شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

حريق مهول يلتهم مئات أشجار النخيل بطاطا

أعاد حريق واحة «إمغي» بمنطقة «أكادير لهنا» بمدينة طاطا إلى الواجهة مخاوف عودة النيران إلى واحات الإقليم، والقضاء على مصادر عيش السكان.

ويأتي ارتفاع منسوب مخاوف السكان من هذه الحرائق، بعدما اندلع حريق مهول، يوم الثلاثاء الماضي، في واحة «إمغي»، حيث التهمت النيران مئات أشجار النخيل بالواحة وبعض الأشجار المثمرة وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسيمة في ممتلكات السكان.

وبحسب المعطيات، فقد اندلع الحريق في ظروف غامضة، لم تتكشف معها ألسنة اللهب لدى السكان، إلا بعد أن تصاعدت الأدخنة في السماء وامتدادها عبر مئات أشجار النخيل التي تشكل مصدر عيشهم. وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الحريق امتد على مساحات شاسعة، حيث أتلف أشجار النخيل، كما أتلف مزروعات وأشجار مثمرة أخرى. وتقاطر سكان الواحة على مكان النيران، حيث باشروا عمليات إطفائها بوسائلهم الخاصة، قبل أن تحل عناصر الوقاية المدنية، وأفراد القوات المساعدة بعين المكان، وباشروا عمليات الإطفاء. وامتدت النيران إلى مساحات متعددة، حيث ساعد في انتشارها هبوب رياح بالمنطقة.

وبحسب المصادر، فإن حرائق واحات إقليم طاطا عرفت تناميا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أضحى يقلق السكان والسلطات على حد سواء، لما يفرضه ذلك من تدخلات آنية، وسرعة في الأداء وفعالية في العمل لحماية أرزاق السكان، والحفاظ على حياتهم أيضا لقربهم من هذه الواحات.

ودخل مجلس جهة سوس- ماسة على الخط، حيث تمت المصادقة خلال أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر المنصرم لمجلس الجهة على مشروع اتفاقية شراكة للحماية من الحرائق، وتهيئة وتأهيل واحات طاطا. وخُصص لهذه الاتفاقية اعتماد مالي يصل إلى 112 مليون درهم، حيث ستهدف إلى اعتماد وسائل في إطار مهيكل لحماية واحات إقليم طاطا من آفة الحرائق، ودعم الأنشطة الاقتصادية بهذه المجالات القروية.

ويأتي تدخل مجلس الجهة لحماية واحات إقليم طاطا، بعدما عرفت هذه الأخيرة خلال الموسم الماضي حرائق متعددة، قضت مضجع الفلاحين الصغار وملاك أشجار النخيل، حيث عرفت المنطقة أزيد من أربعة حرائق ضخمة، سُجل أغلبها خلال فصل الصيف، آخرها كان قد اندلع بواحة «إيمي أوكادير» بجماعة فم الحصن، حيث أتت النيران على أكثر من 25 هكتارا من المساحات المغروسة، كما أتلفت أكثر من 20 ألف نخلة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأشجار المثمرة كالرمان والتين والخروب، وهو ما شكل ضربة موجعة للسكان المحليين، وللفلاح الصغير، خصوصا وأن هذا الحريق تزامن مع فترة جني التمور.

كما دخلت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على الخط، حيث أحدثت لجنة معاينة لتقييم الأوضاع داخل الواحات التي التهمتها الحرائق بإقليم طاطا، وذلك من أجل تحديد حجم التدخلات الممكنة، ثم النهوض بهذه المجالات الواحاتية، وحمايتها من التدهور الإيكولوجي والأخطار المؤدية إلى ذلك.

طاطا: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى