ذلك، وهي كرة القدم برئاسة فوزي لقجع، وكرة السلة برئاسة مصطفى اوراش، وكرة اليد برئاسة عدلي الحنفي، والكرة الطائرة برئاسة بشرى حجيج، والمسايفة، برئاسة يوسف فتحي، وسباق الدراجات برئاسة محمد بلماحي، والمصارعة برئاسة فؤاد مسكوت. وسيستخلص المعنيون بالرياضة المغربية دروسا كبيرة من الدورة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي، سيما في ما يخص بعض الرياضات التي لم يكن لها حضور مقبول، وسرعان ما أقصيت من الدورة، وعادت بدون أي نتيجة تذكر إلى المغرب. ذلك أن هذه الرياضات صار مطلوبا منها أن تغير استراتيجياتها، حتى يتسنى لها أن تكون بحضور مغربي مقبول ومعقول في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، والتي لم يبق عليها سوى سنتين فقط. وأسدل الستار، مساء أمس الخميس، على نهاية جميع المنافسات، بكل الأنواع الرياضية المشاركة، وكان المغرب في المركز السابع لسبورة الترتيب العام للميداليات، بما مجموعه 12 ميدالية ذهبية و10 ميداليات فضية و24 ميدالية نحاسية، أي بمجموع 46 ميدالية، وهو المجموع المرشح للزيادة، إثر دخول رياضة الكيك بوكسينغ المباريات النهائية، في اليوم الأخير. ورغم أنه لم يشارك إلا بعدد محدود من الرياضات، وبعدد قليل من الرياضيين، إلا أن المغرب عرف كيف يجد لنفسه مكانة بين الأوائل، خاصة الدولة المنظمة، تركيا، والدول المجاورة لها، التي حلت بقونية بوفود كبيرة العدد، لغاية الحضور الجيد. ولئن كان بعض المهتمين اعتبر المنافسة في حد ذاتها غير قوية، وليست من المستوى الرفيع، فإن الرياضيين المشاركين أكدوا، من خلال تصريحاتهم المستقاة عقب المسابقات، بأنهم وجدوا فيها فرصة لاختبار مستوياتهم الشخصية، وتجربة لامتحان تداريبهم، بل وأيضا تحضيرا مهما للموسم المقبل، الذي ستنطلق تداريبه في شهر شتنبر القادم، والعين مصوبة فيه على هدف كبير جدا، هو دورة باريس للألعاب الأولمبية. ويمكن للمتتبع أن يلاحظ، دون أدنى عناء، بأن المغرب تفوق على جميع الدول العربية التي شاركت في تظاهرة ألعاب التضامن الإسلامي في نسختها الخامسة، ذلك أنه يأتي في صدارة ترتيب كل الدول العربية، حتى تلك التي كان لها حضور مميز في ألعاب القوى والتيكواندو؛ وهما الرياضتان اللتان أهدتا المغرب أكبر عدد من الميداليات.
|