شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

حريق جديد يتلف مساحات واسعة من نخيل واحة بطاطا

للمرة الثانية في ظرف شهر واحد، وبعد أقل من 15 يوما فقط، شب حريق ثان في واحة للنخيل بإقليم طاطا، مخلفا خسائر مادية جسيمة في ممتلكات السكان.

واندلع، يوم الجمعة الماضي، حريق ضخم في واحة «إغير» بجماعة تمنارت، التابعة لإقليم طاطا، حيث امتدت ألسنة النيران عبر مساحات واسعة من الواحة، كما أتلفت العشرات من أشجار النخيل وبعض الأشجار المثمرة الأخرى. ولم يكتشف سكان المنطقة النيران، إلا بعد أن تصاعدت الأدخنة نحو السماء، حيث تقاطر السكان على مكان النيران، وباشروا عمليات إطفائها بوسائلهم الخاصة، قبل أن تحل عناصر الوقاية المدنية، وأفراد القوات المساعدة بعين المكان، وباشروا عمليات الإطفاء، رغم صعوبتها، خصوصا وأنها تزامنت مع ارتفاع نسبي في درجة الحرارة بالمنطقة.

وأضحت حرائق واحات النخيل بطاطا كابوسا مزعجا للسكان، إذ إن هذه الآفة عرفت تناميا كبيرا في السنتين الأخيرتين، حيث عرف الإقليم تسجيل أكبر عدد من الحرائق والتي التهمت مساحات كبيرة من أشجار النخيل.

ورغم فتح العديد من التحقيقات من قبل عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية بجل جماعات إقليم طاطا، التي عرفت واحاتها حرائق مختلفة خلال السنتين الأخيرتين، إلا أنه لم يسجل أن المتسبب فيها عنصر بشري، الأمر الذي أضحى يقلق السكان والسلطات على حد سواء، لما يفرضه من تدخلات آنية، وسرعة في الأداء وفعالية في العمل لحماية أرزاق السكان، والحفاظ على حياتهم أيضا لقرب مساكنهم من هذه الواحات.

إلى ذلك، فرض تكرار حرائق واحات إقليم طاطا تدخل مجلس جهة سوس- ماسة على الخط، حيث تمت المصادقة خلال أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر المنصرم لمجلس الجهة على مشروع اتفاقية شراكة للحماية من الحرائق وتهيئة وتأهيل واحات طاطا. وخصص لهذه الاتفاقية اعتماد مالي يصل إلى 112 مليون درهم، حيث ستهدف إلى اعتماد وسائل في إطار مهيكل لحماية واحات إقليم طاطا من آفة الحرائق، ودعم الأنشطة الاقتصادية بهذه المجالات القروية.

ويأتي تدخل مجلس الجهة لحماية واحات إقليم طاطا، بعدما عرفت هذه الأخيرة خلال الموسم الماضي حرائق متعددة، قضت مضجع الفلاحين الصغار وملاك أشجار النخيل، حيث عرفت المنطقة أزيد من أربعة حرائق ضخمة، سُجل أغلبها خلال فصل الصيف، آخرها كان قد اندلع بواحة «إيمي أوكادير» بجماعة فم الحصن، حيث أتت النيران على أكثر من 25 هكتارا من المساحات المغروسة، كما أتلفت أكثر من 20 ألف نخلة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأشجار المثمرة كالرمان والتين والخروب، وهو ما شكل ضربة موجعة للسكان المحليين وللفلاح الصغير، سيما وأن هذا الحريق تزامن مع فترة جني التمور.

كما دخلت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على الخط، حيث أحدثت لجنة معاينة لتقييم الأوضاع داخل الواحات التي التهمتها الحرائق بإقليم طاطا، وذلك من أجل تحديد حجم التدخلات الممكنة، ثم النهوض بهذه المجالات الواحاتية، وحمايتها من التدهور الإيكولوجي والأخطار المؤدية إلى ذلك.

طاطا: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى