شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

حريق يلتهم مئات النخيل بواحة تمنارت بطاطا

طاطا: محمد سليماني

استفاق سكان منطقة إغير بجماعة تمنارت التابعة لإقليم طاطا صباح يوم السبت الماضي، على وقع صدمة مهولة بعدما التهمت النيران مئات من النخيل وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسمية.

وبحسب بعض المعطيات، فقد اندلع الحريق صباحا في ظروف غامضة، لم تتكشف ألسنة اللهب لدى السكان القريبين من مكان الحريق، إلا بعد أن تصاعدت الأدخنة في السماء وامتدت عبر مئات النخيل التي تشكل مصدر عيشهم. وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الحريق امتد على مساحات شاسعة، وأتلف مزروعات وأشجار مثمرة أخرى. ورغم نداءات السكان المحليين، إلا أن عدم وجود أي ثكنة للوقاية المدنية بالمنطقة زاد أيضا من استمرار الحريق لمدة طويلة، إذ لم يتدخل لمحاولة إطفاء النيران في البداية سوى السكان الذين هبوا بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتطويق الحريق ومنع انتشاره. ورغم وجود ثكنة للوقاية المدينة ببلدية فم الحصن وهي أقرب منطقة إلى الواحة المحترقة (أزيد من 60 كلم)، إلا أنها تفتقر للمعدات والشاحنات الصهريجية والوسائل اللوجستيكية لإطفاء الحرائق، الأمر الذي دفع إلى الاستنجاد بعناصر الوقاية المدينة التابعين لمركز مدينة طاطا، إضافة إلى عناصر الوقاية المدينة، الذين تدخلوا رفقة السكان لإخماد الحريق بعد أن أتى على مساحات شاسعة من الواحة.

وبحسب المعطيات، فقد تم بعد جهد جهيد إخماد الحريق والسيطرة عليه بفضل مجهودات مكثفة للجميع. ومن أجل التأكد من إطفاء النيران، قام عناصر الوقاية المدينة والقوات المساعدة والسكان بجولة تمشيطية عبر أرجاء الواحة من أجل التأكد من عدم وجود جذوع نخل ملتهبة تحمل شرارات النيران، قد تعيد اللهب إلى الواجهة بعد هبوب ريح على المنطقة.

وتعيد هذه النيران إلى الواجهة من جديد عمليات احتراق واحات النخيل بمنطقة تمنارت، حيث إن واحات هذه المنطقة تعرف بين الفينة والأخرى عمليات احتراق تأتي على مساحات شاسعة من أرزاق السكان، الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول أسبابها، وما إن كانت تتم بفعل فاعل. فكل سنة تقريبا تشتعل النيران في واحات المنطقة، حيث سبق أن التهمت ألسنة اللهب نخيل واحتي «تلمعزيت» و«أكرض»، وقبل ذلك اندلعت النيران بواحة «تمسولت سموكن»، ولم يتم التغلب عليها، إلا بعد وصول تعزيزات كبيرة لأفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، وعناصر الوقاية المدنية لكل من مدن طاطا، آسا الزاك، كلميم، بويزكارن وأكادير، كما تمت الاستعانة بطائرتين من نوع «كانادير» متخصصتين في إطفاء الحرائق. وقد خلف هذا الحريق حينها خسائر كبيرة في ممتلكات السكان ومصادر عيشهم. وقد وقع حريق مماثل في واحات منطقة تمنارت سنة 2015، غير أن أضخم حريق عرفته الواحة نفسها كان سنة 2012، عندما أتى حريق على حوالي 2000 نخلة بواحة «أكرض».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى