حسن فرج: « الذين يقولون إن عبد الفتاح نهب أموال الحسن الثاني محقون»
حاوره: يونس جنوحي
عندما تسمع اسم «خديجة فرج»، ما الذي يتبادر إلى ذهنك؟
.. (يفكر). متهورة، لا يوجد لديها شيء تخسره لأنه وجدت أمامها كل شيء ولا تفكر في العواقب نهائيا. لم أحس يوما أنها أختي رغم أننا كبرنا معا في نفس البيت وقضينا مرحلة طويلة من حياتنا معا. لكن كان يجمعنا السقف ذاته وتفرقنا أشياء أخرى كثيرة. لم نكن نتشارك في أي شيء، وكلما كبرت ازداد التباعد بيننا إلى أن عمل عبد الفتاح في آخر أيامه على توسيعه.
حاولت بدء صفحة جديدة معها عندما ضاقت بها الحياة بعد مشاكل زواجها الأول وشجارها مع زوجها الثاني، الحالي، لكنها أكدت لي عبر تصرفها أن طباعها لن تتغير. باختصار أقول إنها ظل عبد الفتاح فرج، أو نسخة منه. وكما أشرت لك بالأمس فهي وضعت، هذا الأسبوع، شكاية ضدي لدى نفس الوكيلة بسويسرا، تتهمني فيها أنا وزوجها وطليقتي، بأننا نصبنا عليها.
ولدي ملاحظة مهمة بهذا الخصوص، فقد وضعت اسمها الكامل في الشكاية متضمنا الاسم العائلي لزوجها الأول وليس زوجها الحالي.
وهنا سأذكر أمرا مهما، إذ إنها بعد ما تصالحت مع زوجها الثاني وسحبت مني الوكالة، عادت إلى الصراع معه من جديد وطلبت الطلاق ولكنه رفض تطليقها.
هل علمت بالأمر منه؟
مستحيل. ليس هناك أي اتصال بيننا ولن يكون. لقد لحقتني مشاكل ومتاعب كثيرة بسبب تلك المصاهرة. علمت بالأمر من الناس المقربين وبعض الأصدقاء السابقين.. وغيرهم. وقالوا لي إن خديجة طلبت الطلاق مؤخرا فقط، وزوجها لم يوافق، ولن يطلقها مهما حدث، حتى وأنها تعيش الآن بالخارج منذ مدة.
هل تعتقد أنها تفكر في العودة إلى المغرب؟
لا أظن.. أمر مستبعد جدا إن لم يكن مستحيلا.
ولكن لديها ممتلكات في المغرب.
لكن بالمقابل لديها مشاكل كثيرة في الخارج، لا أظن أنها ستعود إلى المغرب. لا تنس أنها هنا في الرباط، بالنسبة لمن يعرفونها فإنها «ماتت»، ليس مرة واحدة فقط وإنما مرتين. مرة نظمت لها جنازة وعزاء، وفي المرة الثانية انتشر خبر انتحارها بين أصدقائها. يعني أن هناك من يحرك «موتها» كلما تعقدت الأمور. لا أظنها ستكون مهتمة بالعودة أصلا. لأنها قطعت كل شيء مع المغرب، وحتى الذين رأوها قبل أن تتفاقم المشاكل، التقوها خارج المغرب.
هناك مسألة أخرى بخصوص علاقتي أنا وأختي خديجة مع الأصهار، ما دُمنا نتشارك في نفس المصاهرة. لقد بحثت في الموضوع وخلصت إلى أنه يمكن للورثة بعدي وبعد خديجة أن يصلوا إلى الصندوق الحديدي، وهذا يعني أن محتوياته قد تصبح في متناول أناس بعيدين عن أسرة عبد الفتاح فرج، وبالتالي لا أحد يضمن مصير محتوياته المهمة جدا.
كيف؟
عندما كنت أتلقى تهديدات بالقتل تساءلت عن مصير مشكل الإرث، وتوصلت إلى أن ابني سيرث المشكل من بعدي، وهكذا سيتفاقم مشكل البنك السويسري والخزانة الحديدية «المجمدة» إلى اليوم.
