حسن فرج: «أختي خديجة سحبت مني الوكالة وهكذا اتهمتني بسرقة عائدات كراء الفيلا للسفارة»
حاوره: يونس جنوحي
> كيف أصبحت الأمور بينك وأختك خديجة بعد أن تدبرت أمر كراء الفيلا لسفارة الإمارات؟
بمجرد ما تمت الأمور ووقعنا العقد مع المعنيين بالأمر، وتأكدت من سلامة إقامة إفران وحللت المشاكل المتعلقة بها، بالإضافة إلى بعض الإصلاحات.. شكرتني خديجة ببساطة في مكالمة هاتفية، وسحبت الوكالة وعادت إلى زوجها الذي كانت في نزاع معه وترجتني لكي أساعدها في وضع دعوى ضده.
اتصل بها صديق العائلة، أستاذ الموسيقى، وقال لها إن ما قمتِ به تجاه حسن عيب، فردت عليه بأن النزاعات أمر عادي وأن الأزواج يتشاجرون، وأن الصلح يقع. لكنه ذكرها بأنني عرضت حياتي للخطر من أجلها، لكنها نسيت كل شيء عندما التقت مع زوجها وتصالحا، وذهبت معه إلى «الكوميسارية» للتنازل.
> ألم ينقل أستاذك للموسيقى إليك مواقف والدتك غيثة؟ قلت إنه كان صديقا لها..
كان يخبرني بما كانت توصيه به، كانت دائما تؤكد في الإلحاح عليه كي يسأل عني ويكون بجانبي كصديق للعائلة.
> كيف كانت علاقة خديجة بأستاذك؟ درست الموسيقى على يديه وأنتما طفلان.
لم تكن علاقتها به وطيدة. خديجة لديها شخصية مزاجية وصعبة منذ الطفولة. أنا ربطتني به علاقة متميزة سواء في الطفولة أو الآن. بالإضافة إلى أنه عاش معي تجارب كثيرة، وتحقق تقارب كبير بيننا.
> قلت إنك أردت استخلاص نفقاتك من ثمن كراء الفيلا.. لكن خديجة سحبت منك الوكالة.. اشرح لنا هذا الوضع..
العقد كان ينحصر في مدة خمس سنوات. وكانت شيكات واجبات الكراء تأتي مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر لا أذكر بالضبط. في الأول كنت أتوصل أنا بالشيكات، وأخبرت خديجة مسبقا أنني سأستخلص الأموال التي صرفتها من أجلها، في الإصلاحات والإعداد لكراء الفيلا.. إلخ. كنت أخبرتها بتفاصيل تلك المصاريف وقالت لي ألا مشكل لديها في أن أستخلص المال الذي صرفته. وهكذا كان الاتفاق. أتذكر أن مجموع ما خسرته كان حوالي 120 ألف درهم. فترة قصيرة بعد الكراء، لم أعد أتوصل بالشيكات..
> لأنها سحبت منك الوكالة..
أمر طبيعي. رغم أن الاتفاق كان أن أرسل لها المال في حسابها البنكي، وهو ما قمت به قبل أن تسحب هي الوكالة. لم يكن يعنيني الحصول على مالها. بعد ذلك، ستتهمني بأني سرقت مالها وأنني لم أكن أحول لها عائدات كراء الفيلا، رغم أنها قامت بسحب الوكالة مني ولم أعد معنيا أبدا بأمر الكراء. كان عليها أن تسأل محاميها لتعلم أن الشيكات لم تعد تصلني وأنه لم يعد يربطني أي شيء بتلك الفيلا.
عندما علمت بأنها عادت إلى زوجها وتنازلت عن الدعوى، وسحبت مني الوكالة دون أن تتصل أو تقدم اعتذارا، رغم أنه لن ينفع، قررت أن أقاطعها نهائيا وأخبرتها بالأمر هاتفيا. قلت لها إنها المرة الأخيرة التي سنتصل فيها ببعضنا البعض، وأن عليها ألا تحاول مجددا الاتصال بي لأي سبب من الأسباب، لأني كنت غاضبا فعلا، وشعرت بالإهانة لأنها استغلت رد فعلي وسعيي لمساعدتها دون تفكير..
> وانقطعت العلاقة بينكما نهائيا..
الأمر معقد. كان وقتها الرابط بيننا هو والدتي، لكني لم أكن أعلم أي شيء عن خديجة ولا أتصل بها ولا أسأل عن أخبارها. هي التي اشتكت بعد مدة طويلة من آخر اتصال بيننا، واتهمتني بأنني أسرق منها أموال الكراء.. غير ذلك، لم يكن هناك أي اتصال بيننا.
> في خضم هذه الأزمة، كان هناك مشكل آخر مع أعمامك. أريدك أن تخبرني عن العلاقة معهم..
انقطعت تماما. والدتي لم تكن تتحدث معهم على الإطلاق. أنا أتحدث لك عما قبل سنة 2014، أي قبل أن يعلموا رسميا بوجود الوصية ويتأكد فعلا وجود صندوق حديدي هو سبب كل المشاكل. والدتي أنكرت كل شيء قبل وفاتها، واعترفت لي، لكن بالنسبة لأعمامي فإنها بقيت على موقفها. عندما كانوا يطالبون بمعرفة حقيقة ممتلكات ابنهم عبد الفتاح فرج، كنت أوصل لها رسالتهم فكانت تقول لي إن لاشيء معروفا وإنها لا تعلم أي شيء عن أي ثروة أخرى لزوجها بالخارج، وكان الأمر يغضبها جدا، وتغلق الموضوع.
> لكن الحقيقة أنها كانت تعلم أن الوصية تفوت لها 20 بالمائة من الثروة الموجودة بالخارج..