إذا كان البنك السويسري قد جمد كل شيء بسبب ظهور ورثة جدد هم أنا وأعمامي، فماذا سيكون موقفه إن جاء أصهاري السابقون للمطالبة بالإرث، بعدي وبعد خديجة..
يجب أن تعلم أن خديجة بالنسبة للكثيرين قد ماتت، ولن يفلح أحد في إقناعهم بأنها على قيد الحياة.
ستصبح المصيبة أكبر إن ورث الآخرون ذلك الصندوق الحديدي بمحتوياته، أنا اقترحت أن نتنازل عنه كعائلة، وصرحت بالأمر أمام المعنيين جميعا، ولا أحد اهتم بموقفي. قلت لهم لماذا نأخذ شيئا لا يخصنا وعبد الفتاح رفض إرجاعه لأصحابه.
هنا سأسألك سؤالا مباشرا، ما موقفك من الأموال التي راكمها عبد الفتاح فرج؟
استغل منصبه كاتبا خاص للملك الحسن الثاني وكوّن ثروة ضخمة جدا. أخذ مالا ليس له، وأوراقا ليست له أيضا.
منذ تواري عبد الفتاح عن الأضواء بعد سنة 1999، قيلت اتهامات كثيرة في حقه، ومن جملتها أنه «سرق» أموال الملك الحسن الثاني.. ما رأيك؟
إنهم محقون. سأكون كاذبا لو قلت غير ذلك. إنهم محقون عندما يقولون إن عبد الفتاح فرج نهب أموال الحسن الثاني، لأنه نهبها فعلا وحول لنفسه ثروة حقيقية عمل على نقلها إلى خارج المغرب، خصوصا في الأيام الأخيرة من حياته، والأكثر من هذا أنه رفض إعادتها إلى أصحابها.
طيب وأنت أيضا توجه لك التهمة بما أنك وارث وابن عبد الفتاح فرج. واتهمت أنت وخديجة بتبديد أموال الملك الحسن الثاني.
هنا أريد أن أوضح..
أنتم ورثتم تلك الثروة..
لم نرث شيئا. لا بد أن أوضح أن عبد الفتاح فرج حصل على عقارات وأراض وأموال هبات من الملك الراحل. وهذه لوحدها موضوع آخر، ولم يختلسها عبد الفتاح، وإنما كانت هدية له من الملك الراحل.
نحن نتحدث عن الثروة الضخمة.
هذا ما لا يعرفه الناس الذين يتهمونني أنا وخديجة بأننا نهبنا أموال الحسن الثاني أو بددناها. الثروة التي تركها عبد الفتاح فرج حرم منها الجميع ولم يترك درهما منها لأحد إلا خديجة ووالدتي. أما الإرث الذي كنا بصدد توزيعه قبل أن يعترض أعمامي ويتوقف كل شيء، هو ما كان لدى عبد الفتاح فرج في المغرب من أراض وعقارات وأموال، كلها حصل عليها بفضل منصبه موظفا في الكتابة الخاصة ثم مديرا لها، منذ 1964 إلى 1999. أما الثروة التي قامت كل هذه المعارك الطاحنة من أجلها، فقد راكمها عبد الفتاح وخطط لنقلها خارج المغرب حتى قبل وفاة الملك الحسن الثاني. كيف سأبدد أموالا لم أصل إليها أصلا؟
أنا اليوم ليس لدي أي شيء باستثناء الفيلا التي أقطن بها، والتي لدي فيها نصيب فقط، أي أنها ليست ملكي مائة بالمائة، لدي الحق في نصف الفيلا ولخديجة النصف أيضا. وأنتظر ما قد تحمله لنا الأيام في تطورات مشاكل الإرث، علّ الأمور تتحسن.
لا أقول هذا الكلام من فراغ، وهناك دائما أدلة ملموسة على كل الكلام الذي قلته وأقوله في هذه القضية.
السؤال الذي يجب أن يطرحه هؤلاء هو من نهب ثروة عبد الفتاح فرج؟ وليس اتهامي بتبديدها لأن ما أعيشه الآن دليل كاف على أن هذه الثروة لم تجلب لي إلا المشاكل. وتسببت في مقتل زوجة عبد الفتاح فرج نفسها، وقبل وفاتها تسببت لها هذه الثروة ومشاكلها في اكتئاب حاد وحزن كبير.
دائما في موضوع الثروة الضخمة، يجب أن أشير أيضا إلى أن النزاع لا يزال يشهد تطورات إلى اليوم.
الوضعية الحالية هي أن كل شيء متوقف، باستثناء الحسابات البنكية التي تصرفت فيها خديجة، سواء الحسابات البنكية التي كانت باسمها أو الحسابات البنكية التي تعود لوالدتي، انتقلت إليها بعد وفاة عبد الفتاح فرج، وأعتقد أن أمر استفادتها من أموال أخرى أصبح صعبا، بعد وفاة والدتي، خصوصا مع متابعة وكيلة الملك بسويسرا للقضية..
خديجة الآن منشغلة بالشكاية التي وضعتها ضدي وضد زوجها الحالي، وبالشكاية التي وضعها صهرها ويتهمني فيها بأنني أوجه له تهمة قتل والدتي بشكل مباشر، بينما وكيلة الملك ترى أنه من المثير للشكوك أن يمتلك غرفة خاصة به في المنزل الذي أقامت به والدتي في سويسرا ومرافقة أختي في جل تحركاتها خصوصا إلى الأبناك.. هنا يجب أن نطرح السؤال حول من بدد ثروة عبد الفتاح فرج، لأن خديجة صرفت أموالا طائلة جدا.
هذه القضايا تنضاف إلى قضيتي القديمة والتي تتعلق بالشراكة التي كنت أنوي عقدها مع أصهاري، قبل أن يتوقف كل شيء، ولا زلت أنتظر أن تتحرك القضية لأحسم في مصير أموالي..
هذه باختصار معالم مصير «أموال» عبد الفتاح فرج، وأعتقد أنني لم أبددها لأني لم أستفد منها أصلا، بل تسلطت عليّ المشاكل من كل ناحية لأخسرها.
بما أنك تعترف بأن عبد الفتاح فرج نهب أموال الحسن الثاني. ماذا سيكون موقفك لو تقرر مصادرة كل شيء نهائيا وإعادته إلى الدولة؟
أنا الوحيد الذي دعوت العائلة إلى التخلي عن ذلك الصندوق الحديدي في بنك سويسرا وصرف النظر عنه إلى الأبد، أو الامتناع عن فتحه وتسليمه للدولة مباشرة. لكنهم رفضوا والبنك أوقف كل شيء إلى أن تحل مشكلة الورثة الجدد.. أي ورثة عبد الفتاح فرج الذين يطالبون بنصيبهم من إجمالي الثروة وليس فقط ما تركه عبد الفتاح هنا في المغرب.
لقد جربت حياة البذخ وجربت حياة الكفاح والمشاكل المالية أيضا، ولا يشكل الأمر أي فرق بالنسبة لي. كل ما يهمني أن تحل هذه المشاكل جميعا لأنها أرهقتني كثيرا.
لكن يحق لي أن أرث كباقي الناس، ما دمت أتوفر على وثائق تثبت أن عبد الفتاح تبناني. لم أعرض نفسي على أحد ولم آت عنده حتى أصبح ابنه. لقد ولدت لأكون وسط هذه الدوامة، ولا أطالب بشيء ليس لي، كل ما أريده أن تظهر الحقيقة وأن أعيش حياة طبيعية.
طيب، ونحن نتجه إلى آخر قصة عبد الفتاح فرج.. أريد أن أسألك كبداية لخلاصة حول رئيس الكتابة الخاصة للملك الحسن الثاني.. هل تشعر أنك تعرف عبد الفتاح فرج جيدا؟
لا أحد يعرفه. كان داهية، ووحده كان يعلم ما يريد. لا أحد استطاع النفاذ إلى رأسه بما في ذلك غيثة. كان غامضا ولا يزال حتى بعد موته، ترك كل شيء غامضا. لدي قناعة بأنه تعمد ترك الأمور بتلك الطريقة حتى تتسبب ثروته التي خلفها في كل هذه المشاكل.