صحيح، لكنها لم ترد لأعمامي أن يتدخلوا في الأمر. وهكذا ساءت علاقتها بهم. حتى أجيبك عن سؤالك السابق، فهذا هو سبب انقطاع علاقتي بهم أيضا، خصوصا وأنهم رفضوا فتح باب الحوار معي عندما طرقت بابهم لأول مرة في الفترة التي تلت وفاة والدي عبد الفتاح سنة 2005، ودخولي إلى المغرب لأول مرة منذ سنة 1999. عندما رأيت أنهم غير مستعدين للتواصل معي تركتهم لشأنهم. سألتقي عمي عمر فرج بعد وفاة والدتي، وأخبرته أننا لم نربح أي شيء من لغز إرث عبد الفتاح فرج، وحاولت إقناعه بأنني لا أريد الحصول على أي مال، بقدر ما أريد معرفة حقيقة وفاة والدتي الغامضة خارج المغرب سنة 2013.
بالنسبة لعائلة والدي، فإن الأمر لا يعدو أن يكون حرمانهم من حقهم في مال أخيهم، وأخبرتهم أكثر من مرة أنني أتفهم موقفهم، لكنني مثلهم أيضا لم أستفد من أي شيء والإرث لم يجر علي إلا المشاكل.
ما زاد من توسيع الهوة، هو أنه كان هناك تحامل كبير على عبد الفتاح فرج في حياته، وتطور بعد وفاته، خصوصا مع الغموض الذي رافق إرثه. كان إخوته يلومونه على عدم الاهتمام بهم أو مساعدتهم، رغم المركز الاجتماعي الذي كان فيه منذ أواسط الستينات.. كان بإمكانه أن يوظفهم ويجعلهم أغنياء جدا، لكنه لم يقم بأي شيء من أجلهم. في المقابل، ساعد أخاه عمر فرج، وكان الأخير يقطن في فيلا قريبة منا، نظرا للوظيفة التي كان يمارسها ومؤهلاته العلمية أيضا.
لكني أشير هنا إلى أن علاقتي بعمتي، واسمها العزيزة، كانت متميزة جدا. ففي الوقت الذي كان أعمامي يرفضون أي محاولة مني لتوضيح الأمور لهم على الأقل، كانت عمتي تفتح لي بيتها وألتقي أبناءها. الأمر ليس قديما.. زرتهم بعد وفاة والدتي، أي قبل حوالي سنتين من الآن.
> أي أن عمتك لم تكن مهتمة بموضوع الإرث..
ربما رقت لحالتي، وصدقت أنني فعلا لا أملك أي شيء ضدهم وأن مشكل الإرث يحرمنا جميعا من عيش حياة كريمة. لو رفع الحجز الذي طالب به أعمامي في البداية، فستكون الأمور مغايرة. أما ثروة عبد الفتاح بالخارج، والتي تطاردها اللعنة اليوم، فهي موضوع منفصل، ولا أحد كان ليستفيد منها باستثناء أختي خديجة وأمي غيثة.. فلماذا ستكن لي العداوة؟ هكذا كانت عمتي ترى الأمور، ولهذا السبب أيضا فتحت لي بيتها، وهو ما دعمني نفسيا.
في بيتها سأرى صورا لدى ابنتها، أي ابنة عمتي، تجمعها مع بعض صديقاتها، وسأتعرف على واحدة منهن ستصبح صديقة مقربة في ما بعد، واكتشفت أنها تتحدر من عائلة لها علاقات قوية مع شخصيات نافذة. صديقتي الجديدة ستتعرف أيضا على الدكتور قنيدل..
> هل كان يقيم معك في هذه الظروف..؟
نعم كان يقطن معي هنا في الفيلا، وكان وضعه صعبا بعض الشيء. كان يمضي أياما طويلة هنا بالكاد يغادر الفيلا، وقد عرفته على صديقتي التي كانت تأتي لزيارتنا هنا بين الفينة والأخرى مع أصدقاء آخرين.
وجود الدكتور قنيدل لم يكن مزعجا بالنسبة لي بقدر ما كنت أتساءل لماذا يهتم بمعرفة بعض الأمور، ولماذا لم يكن يسألني عنها بشكل مباشر. أنا أعرفه منذ مدة طويلة جدا ولن أنسى أنه وفر لي دعما معنويا في ألمانيا عندما تخلى عني الجميع، ولن أكذب عليه لو سألني عن أي شيء، لكنه لم يكن واضحا تماما.
> إذن تواصلك مع عمتك جعلك تتعرف على صديقة من شأنها أن تساعدك.. ما نوع المساعدة التي كنت تريد منها بالضبط؟
+كنت أريدها أن تفتح لي باب التواصل مع أي شخص يوصل رسالتي إلى الجهات التي يهمها الأمر. رسالتي كانت أنني أريد الإبلاغ عن أنني وجدت حسابات بنكية في الخارج باسم عبد الفتاح فرج، وأن بها أموالا حولت بطرق غامضة، وبالتالي فإنها ليست لنا، وأن العائلة دمرت بسبب الخلاف حول الإرث، لأن والدتي كانت قد توفيت وقتها، وأن اللعنة التي تلاحقنا سببها أوراق سرية في صندوق حديدي، وأن هذا الأمر مرتبط بوفاة والدتي غيثة فرج.
كان كل همي في ذلك الوقت أن تصل رسالتي، لأنني أصبحت مقتنعا بأن تلك الثروة ملعونة حتما، وأن والدتي ماتت بسبب الغموض الذي يلف الحسابات البنكية ومحتويات الصندوق الذي تتحدث عنه الوصية بشكل صريح، عندما حصلت على نسخة منها سنة 2014.